السياسي – أصدرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، وثيقة استراتيجية الأمن القومي الجديدة، التي تعيد رسم أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة تحت شعار “أمريكا أولاً” مع تقليص واضح لدور واشنطن في الشرق الأوسط.
وتتضمن الوثيقة انتقادًا للنخب الأميركية التي أدارت السياسة الخارجية خلال العقود الماضية، معتبرة أنها أخطأت حين حاولت الجمع بين دولة رفاه واسعة، وقوة عسكرية–دبلوماسية ضخمة، واقتصاد عالمي منفتح في آن واحد.
وتؤكد الاستراتيجية الجديدة التزام واشنطن بجيش قوي ومتقدّم، مع إعطاء الأولوية لحماية الحدود والسيادة الأميركية، وتقليص الانخراط العسكري والسياسي في مناطق الصراع حول العالم، وفي مقدمتها الشرق الأوسط الذي لم يعد يتصدر سلّم الاهتمامات الأميركية.
وتشير الوثيقة بحسب صحيفة اسرائيل اليوم إلى أن الولايات المتحدة ستركّز على مواجهة التحديات الكبرى، أبرزها الحفاظ على تفوقها في المحيط الهادئ، وتعزيز مكانتها التكنولوجية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة، إضافة إلى منع القوى المعادية من ترسيخ نفوذها في الشرق الأوسط.
وفي الجانب الأوروبي، تحذّر الوثيقة من خطر محو الهوية الحضارية للقارة نتيجة موجات الهجرة وسياسات العولمة، داعية الحكومات الأوروبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وتقليص اعتمادها على المظلة الأمنية الأميركية.
ويُتوقّع أن تُحدث الاستراتيجية الجديدة تحولات كبيرة في أولويات السياسة الخارجية الأميركية، ما سينعكس على ملفات عديدة، خصوصًا في الشرق الأوسط حيث ستتراجع درجة الانخراط الأميركي المباشر مقارنة بالسنوات الماضية.







