السياسي – كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال للكاتب ديفيد إغناطيوس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يتسبب بالضرر للمدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين في كل يوم يؤخر فيه وقف إطلاق النار”، مشيرًا إلى أن “الطريق لوقف حرب غزة كان واضحاً منذ عام”.
ويأتي هذا التقييم في ظل تزايد ملحوظ في مستوى السخط الأوروبي تجاه سياسات نتنياهو وإدارة الحرب في غزة. فقد أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى أن الوضع الإنساني في غزة “غير مقبول”، مطالبة بوصول المساعدات فورًا إلى المحتاجين ومؤكدة على أن المساعدات الإنسانية “يجب ألا تُسيّس أبداً”.
وتشير التقارير إلى أن نتنياهو “فقد أوروبا” بسبب التكتيكات العسكرية الجديدة التي تشمل الضربات الجوية المكثفة، ونقص الغذاء والمساعدات، مما أدى إلى تآكل النوايا الحسنة التي كانت موجودة بعد هجوم السابع من أكتوبر.
ومن أبرز مظاهر هذا السخط الأوروبي:
* ألمانيا: حذرت ألمانيا، التي تُعد أقوى حلفاء إسرائيل في أوروبا وثاني أكبر مورد عالمي للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، من أنها لن تصدر أسلحة تُستخدم لخرق القانون الإنساني. ووصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة بأنها “لم تعد مفهومة” أو مبررة بالحاجة إلى محاربة حماس. كما هدد وزير الخارجية الألماني باتخاذ إجراءات غير محددة ضد إسرائيل.
* الاتحاد الأوروبي: يراجع الاتحاد الأوروبي حاليًا اتفاقية الشراكة الخاصة به مع إسرائيل، بناءً على طلب من هولندا، وهو ما حظي بدعم 17 دولة من أصل 27 دولة عضو في التكتل.
* المملكة المتحدة وفرنسا وكندا: حذرت هذه الدول من أنها ستتخذ “إجراءات ملموسة” ضد إسرائيل ما لم تسمح بدخول المساعدات إلى غزة. وقد واجهت حكومة نتنياهو انتقادات دولية متصاعدة، بما في ذلك دراسة فرض عقوبات مستهدفة من قبل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا.
* إسبانيا وأيرلندا: اعترفت كل من أيرلندا وإسبانيا رسميًا بدولة فلسطين، وتتجه دول أخرى في أوروبا نحو تبني هذا الموقف. واستضافت إسبانيا اجتماعًا دوليًا في مدريد، حضرته بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى، ودعا إلى فرض حظر أسلحة على إسرائيل. وبدأت أيرلندا العمل على حظر الواردات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، معربة عن أملها في إقناع حلفائها في الاتحاد الأوروبي باتباع نفس الخطوة.
* تصريحات قادة أوروبيين: اتهم رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن حكومة نتنياهو “بارتكاب إبادة جماعية في غزة”.
* المحكمة الجنائية الدولية: تواجه حكومة نتنياهو أيضًا احتمال إصدار مذكرات اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وقد رد نتنياهو على هذه الانتقادات، متهمًا قادة الدول الثلاث (المملكة المتحدة وفرنسا وكندا) بأنهم “في الجانب الخطأ من التاريخ”.