السياسي – صعّد يائير غولان، رئيس حزب “الديمقراطيين” الإسرائيلي، من انتقاداته لرئيس الوزراء نتنياهو، متهمًا إياه بالتسبب في تعزيز مكاسب إيران الإقليمية والدولية عقب الحرب، ولا سيّما ما وصفه بإضعاف موقف إسرائيل في مواجهة الملف النووي الإيراني، بعد قرار طهران الأخير بقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتساءل غولان: “كيف يمكن إنهاء حرب دون قرار سياسي باعتباره العامل الحاسم في تحديد من انتصر ومن هُزم” ووصف غياب القرار السياسي بـ”الخلل الخطير”، معتبرًا أنه يصب في مصلحة إيران ويُلحق ضررًا فادحًا بإسرائيل، وهو ما بدأ يتضح على الأرض بالفعل.
ودعا غولان وقيادات حزبه إلى انتهاج مسار سياسي “غير مطروق”، يتمثل في تعزيز التعاون مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بدلًا من التركيز الحصري على اتفاقات مع دول عربية وإسلامية.
وأكد أن “المسار الذي بدأه رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين هو الذي انتصر في النهاية”، في إشارة إلى التنسيق الأمني المستمر مع السلطة الفلسطينية، خلافًا لنهج نتنياهو الذي وصفه بالفاشل.
وشن غولان هجومًا لاذعًا على سلوك نتنياهو تجاه إيران، معتبرًا أن السياسات الحالية تُشعل جبهات متعددة في غزة والضفة الغربية، قائلًا: “نحن نواجه تهديدات في غزة، ونمنع اندلاع حرب في الضفة، التي يغذيها منتهكو القانون المسلحون، وليس فقط ما يُسمون بشباب التلال، بل الذين يتلقون دعمًا مباشرًا من الحكومة”.
وصوّت أعضاء الحزب على ما وصفوه بـ”دستور الحزب”، الذي ينص على إنقاذ إسرائيل من “معسكر نتنياهو”، ووقف ما أسموه “الانقلاب على مؤسسات الدولة”، وحتى على قيم مؤسسها دافيد بن غوريون، وطالب الحاضرون بإعادة جميع الاسرى، وإنهاء الحرب، وتشكيل تحالف جديد في غزة كبديل من حركة حماس.
ودعا عضو الكنيست عن الحزب، جلعاد كاريف، إلى التعاون مع الفلسطينيين الذين “يشاركوننا هذه الأرض”، على حد وصفه، معتبرًا أن وقف الحرب في غزة عبر اتفاق شامل يخدم الفلسطينيين “غير المشاركين في القتال”.
كما طالب بنشر قوات من الدول العربية والسلطة الفلسطينية في القطاع، إلى جانب استئناف المفاوضات بين تل أبيب ورام الله، دون أن يوضح ما إذا كان يدعم إقامة دولة فلسطينية.
ووجّه نواب الحزب انتقادات شديدة اللهجة إلى المستوطنين المتطرفين، لا سيما مجموعات “الجفعاتيين” التي تسيطر على تلال الضفة الغربية وتدير بؤرًا استيطانية غير قانونية.
وطالبوا الحكومة بالتوقف عن رعايتهم، مشيرين إلى اعتداءاتهم المتكررة على الجيش الإسرائيلي، وتورطهم في قتل فلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم، في ظل غضّ الطرف من قبل السلطة التنفيذية الحالية.