السياسي -متابعات
أثارت سلسلة من الاكتشافات المروعة في مدينة أوستن بولاية تكساس الأمريكية مخاوف واسعة من احتمال وجود قاتل متسلسل، وذلك بعد انتشال 38 جثة من بحيرة ليدي بيرد خلال السنوات الثلاث الماضية، من بينها جثة مراهق عُثر عليها مطلع الأسبوع الجاري، مما زاد من حدة التكهنات والقلق الشعبي.
وتم العثور على الجثة الأخيرة، والتي يُعتقد أنها تعود لفتى مراهق اختفى قبل أيام، بواسطة أحد ممارسي رياضة التجديف، يوم الثلاثاء الماضي.
وبحسب ما أوردته قناة Fox 7 Austin، فإن المراهق “الضحية” كان برفقة عائلته خلال نزهة على متن قوارب الكاياك ولوحات التجديف قبل أن يسقط في الماء دون أن يعود للسطح.
وبهذا الاكتشاف، تكون هذه الجثة هي رقم 30 لذكر يُعثر عليه في أو حول البحيرة منذ عام 2022، وسط ظروف غامضة ما تزال دون تفسير واضح، ما عزز من انتشار الشائعات عن وجود قاتل متسلسل يُلقب بـ”سفّاح شارع ريني” (Rainy Street Ripper).
ورغم نفي الشرطة الأمريكية لهذه المزاعم، وتشديدها على أن حادثة قتل واحدة فقط تم تأكيدها حتى الآن ضمن جميع الحالات، إلا أن أسباب الوفاة لنحو ست جثث لم يتم تحديدها حتى اللحظة، ما يُبقي الباب مفتوحاً أمام نظريات عديدة لا تملك السلطات إجابة قاطعة عنها حالياً.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن 60% من الضحايا تتراوح أعمارهم بين 39 و49 عاماً، فيما سُجلت حالتان فقط لمراهقين، أحدهما الضحية الأخيرة. كما عُثر في أبريل (نيسان) الماضي وحده على جثتين جديدتين قرب البحيرة، إحداهما تحت جسر مجاور واعتُبر سبب وفاته “سكتة قلبية”، بينما لم تُصنف الحالة الثانية كجريمة قتل أيضاً.
من جهتها، أشارت السلطات إلى أن المشهد الليلي الصاخب في منطقة شارع ريني، المعروف بحفلاته الصاخبة وسهراته الممتدة، قد يكون سبباً رئيسياً في هذه الوفيات، خاصة أن أول ضحية معروفة، جايسون جون (30 عاماً)، كان قد شوهد آخر مرة في هذا الشارع قبل أن يُعثر عليه ميتاً في فبراير (شباط) 2023.
ومن بين الضحايا الآخرين الذين تم التعرف عليهم: كليف أكستيل (40 عاماً)، وجوناثان هاني (33 عاماً)، وجوليو سانتوس الثالث (22 عاماً)، ومارتن غوتيريز (25 عاماً)، وجميعهم شوهدوا في ظروف مشابهة قبل وفاتهم.
ولمواجهة هذا التصاعد المقلق في عدد الوفيات، بدأت سلطات المدينة باتخاذ تدابير وقائية، شملت تركيب إضاءة إضافية وأسوار حول البحيرة بتكلفة بلغت 800 ألف دولار، إلى جانب تخصيص سيارات إسعاف ثابتة في نهاية شارع ريني لنقل الأشخاص الذين تتدهور حالتهم بسبب الإفراط في شرب الكحول.
ورغم ذلك، لم تتوقف الشائعات؛ ففي يوليو (تموز) الماضي، تم إطلاق عريضة إلكترونية جمعت أكثر من 5200 توقيع، تطالب شرطة أوستن بالاعتراف بأن الغرق في البحيرة قد لا يكون مجرد “حوادث عرضية”.
واستندت العريضة إلى قضية الشاب كريستيان بيو (21 عاماً) الذي اختفى في عام 2019 بعد سهرة في شارع ريني، ليُعثر عليه لاحقاً في حالة حرجة بعد تعرضه لضرب مبرح، ودخل في غيبوبة استمرت شهراً.
غير أن الشرطة تمسّكت في تقريرها الرسمي بأن ما حدث كان “حادثاً مأساوياً”، وشددت مجدداً، في بيانها الأخير بشأن الجثة المجهولة التي عُثر عليها هذا الأسبوع، على عدم وجود أي دلائل على جريمة قتل أو آثار إصابات جسدية.