السياسي – أين اختفى 880 رطلا من اليورانيوم الإيراني المخصب؟.. سؤال يثير المخاوف من سباق نووي إيراني ينمو تحت الأرض.
في الأيام التي سبقت الضربة الأمريكية الكبرى ضد المواقع النووية في إيران، كان هناك شيء يتحرّك بصمت، 16 شاحنة غادرت منشأة “فوردو” تحت جنح الظلام، والوجهة؟ مجهولة.. المحتوى.. 880 رطلا من اليورانيوم المُخصّب بنسبة 60%، أي على بُعد خطوة واحدة فقط من صنع القنبلة.
وسائل الإعلام الإيرانية تقول إن المرشد الايراني علي خامنئي أمر بنقل المخزون إلى مكان سري خشية من تهديدات الرئيس دونالد ترامب، الذي كان يُحضّر لهجوم دبر بعناية ونفذ بدقة.
في عملية “مطرقة منتصف الليل”، أقلعت 6 قاذفات بي-2 من الولايات المتحدة، 18 ساعة من الطيران، وعشرات القذائف الخارقة للتحصينات سقطت على منشآت التخصيب المدفونة تحت الجبال، لكن أين ذهب اليورانيوم؟
الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أنها شاهدت المخزون قبل أيام فقط من الغارة، براميل صغيرة، يسهل تحميلها في صندوق عشر سيارات، ثم اختفت.
نائب الرئيس الأميركي يعترف.. لا نعرف مصير اليورانيوم، ورافائيل غروسي يلمّح، لقد نُقل والآن قد يُستخدم كورقة تفاوض، أو كسلاح مدمّر.
المستشار العسكري لخامنئي يكتب: “حتى لو دُمرت المواقع النووية، فالمعرفة والإرادة باقيتان. والأسوأ، بحسب مسؤولين إسرائيليين، أن إيران تعلمت الدرس، وأخفت كل شيء في أنفاق، وكهوف، وربما، أقرب مما نتخيل.
صحيح أن أجهزة التخصيب تضرّرت، لكن الخبراء يؤكدون أنه يمكن بناؤها من جديد.. المشكلة ليست في الآلات، بل في المواد، وإن كانت المواد قد نجت، فهي وحدها كافية لصنع سلاح نووي. وفي حين أعلن ترامب النصر قائلا.. “قضينا على البرنامج النووي الإيراني”، لكن الواقع، كما يقول الخبراء، أكثر تعقيدا بكثير.. ضربة موجعة لإيران؟ نعم لكنها بالتأكيد، ليست قاضية.
880 رطلا من المادة الأخطر في العالم، في مكان ما الآن، ربما تُعاد معالجتها، وربما تنتظر اللحظة المناسبة، لتُشعل حربا لا عودة بعدها.