السياسي – بين “المركز السوري لدراسات الرأي العام” (مدى) إن 60 بالمئة من السوريين يتوقعون إعلان معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل مستقبلًا، وإن 40 بالمئة يؤيدون التطبيع مع إسرائيل.
وأصدر “مدى”، وهو مركز بحثي مستقل أسسه أكاديميون وصحفيون وناشطون، تقريراً يتضمن نتائج استطلاع للرأي شارك فيه 2550 من السوريين في عموم المحافظات، بعنوان “نحو التطبيع.. آراء وتوقعات السوريين حول توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل”.
ووفقاً للمناطق السورية، فقد أبدت محافظتا السويداء والقنيطرة نسبًا مرتفعة في تأييد وجود اتفاقية سلام مع إسرائيل، مقابل تراجعها في درعا وبقية المحافظات.
وأرجع المركز ارتفاع التأييد في المحافظتين إلى تعالي خطاب حماية الأقلية الدرزية من قبل إسرائيل في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، والعبء الذي يتحمّله أهالي محافظة القنيطرة، كونهم على تماس مباشر مع القوات الإسرائيلية التي تنفذ توغلات عسكرية دون رادع لها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وأشار رئيس مركز “مدى” الدكتور حسام السعد، إلى أن الاختلاف في آراء العينة شمل أيضاً كلاً من القومية والديانة والطائفة، فعلى مستوى القومية، كان المكوّن الكردي، من عينة الدراسة، هو الأكثر تأييدًا لوجود معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل، وكان المسيحيون أكثر تأييدًا لمعاهدة سلام، فيما كانت الطائفتان الإسماعيلية والعلوية أكثر تأييدًا لمعاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل، مقابل المكوّن السني في عينة الدراسة.
وأسند “مركز مدى” ارتفاع نسبة العلويين والدروز المؤيدين لاتفاق التطبيع مع إسرائيل، إلى الخطاب الدعائي الذي صدّرته إسرائيل حول حماية الأقليات.
ووفقاً للتقرير، فقد ربط غالبية السوريين بين الاستقرار والازدهار الاقتصادي في سوريا والتطبيع مع إسرائيل، حيث رأى أكثر من 70 بالمئة أن التطبيع سوف يعمل على “قدوم الاستثمارات العربية والدولية إلى سوريا”، وبالتالي “تحسّن الوضع الاقتصادي”.
ومن الناحية الأمنية، اعتبر أكثر من نصف السوريين أن التطبيع سيؤدي إلى انتهاء الحروب في المنطقة، وتحسن الوضع الأمني في سوريا.
ورغم التوجه الكبير والتحول في آراء السوريين تجاه إسرائيل والموافقة على عقد اتفاقية سلام، إلا أنهم اعتبروها الدولة الأكثر خطراً على بلادهم، تليها إيران والولايات المتحدة ، وهذا يفسر أن قرار الاتجاه نحو تأييد السلام معها يأتي من باب درء المخاطر، لا سيّما أنها على تماس مباشر مع سوريا بشكل عام، وبعض المحافظات السورية الحدودية على وجه الخصوص.