الكشف عن عملية اعتقال عماد امهز مدير المشروع البحري لحزب الله

كشف المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي عن تفاصيل عملية سرية قامت بها وحدة “شاييطت 13″، والتي تم تنفيذها في بلدة البترون شمال لبنان على بعد حوالي 140 كيلو مترا من الحدود الإسرائيلية، وتم اعتقال النقيب في الوحدة البحرية السرية التابعة لحزب الله عماد أمهز، والذي يعتبر الشخصية المحورية في الوحدة السرية، ووحدة الصورايخ البحرية”7900” . تلقى النقيب تدريبات عسكرية واسعة في إيران ولبنان واكتسب خبرة واسعة في تنفيذ عمليات بحرية.


– المشروع البحري السري يعد من أكثر المشاريع حساسية وسرية لدى حزب الله وكان يدار بشكل مباشر من حسن نصر الله وفؤاد شكور القائد العسكري الأبرز في الحزب، والذي قتل في بداية الحرب، والكشف عن اسم علي عبد الحسن نور الدين المسؤول عن الملف البحري السري.

يدعي جيش الاحتلال ان امهز  خضع لتدريبات عسكرية في إيران ولبنان، وراكم خبرة بحرية واسعة بهدف تنفيذ عمليات إرهابية بحرية. كما تلقّى تدريبات في المعهد البحري المدني اللبناني «مرستي».

وخلال التحقيق معه، اعترف أمهز بأنه شغل دوراً مركزياً في «الملف البحري السرّي»، وقدّم معلومات استخبارية حساسة حول هذا الملف، الذي يُعدّ أحد أكثر المشاريع حساسية وسرّية داخل حزب الله.

للمرة الأولى منذ اختطافه عام 2024، زعم الإعلام الإسرائيلي ظهور الأسير اللبناني عماد أمهز، متحدثا عن مشروع «سرّي جدا جدا» كان سيقلب المعادلة رأسًا على عقب ويغيّر «كل شيء».

وأمهز، خطفته قوة كوماندوس إسرائيلية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر العام الفائت عبر البحر، آتية من الأراضي المحتلة نحو البترون شمال لبنان، واقتيد من داخل مقر إقامته المؤقت إلى البحر ثم إلى إسرائيل.

ما الجديد؟
بحسب ما نشرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، جلس «الرجل الملتحي»، أي أمهز، أمام محقّق من الوحدة 504 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية أجاب عن الأسئلة بصبر وبقدر كبير من التفصيل.

مرّت أيام من التحقيقات حاول خلالها كسب الوقت، والمراوغة، وإخفاء المعلومات، لكن ما إن «انهار» حتى كشف كل شيء.

راح أمهز يروي عن الرحلات إلى إيران، والإبحار في أفريقيا، واللقاءات السرّية مع رئيس أركان الحزب فؤاد شكر الذي اغتيل في نهاية تموز 2024، والتعليمات التي كانت تصل مباشرة من الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي اغتيل أيضا في 27 أيلول من العام نفسه.

وعلى امتداد عامٍ قضاه في الأسر، عرض عماد أمهز، الملقّب بـ«الكابتن»، بصورة منهجية الخلفية الكاملة لأحد أكثر تحركات حزب الله سرّيةً وتكتمًا: مشروع استراتيجي، مبتكر وطموح حمل اسم «الملف البحري السرّي».

سمحت سلطات الإحتلال فقط بالكشف لأول مرة عن وجود هذا المشروع السري، ونشر تفاصيل جديدة عن عملية الكوماندوس التي انتهت باختطاف أمهز من قلب البترون.

وفق موقع جنوبية الشابة ابنة الـ23 عامًا التي رصدت أمهز حيث وتورد الصحيفة معلومات عن «ع»، وتقول إنها شابة في الثالثة والعشرين من عمرها، نحيلة وهادئة. وتضيف: «لو مررتم بها في الشارع لما تخيّلتم أنها المسؤولة الأساسية عن واحدة من أكثر عمليات الحرب إدهاشًا».

بدأت مسيرتها كـ«مختصّة في الشأن العربي» في الوحدة 8200، ثم انتقلت لتخدم محللةً في استخبارات سلاح البحرية. وهي اليوم عسكرية دائمة برتبة رقيب أول، ومهمتها تتبّع كل من يمكن أن يشكّل تهديدًا لسفن سلاح البحرية الإسرائيلي.

وتقول: «لدينا، في استخبارات سلاح البحرية، أساليب عمل وقدرات تتيح لنا التدقيق تقريبًا في أي شخص إلى أدق التفاصيل».

في نهاية عام 2021، بدأت «ع» متابعة ناشط من المستوى المتوسط في حزب الله يُدعى عماد أمهز، وكان لقبه داخل التنظيم «جريح»، على ذمة الصحيفة.

أمهز، 39 عامًا، شيعي من مواليد البقاع، انضم ناشطًا إلى حزب الله عام 2004. وفي 2007 أنهى دورة عسكرية استمرت عدة أشهر في إيران، وعند عودته إلى لبنان انضم كمشغّل رادار إلى الوحدة 7900، وهي وحدة صواريخ الساحل–البحر التابعة لحزب الله، التي تُثير قلقًا كبيرًا لدى رجال استخبارات البحرية منذ حرب لبنان الثانية (2006) وما رافقها من إصابة قاتلة للسفينة الحربية الإسرائيلية «ساعر 5» (في تلك الحرب). وقد ساعد لاحقًا قوات نظام الأسد في الحرب الأهلية السورية، كما كان شقيقه ناشطًا في حزب الله مقاتلًا في قوة الرضوان.

وأضافت «يسرائيل هيوم» إنه «قبل أشهر من تركيز «ع» عليه، تم اختيار أمهز ليكون المحور المركزي في مبادرة طموحة وسرّية لحزب الله. فقد قررت قيادة التنظيم أن يتحول أمهز إلى «كابتن» «الملف البحري السرّي».

ويقول العميد «أ»، رئيس شعبة الاستخبارات في سلاح البحرية: «مشروع استراتيجي، سرّي جدًا جدًا، حدث كان يمكن أن يغيّر الوضع في مواجهتنا، وكذلك في مواجهة دول أخرى».

«يمكن خطفه»
بعد عامين من المراقبة، أدركت شعبة الاستخبارات في سلاح البحرية أن هناك فرصة لاختطاف أمهز وجلبه للتحقيق في إسرائيل. تقول «ع»، صاحبة فكرة العملية: «فهمت أنه يمكن خطفه». قدّمت اقتراحها بسرعة مذهلة عبر سلّم الموافقات، وحصل أيضًا على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

كانت الوحدة المختارة لتنفيذ الاختطاف هي «شاييطت 13»، وحدة الكوماندوس النخبوية في سلاح البحرية، التي كأنها خُلقت تحديدًا لمثل هذه العمليات. وفي الوحدة تعاملوا مع المهمة بكل جدية، واستخرجوا من «ع» كل ما لديها من معلومات استخبارية عن أمهز وروتين حياته، وخلال أسابيع قليلة أعدّوا خطة دهم مفصلة.

وتختم الصحيفة العبرية: «نُفّذت الخطة في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بنجاح كبير. فقد اختُطف أمهز من الشقة التي كان يقيم فيها على بُعد نحو 140 كيلومترًا شمال الحدود مع إسرائيل، من دون إطلاق رصاصة واحدة».