السياسي – بين صوت الرصاص وبكاء أقاربه، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، مساء السبت، رسالة صوتية مؤثرة بعثها الشهيد همام حشاش لذويه قبل دقائق من اغتياله أول أمس الجمعة، برفقة عدد من المقاومين في جنين.
وبدأ الشهيد حشاش رسالته قائلاً:”وصيتي لكم إن كنت لن أعود، سألتقي بكم في جنة الخلود، مطالباً والديه بمسامحته والرضا عنه.
وتابع الحشاش في عبارات بدت آثار الدماء في كلماته الخافتة:” أمي بحبك.. بحبك .. بحبك.. أنتي وأبي، وإن شاء الله نكون شفيعين لكم يوم القيامة، ارضوا عني فأنا راضي عنكم، أوصي أصحابي وأصدقائي بالمحافظة على الدين والصلاة، وإسناد أهل غزة”.
وأكمل: “أنا مصاب في اليد والصدر، والتقط أنفاسي الأخيرة، ما دام اتحدث عليكم، سيواصلوا إطلاق الرصاص، وفي الوقت الذي تسمعون فيه صوت إطلاق رصاص كثيف وتوقفت عن الحديث، فاعلموا أنني استشهدت، فسامحوني”.
وأضاف الشهيد حشاش:” أمنيي كانت أن لا أموت قبل أن آخذ ثأري من الاحتلال، أصبنا منهم أكثر من 30 جندياً (في إشارة لتفجير ناقلة الجند في جنين بتاريخ 27/6/2024، والذي أسفر عن مقتل ضابط وأصيب 18 آخرين).
ويتحدث الشهيد عن الساعات التي سبقت اغتياله، فيقول:” الحمد لله أنني شهيد في يوم الجمعة، صليت الفجر وقرأت سورة الكهف، وأطلب منكم أن تكون جنازتي على السنة”.
وبين الحين والآخر يخفت صوت الشهيد الحشاش، ويعلو أحيان أخرى، متقاطعاً من صوت الرصاص وصيحات جنود الاحتلال، وفي الخلفية صوت جنازير جرافة إسرائيلية بدأت في هدم المنزل.
ويختم الشهيد وصيته قائلاً:”أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله، لا إله الا الله عليها نحي وعليها نموت وعليها نلقى الله، أبي وأمي أصبروا وصابروا، قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المتوكلون، سامحوني”.
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قد نعت الجمعة الماضية، مجموعة من مقاتليها الشهداء في مخيم جنين، الذين ارتقوا اليوم إثر عملية عسكرية لجيش الاحتلال.
وتبنت “القسام” في بيانها، الشهداء وهم: الشهيد القسامي المجاهد همام أسعد حشاش، الشهيد القسامي القائد ياسين أحمد العريدي، والشهيد المجاهد نضال عامر أحد مجاهدي سرايا القدس”.
وأضافت بأن “هؤلاء الأبطال هم من نفذ عملية التفجير لناقلة الجند في جنين بتاريخ 2024/06/27؛ والتي قُتل فيها قائد وحدة القناصة النقيب (ألون سكاجيو) وأصيب 18 آخرين من جنود الاحتلال”.