وسط بيروت يعيد لم شمل اللبنانيين في سيبانة رمضان

السياسي -وكالات

في القرية الرمضانية… أعادت وسط بيروت مساء أمس الأحد لم شمل المسلمين اللبنانيون لإحياء “سيبانة رمضان”، وهي عادة متوارثة بين الأجيال.

عشية الإعلان عن موعد بداية شهر رمضان، اختار عدد كبير من اللبنانيين الاحتفال بهذه العادة الشعبية مع عائلاتهم وأصدقائهم في وسط بيروت التي انطفأت بها الحياة لسنوات، فتوافدوا نحو المدينة الرمضانية بعنوان “بيروت العيد” التي نظمتها شركة “سوليدير” وجمعية “أجيالنا” مع محطة “mtv “.

بيروت العيد

في جولة ميدانية لموقع 24، كان لافتاً مشهد الفرحة والأمل على وجوه المارة، إذ تعتبر الفعالية الأضخم في العاصمة منذ بدء الأزمة الاقتصادية عام 2019 وانهيار قيمة العملة اللبنانية مقابل الدولار.
وخلال الفعالية التي ستمتد حتى نهاية عيد الفطر، امتزجت ضحكات الأطفال بأنغام الأناشيد الدينية على امتداد الشوارع المزينة في أسواق بيروت، بينما فاحت رائحة الأطعمة الشهية في المكان مجتذبة العائلات الذين تناولوا العشاء قبل بدء رمضان من المطاعم التي نصبت خيابها على امتداد الطريق.

سيبانة “مودرن”

أعرب عدد كبير من المواطنين الذين استطلع الموقع آرائهم عن سعادتهم بإحياء سيبانة رمضان في لبنان بشكل جديد عما كان متبعاً في الماضي مثل المواطن طارق حمادة (41 عاماً) الذي نزل إلى القرية الرمضانية لاستكمال الاحتفال بهذه العادة مع زوجته وطفليه اللذان يبلغان 5 و7 أعوام.
وأشار إلى أنه احتفل ظهراً باليوم الأخير من شعبان مع والديه وأشقائه في منزل العائلة الكبيرة وتناولوا على الغداء مأدبة ضخمة كبيرة شارك بإعدادها زوجات شقيقاته مع والدته.

أصل العادة الرمضانية

جرت العادة أن يقصد أهالي بيروت شواطئ العاصمة في اليوم الأخير من شهر شعبان لاستبانة هلال رمضان فيفترشوا أرضها ليتناول الطعام مع أفراد عائلاتهم.

وإذا تبيّن لهم الهلال، توجهوا إلى المحكمة الشرعية للإدلاء بشهادتهم من أجل الإعلان عن بدء الشهر الفضيل.

ومع مرور الوقت، استبدلت كلمة “استبانة” بلفظة “سيبانة”، تسهيلاً للنطق بها باللهجة اللبنانية المحلية.

وتطورت هذه العادات والتقاليد في المجتمع اللبناني، حتى أصبح ينظم لها مهرجانات وأسواق شعبية يقصدها الأهالي مع أطفالهم.

شوارع مزينة وفرحة كبيرة

على الجهة المقابلة للقرية الرمضانية، صدح المسجد بصلاة التراويح لأولى ليالي رمضان ليلاً بعد الإعلان عن بدء شهر الصوم، وتزيّن بالأضواء البراقة التي استوقفت الكثير من المارة من أجل التقاط الصور التذكارية من بينهم  اللبناني سمير علوان (34 عاماً) الذي عبر عن سعادته بنزوله مع زوجته وطفلته البالغة 4 أعوام إلى وسط بيروت والاستمتاع بالأجواء المبهجة وسط بيروت ابتهاجاً بقدوم شهر رمضان.

بين التقاليد القديمة والحديثة

رمضان أعاد النبض إلى وسط بيروت… بهذه العبارة عبّرت الجدة عايدة صباح (63 عاماً) عن سعادتها بإحياء سيانة رمضان مع زوجها وأبنائها مع عائلاتهم في أحد مطاعم القرية الرمضانية.وذكرت أنها بسبب مرضها لم تتمكن من إقامة مأدبة كبيرة في المنزل لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة إحياء هذه العادة التي كانت تتبعها مع عائلتها منذ طفولتها.

وعادت بذكراتها في حديث لموقع 24، إلى “السيبانة” من ماضي الزمن الجميل حسب وصفها، وروت لنا تفاصيل اللحظات الجميلة التي كانت تعيشها  مع عائلتها في الأحد الأخير قبل بدء رمضان حيث كانوا يذهبون إلى شاطئ الأوزاعي حاملين معهم مأكولاتهم لمد مأدبة طويلة تتضمن أشهر الأكلات الشعبية مثل الكبة المقلية والورق العنب والتبولة.
بين التقاليد القديمة والحديثة لإحياء سيبانة رمضان، تختلف وجهات النظر بأيها أجمل ولكن لا شك أن اللبنانيين اتفقوا على التواجد مع العائلة في هذا النهار الأخير قبل بدء الصيام مثل ما أكده الجد محمود عبود (74 عاماً)، وقال: “المهم هي لمة العائلة في هذه المناسبة سواء كانت على شواطئ البحر أم في المطاعم أو في المهرجانات، فمن واجبنا الحفاظ على التقاليد التي ورثناها عن الأجداد”.

شاهد أيضاً