وقاحة داني دانون مندوب كيان الاحتلال الإسرائيلي بالأمم المتحدة

عمران الخطيب

بكل وقاحة، تحدث مندوب الكيان الصهيوني الفاشي في الأمم المتحدة، داني دانون، موجّهًا الاتهامات إلى ممثل إيران في المنظمة الدولية، على خلفية القصف الصاروخي الذي طال أحد المستشفيات في مدينة بئر السبع، والواقع بالقرب من مؤسسات عسكرية وغرفة العمليات المركزية.

وقد أصابت شظايا الصواريخ المستشفى خلال استهداف منشآت إسرائيلية. واستغل مندوب الاحتلال هذه الحادثة كفرصة لمطالبة الدول المشاركة في جلسة الأمم المتحدة بإدانة طهران.

لا شك أن استهداف المنشآت المدنية مرفوض من قبل شعوب ودول العالم كافة، لكن دانون تجاهل عمدًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو من قصف مختلف المستشفيات في قطاع غزة، بل وقام بحفر حفرة أمام مستشفى الشفاء، دفن فيها الشهداء والمصابين والجرحى، بعضهم وهم ما يزالون على قيد الحياة. وتم نقل هذه الجريمة أمام عدسات الإعلام وعلى الهواء مباشرة عبر مختلف الفضائيات.

لم يتبقَ مستشفى في قطاع غزة لم يتعرض للقصف الإسرائيلي. القطاع يتعرض لإبادة جماعية منذ أكثر من 628 يومًا، وسط عجز تام للنظام الدولي عن وقف هذه الجرائم.

حتى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، والتي لجأ إليها النازحون، تعرضت للقصف، بما في ذلك مستشفى المعمداني.

القصف الإسرائيلي لم يستثنِ بشرًا ولا حجرًا. اليوم، لا تتوفر في غزة أدنى مقومات الحياة، نتيجة استمرار العدوان والجرائم. جيش الاحتلال لم يكتفِ بقتل الأطباء والمرضى، بل اعتقل أطباء من غرف العمليات، وقتل الأطفال الخُدّج في الحضانات. كما استُهدف الصحفيون، حيث قُتل أكثر من 225 صحفيًا وصحفية فلسطينيين، وهم شهود عيان على الجرائم المتكررة للاحتلال.

حتى المندوبة الأمريكية في نيويورك زلّ لسانها، وأدانت ضرب المستشفيات في غزة، ثم تداركت الأمر سريعًا لتُدين القصف الإيراني.

وفي ظل وقاحة داني دانون، خرج الإعلامي اللبناني طوني خليفة في فيديو جديد يكشف كذب وافتراءات مندوب الاحتلال، حيث أدان بشكل واضح قصف المستشفيات في غزة، لا سيما مستشفى النصر. وكما يقول المثل: “ضربني وبكى، وسبقني واشتكى”.

وفي سياق العدوان الإسرائيلي على إيران، وحين شعر النظام الدولي بجدية الرد الإيراني وخطورته على “إسرائيل”، سارعت مجموعة “الترويكا” الأوروبية، إلى جانب بريطانيا، لعقد اجتماع في جنيف ودعوة إيران للمشاركة. لكن الهدف لم يكن تحقيق السلام، بل حماية “إسرائيل”، وتجريد إيران من قدراتها الدفاعية، ضمن تبرير مستمر لما يسمى “تحالف دولي”، لا هدف له سوى رفع العتب وتبرير الدعم الكامل “لإسرائيل.”

لا يزال النظام الدولي يتحدث عن “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، وهذا أكبر دليل على المعايير المزدوجة التي تنتهجها القوى الكبرى تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يعيش تحت الإبادة الجماعية في غزة، وإرهاب ميليشيات المستوطنين في الضفة الغربية ومخيماتها والقدس، دون أن تُفرض أي عقوبات على” إسرائيل”، الدولة التي تمتلك أسلحة نووية وبيولوجية وكيميائية.

لذلك، كل عربي يشعر اليوم بالظلم والمرارة أمام هذا التحيز الفاضح وغياب العدالة للشعب الفلسطيني.

ومع ذلك، يستمر الصراع مع الكيان الصهيوني الفاشي… حتى زوال سرطان الاحتلال والاستيطان.

Omranalkhateeb4@gmai