أوضحت تقارير ان 4 مجموعات تعمل من مناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية، خلف ما يُعرف بـ”الخط الأصفر”، وهو خط انتشار القوات الإسرائيلية الذي أنشئ بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت “سكاي نيوز” عن حسام الأسطل، قائد إحدى تلك الميليشيات، قوله من قاعدته في جنوب غزة: “لدينا مشروع رسمي – أنا وياسر أبو شباب ورامي حلس وأشرف المنسي – كلنا مع مشروع غزة الجديدة، وسنحقق السيطرة الكاملة قريباً”.
ويقع مقر ميليشيا الأسطل على طريق عسكري يبعد أقل من 700 متر عن موقع إسرائيلي، في منطقة كانت سابقاً ضاحية سكنية بمدينة خان يونس وتحولت اليوم إلى أنقاض وسواتر عسكرية.
وبحسب التقرير، تعتمد الميليشيات على التمويل والتسليح عبر قنوات غير مباشرة. وأشار الأسطل إلى أنّ الأسلحة تُشترى من عناصر سابقين في حماس عبر السوق السوداء، بينما تُهرّب الذخائر والمركبات عبر معبر كرم أبو سالم بتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي تتولى فيه ميليشيا أخرى بقيادة ياسر أبو شباب نقل المركبات من الداخل الإسرائيلي بمساعدة تاجر سيارات عربي.
كما أكد الأسطل أنّ مجموعته تتلقى شحنات أسبوعية من مواد غذائية وطبية لدعم عشرات العائلات في المنطقة التي يسيطر عليها، موضحًا أنّ هذه الإمدادات “تصل بإشراف الجيش الإسرائيلي وبالتنسيق غير المباشر مع السلطة الفلسطينية”.
وأوضح التقرير أنّ التنسيق بين هذه المجموعات والجيش الإسرائيلي يتم “بطريقة غير مباشرة” عبر مكتب التنسيق والارتباط الإقليمي التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، والذي يضمّ بدوره مسؤولين من السلطة الفلسطينية.
وفي حين نفت السلطة الفلسطينية رسميًا أي علاقة بهذه الميليشيات، قال الأسطل إنّ “هناك أفرادًا في مجموعته ما زالوا موظفين لدى السلطة”، مشيراً إلى أنّ الأخيرة “لا تستطيع الاعتراف بذلك علنًا لتجنّب الحرج السياسي”.
واتهمت حركة حماس الميليشيات المدعومة من إسرائيل بالتنسيق العسكري المباشر مع الجيش الإسرائيلي، خصوصاً بعد مقتل عدد من مقاتليها خلال اشتباك في 3 تشرين الأول، تدخلت خلاله طائرات إسرائيلية لدعم ميليشيا أبو شباب.
الأسطل نفى ذلك قائلاً: “لا أتحكم بالغارات الجوية الإسرائيلية. الإسرائيليون رأوا مقاتلي حماس وضربوهم. لم يكن هناك تنسيق عسكري مباشر.”
وروى الأسطل أنه فقد ابنته الحامل في غارة إسرائيلية في نيسان الماضي، معتبرًا أنّ الاتهامات له بالعمالة “ظالمة”، وقال: “هل كان الإسرائيليون يمزحون معي بصاروخ؟”
وأشارت “سكاي نيوز” إلى أنّ الميليشيات تتلقى أيضًا دعمًا من قوى خارجية تسعى إلى تنفيذ مشروع يُعرف باسم “غزة الجديدة”، وهو الاسم ذاته الذي استخدمه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره السابق، قبل أيام، عندما اقترح تقسيم غزة إلى مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية وأخرى خارجها.
وقال كوشنر إنّ أموال إعادة الإعمار “لن تذهب إلى المناطق التي تسيطر عليها حماس”، داعيًا إلى بدء بناء “غزة جديدة” في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية لتأمين فرص عمل للفلسطينيين.
ورفض كلّ من الجيش الإسرائيلي وحركة حماس والسلطة الفلسطينية التعليق على مضمون التقرير.






