هل يهدد الذكاء الاصطناعي الجامعات؟.. طالبة من MIT تترك دراستها خوفاً من هيمنته!

السياسي –

في خطوة غير مألوفة، قررت أليس بلير، الطالبة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، ترك مقاعد الدراسة نهائياً، مقتنعة بأن ظهور “الذكاء الاصطناعي العام” (AGI) بات قريباً إلى حد قد يجعل الحصول على شهادة جامعية أمراً غير ذي جدوى.

قالت بلير لمجلة فوربس: “كنت أخشى ألا أكون على قيد الحياة لأتخرج بسبب مخاطر الذكاء الاصطناعي”، مضيفة أنها ترى مستقبلها في العالم الحقيقي، حيث تعمل حالياً ككاتبة تقنية في مركز غير ربحي يُعنى بسلامة الذكاء الاصطناعي.

لكنها ليست وحدها، فبينما ينشغل بعض الطلاب بمخاطر وجودية يربطونها بالذكاء الاصطناعي، يقلق آخرون من تأثيراته المباشرة على مستقبل الوظائف.

أشار تقرير فوربس إلى أن حالة بلير تعكس تحولاً أوسع بين طلاب جامعات النخبة، الذين بدأوا يعيدون النظر في قيمة البقاء في الجامعة وسط تسارع التطور التكنولوجي.

استطلاع رأي أُجري في جامعة هارفارد كشف أن نصف الطلاب يشعرون بالقلق من تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل، وهو ما دفع بعضهم لاتخاذ قرارات جذرية. فآدم كوفمان مثلاً، ترك الجامعة لينضم إلى منظمة ريدوود ريسيرش غير الربحية، التي تدرس كيفية تعامل أنظمة الذكاء الاصطناعي مع البشر. بينما اتجه شقيقه وصديقته إلى العمل في شركة OpenAI.

وتشير التقديرات المتباينة إلى أن الذكاء الاصطناعي العام قد يصبح واقعاً في غضون أربع إلى عشر سنوات، وهو ما يضاعف مخاوف البعض من “انقراض الوظائف”، أو حتى سيناريوهات كارثية على البشرية. فقد حذّر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية العام الماضي من خطر “الانقراض” بسبب وتيرة التطور، فيما يقلل خبراء آخرون من هذه المخاوف واعتبروها “مبالغات تسويقية”.

لكن القلق من سوق العمل يظل أكثر واقعية، إذ حذّر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، من أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على نصف الوظائف الإدارية المبتدئة، ويرفع البطالة إلى نحو 20% في السنوات المقبلة. ولهذا اتجه بعض الطلاب لتأسيس شركات ناشئة مثل Anysphere وMercor التي جمعت لاحقاً تمويلاً كبيراً.

ورغم كل ذلك، يبقى ترك الدراسة مخاطرة غير محسوبة للجميع. فبيانات مركز بيو للأبحاث تؤكد أن الشباب الحاصلين على شهادة جامعية يكسبون ما لا يقل عن 20 ألف دولار سنوياً أكثر من أقرانهم. حتى بول غراهام، المؤسس المشارك لـ Y Combinator، نصح الطلاب بعدم التسرع في ترك دراستهم.

أما بلير نفسها، التي كانت من أوائل من اتخذوا هذه الخطوة، فتوجّه نصيحة واضحة لغيرها “ترك الجامعة مبكراً مرهق وصعب للغاية. لا أنصح به إلا لمن يملك مرونة عالية ويشعر أنه مستعد فعلاً لدخول سوق العمل قبل التخرج”.