14 عاما على مقتل القذافي

السياسي – في مثل هذا اليوم وبتاريخ 20 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2011 تم العثور على العقيد الليبي معمر القذافي، مختبئا داخل أنبوب للصرف الصحي في مدينة سرت وجرى قتله بعد دقائق من الإمساك به، وتم إعلان تحرير البلاد من نظامه وفرار أغلب عائلته وكبار مسؤوليه.

وبعد مرور 14 عاما على مقتل الزعيم الليبي “القذافي” لازالت التساؤلات مستمرة حول أماكن ومستقبل عائلته السياسي والقضائي، وكذلك أسباب تعثر ليبيا في انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وفي كل عام تحتفل الحكومات الليبية والشعب بذكرى يوم التحرير والتخلص من نظام القذافي، لكن في السنوات القليلة الماضية لوحظ حالة خفوت وضعف في الاحتفالات سواء الرسمية أو الشعبية وسط ظهور من يترحمون على عهد معمر القذافي كون الثورة وحكوماتها لم يحققوا مطالب الشعب بل تحول بعضهم إلى ديكتاتوريات يسيرون على نفس خطى القذافي الأب.

وفي المقابل، يقيم أتباع القذافي حالة “كربلائية” في نفس اليوم ترحما على عهد “زعيمهم” الذي يروا أنه الوحيد الذي كان يحافظ على سيادة ليبيا وقوتها، بل ويرفعون قماشة خضراء في إشارة للراية التي كان يعتمدها علما للبلاد وتم استبدالها بعلم الاستقلال.

وبعد مرور 14 عاما على مقتله.. تُثار تساؤلات عن مصير عائلته وكبار مسؤوليه وأماكنهم ومستقبلهم السياسي والقضائي، لذا نحاول باختصار الإجابة عن هذه التساؤلات عبر رصد أماكن ومصير العائلة.

منذ مقتل القذافي وانتهاء نظامه تفرقت عائلته في عدة دول، وبقي بعضهم في داخل ليبيا، كما تم تسليم بعضهم إلى القضاء الليبي الذي افرج عنهم بعد مدة، وفيما يلي لمحة عن أماكن ومستقبل العائلة:

– سيف الإسلام.. مرشح رئاسي مختفي
يبلغ من العمر “53” عاما، وكان ينظر له كخليفة مقبول ومحتمل لوالده، بل طالب بعض الثوار وقتها أن يتسلم هو زمام الأمور في ليبيا ويرحل والده، لكن سيف انضم لكتائب القذافي وسب وشتم الثوار ليفقد شعبيته ويتم اعتقاله في جنوب ليبيا لينقل بعدها إلى مدينة “الزنتان” غربا، ويختفي تماما عن الأنظار، ويصدر حكما باإعدام ضده ثم يتم العفو عنه، ليظهر فجأة في عام 2021 ليعلن ترشحه للرئاسة، ولازال متواجدا في ليبيا لكن لا يعرف حتى مكانه، وحتى الآن صادر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.

أما زوجته صفية فركاش وابنتها عائشة القذافي، وهي محامية، فقد فرا إلى الجزائر وقت الثورة 2011 ثم انتقلت إلى عدة دول منها مصر وسلطنة عمان، حتى حصلتا على اللجوء السياسي من السلطنة وتقيما هناك الآن، وظهور عائشة هو الأكثر، ويستقر معهم الابن الأكبر محمد القذافي.

-الساعدي.. من الكرة إلى السياسة
يبلغ من العمر “52” عاما، وكان لاعب كرة قدم، ومنذ اندلاع الثورة فر إلى النيجر ومكث سنوات ثم تسلمته الحكومة الليبية وحكم عليه بالسجن حتى عام 2012 ثم أفرج عنه وطلب لجوء سياسي في تركيا ويقيم هناك حتى اللحظة، ولها نشاط وتغريدات سياسية بشكل يومي.

-هانيبال..اختطاف وتدهور صحي
عمره “49” عاما، لم يعرف له نشاط سياسي أو عسكري، وتم إيقافه من قبل السلطات اللبنانية في ديسمبر 2015 وتم اعتقاله وحبسه دون محاكمة لمطالبته بكشف معلومات حول اختفاء الزعيم الشيعي اللبناني موسى الصدر في ليبيا عام 1978، حين كان والده في السلطة، ومؤخرا أفرج عنه مقابل كفالة مالية قدرها 11 مليون دولار.

-المعتصم وخميس.. رحلا معا
المعتصم القذافي كان من أقوى أبناء العائلة العسكريين وتولى مهمة مستشار مجلس الأمن القومي، وشارك في حرب والده ضد الثورة وحمل سلاحه واشتبك مع الثوار حتى تم الإمساك به مع والده في سرت ثم قُتل ودفن في مكان غير معلوم حتى الآن.

أما شقيقه “خميس القذافي” فقد كان عسكريا أيضا وقاتل بضراوة ضد الثورة وكان آمرا لقاعدة عسكرية في العاصمة، ثم قتل أثناء الثورة ودفن ايضا في مكان غير معلوم.

أما كبار مسؤول نظام القذافي فتفرقوا بين معتقل داخل ليبيا وبين مفرج عنه وبين هارب يعيشون بين أوروبا ومصر ودول الخليج، لكن أغلبهم ليس له أي دور سياسي ولا مستقبل.