السياسي -متابعات
ودع الوسط الفني المصري صباح اليوم، الفنانة القديرة سمية الألفي التي رحلت عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض وعمر ناهز الـ72 عاماً.
نشأة ريفية وملامح جميلة
وُلدت سمية يوسف أحمد الألفي في 23 يوليو (تموز) 1953 بمحافظة الشرقية، وامتلكت ملامح جميلة وجذابة لافتة للنظر، وبدأت رحلتها مع الحياة في بيئة بعيدة عن الأضواء، قبل أن تشق طريقها لاحقاً إلى واحد من أكثر المسارات الفنية ثراءً في الدراما المصرية.
ودرست الراحلة علم الاجتماع في جامعة القاهرة، وهو ما انعكس على وعيها بالشخصيات الإنسانية وقدرتها على تقديم أدوار مركبة تمس الواقع الاجتماعي دون افتعال.
الخطوات الأولى على خشبة المسرح
انطلقت مسيرتها عام 1976 عبر المسرح بمشاركتها في مسرحية “أولاد علي بمبة”، لتنتقل بعدها مباشرة إلى السينما بفيلم “الحساب يا مدموزيل” في العام ذاته.
ودخلت عالم الدراما التلفزيونية عام 1978 من خلال مسلسل “أفواه وأرانب”، الذي فتح أمامها أبواب الشهرة وأظهر براعتها في تجسيد الشخصيات الشعبية.
وشاركت في مسرحية “السندريلا” التي شكلت منعطفاً حاسماً في حياتها الشخصية والمهنية، حيث التقت خلالها بزوجها الأول فاروق الفيشاوي.

رصيد فني ثري يتجاوز 140 عملاً
قدمت الراحلة على مدار 5 عقود أكثر من 144 عملاً فنياً متنوعاً بين السينما والدراما والمسرح، تاركة بصمة واضحة في الدراما المصرية.
برعت في أدوار الأم والزوجة التي تنتمي للطبقة الراقية وهو ما لم يمنعها أيضاً من النجاح في الأدوار الشعبية، ومن أشهر أفلامها: “علي بيه مظهر و40 حرامي”، “القرداتي”، “حد السيف”، “مشوار عمر”، “نوع من الرجال”، و”الطوفان”.
أما على صعيد الدراما التلفزيونية فقدمت أعمالاً خالدة منها: “ليالي الحلمية” بأجزائه الـ4، “قشتمر”، “بوابة الحلواني”، “الراية البيضا”، “بستان الشوق”، “أرزاق”، “الطبري”، “قلب الأسد”، و”عزبة المنيسي”.

زيجات متعددة من نجوم الفن
ارتبطت الراحلة بـ4 زيجات من داخل الوسط الفني، بدأت عام 1979 بزواجها من الفنان فاروق الفيشاوي بعد قصة حب نشأت خلال عملهما المسرحي المشترك.

استمر زواجها من الفيشاوي 16 عاماً أنجبت خلالها نجليها أحمد وعمر، لكن الخلافات أنهت هذه العلاقة رغم سنوات الحب الطويلة، وقد استمرت في إبداء محبتها له والتعبير عن ارتباطها الوثيق به حتى بعد وفاته، كما أعربت عن تقديرها له وعذرها حتى لخياناته المتكررة لها.
وتزوجت بعده من الملحن مودي الإمام لفترة قصيرة انتهت دون إنجاب، ثم ارتبطت بالمخرج جمال عبد الحميد الذي استأذن فاروق قبل الزواج منها، لكن هذه الزيجة أيضاً باءت بالفشل.
كان زواجها الرابع والأخير من المطرب مدحت صالح، الذي انتهى سريعاً بالطلاق.

معاناة صحية ونفسية قاسية
واجهت الفنانة الراحلة تحديات صحية شديدة طوال حياتها، حيث تعرضت لـ12 إجهاضاً متتالياً سبب لها معاناة نفسية وجسدية كبيرة.
وأصيبت سمية الألفي بورم في الثدي خضعت على إثره لعلاج مكثف، كما عانت من مرض حركي نادر أجبرها على إجراء 8 عمليات جراحية متتالية أبعدتها عن الأضواء.
ساعدها طليقها فاروق الفيشاوي في رحلة العلاج بالخارج، ما يعكس احتفاظهما بعلاقة طيبة رغم الانفصال.
غياب طويل بعد 2010
اختفت سمية الألفي من الساحة الفنية بعد عام 2010 بسبب الظروف الصحية الصعبة، حيث ركزت على العلاج والتعافي بعيداً عن الكاميرات.
وعاشت سنواتها الأخيرة بهدوء في القاهرة محافظة على خصوصيتها، لكنها واصلت متابعة مسيرة نجلها أحمد وتشجيعه في أعماله الفنية.
وورث نجلها أحمد الفيشاوي شغف التمثيل عن والديه، حيث برز كواحد من أهم نجوم جيله في السينما المصرية، فيما احتفظ عمر بخصوصيته بعيداً عن عالم الفن.

توتر العلاقات العائلية
وشهدت علاقتها بأحفادها توتراً، خاصة مع حفيدتها ليلى الفيشاوي التي رفضت الاعتراف بها لفترة طويلة لأسباب عائلية أثارت جدلاً واسعاً، قبل أن تعترف بها وتؤكد على محبتها الكبيرة لها.
وأخيراً، رحلت سمية الألفي تاركة إرثاً فنياً ممتداً عبر 5 عقود، وذكريات لا تمحى في قلوب محبيها والجمهور العربي.






