يستطيع العرب فعل الكثير لو ارادوا وبدون حروب

لؤي ديب

المطلوب من القمة الطارئة في الدوحة تجاوز عتبة الشجب والاستنكار ودعوة المجتمع الدولي للتدخل وهو لا يتدخل وتكرار شعارات تهديد امن المنطقة بل المطلوب خطوات عملية لا تحتاج الي بيان بمقدمات .
لا احد يتوقع ان تذهب الدول العربية الي تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بعد الاعتداء على العمق العربي متمثلا بالخليج الذي ضربت فيه قطر من اسرائيل ، ولكن الشارع العربي باكمله من شرقه لغربه ينتظر شيء مختلف واكثر جرأة من كل السابق .
ينتظر مثلا ان يري قرار عربي اسلامي بمنع الطائرات الاسرائلية من المرور في اجرائها .
ينتظر ان يرى قرار عربي اسلامي بمنع السفن الاسرائلية او المتوجهه اليها من المرور بمياهها الاقليمية او المضائق التى تسيطر عليها .
ينتظر ان يري قرار عربي اسلامي بتشكيل دوريات جوية مشتركة تغطى حدود الدول العربية مع فلسطين وعلى مدار الساعة .
ينتظر ان يري قرار عربي اسلامي باجراء مناورة عسكرية مشتركة تحاكي صد هجوم اسرائيلي او اختراق لاجواء او حدود اي دولة مع فلسطين التاريخية .
ينتظر ان يري قرار عربي اسلامي بنشر محطات الانذار المبكر في محيط فلسطين التاريخية .
ينتظر ان يرى قرار عربي اسلامي بقطع كل العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل وتجريم التعامل معها .
ينتظر ان يرى قرار عربي اسلامي بفرض رسوم تصل الي 50‎%‎ على بضائع الشركات التى تورد تقنيات التكنولوجيا لاسرائيل .
ينتظر ان يري قرار بفرض رسوم تصل الي 100‎%‎ على الواردات القادمة من الدول التى تزيد معاملاتها التجارية مع اسرائيل عن 300 مليون دولار ، هكذا تُقرض العقوبات الغير مباشرة .
ينتظر ان يري قرار جماعي بتقديم دعم عسكري على شكل منح مالية للدول العربية المجاورة لاسرائيل .
ينتظر ان يرى قرار خليجي واضح بدعم الملاحقة القانونية لاسرائيل وتمويلها .
ينتظر ان يري قرار عربي اسلامي بالتوجه للجمعية العامة للامم المتحدة من اجل انشاء محكمة خاصة للتحقيق في جرائم اسرائيل منذ قيامها حيث يحقق للجمعية العامة استحداث من تراه من الاجسام والمؤسسات لخدمة اعمالها ، يريد المواطن العربي ان يراكم وانتم تعلمون العالم كيف يمكن تجاوز مجلس الامن الذي تسيطر عليه امريكا .
ينتظر ان يري رسالة جماعية تنشر للشعوب العربية قبل وصولها لترامب تخبره ان امريكا ان لم توقف انحيازها لاسرائيل وبخطوات واضحة فان الدول العربية والاسلامية ستعيد النظر في مستوي صداقتها مع امريكا وستكون مضطرة للبحث عن مصالحها وامنها بالتوجه لمعسكر روسيا – الصين .
يريد الشارع العربي ان يري الدول العربية تقر ميزانية دفاع مشتركة بقيمة من اخذ ترامب واعلان بتخصيص تيرليون دولار لانشاء سلاح جو عربي منافس وتنويع مصادره واستقدام الخبراء لاحلال صناعة الطيران .
يريد ان يرى اعلان باكستاني مشابهه لاعلان ماكرون عندما قال ان السلاح النووي الفرنسي في خدمة الامن الاوروبي واي قرار جماعي .
الدول العربية مهما كانت علاقتها مع ادارة ترامب او منّ يخلفه قوية فلن تكون اعز من اسرائيل التى لا تتوقف عن التخريب ، ولن تكون الدول العربية اعز من الاوربيين شركاء الدم ونمط العيش وحلفاء التاريخ الذين تركهم ترامب يواجهون مصيرهم مع روسيا ، وقد ان الوقت لينتقل العرب من القول الي الفعل .
يستطيع العرب فعل الكثير لو ارادوا وبدون حروب