كشفت دراسة حديثة أجراها معهد “سي إس إيه” لصالح جمعية “لي بوتي فرير دي بوفر” (Les Petits Frères des Pauvres) عن ارتفاع غير مسبوق في عزلة المسنّين في فرنسا، إذ بلغ عدد من يعيشون في “عزلة اجتماعية تامة” نحو 750 ألف شخص، أي ما يعادل 4% من إجمالي من تجاوزوا سن الستين والمقدّر عددهم بـ 18 مليوناً.
وأظهرت الدراسة، الصادرة الثلاثاء، أن هذه الفئة لا تملك أي اتصال بالعائلة أو الأصدقاء أو المحيط الاجتماعي أو حتى الجمعيات. ووصفت الجمعية هذا الوضع بأنه “احتضار اجتماعي”، مؤكدة أن نسبة العزلة الشديدة ارتفعت بـ 150% خلال ثماني سنوات، وبـ 42% مقارنة بعام 2021، حين كان تأثير جائحة كوفيد-19 في أوجه.
وتستعرض الدراسة شهادات مسنّين، مثل ميشال (83 عاماً) التي فقدت عائلتها وتعيش وحيدة، أو دانيال (77 عاماً) الذي زادت عزلته بعد وفاة زوجته، حجم المأساة الإنسانية التي تطال هذه الفئة.
ويرجع الخبراء تفاقم الأزمة إلى التشيّخ الديموغرافي، وانقطاع الروابط الاجتماعية بعد الجائحة، إلى جانب عوامل أخرى مثل محدودية الدخل، وفقدان الاستقلالية، وضعف استخدام الإنترنت. وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 1,5 مليون مسنّ في فرنسا لا يلتقون بأطفالهم أو أحفادهم إطلاقاً أو بالكاد، فيما يعيش 3,2 ملايين مسنّ من دون عائلة مباشرة.
كما يثير التقرير القلق من انعكاسات هذه العزلة على الصحة النفسية، إذ بلغ معدّل الانتحار لدى من تتراوح أعمارهم بين 85 و94 عاماً نحو 35 لكل 100 ألف شخص في عام 2022، أي ضعف المعدل السائد لدى باقي السكان.