السياسي -وكالات
للعناية بالبشرة والعلاجات التجميلية تاريخ غني ومتطور يمتد لقرون، ويعود إلى الحضارات والثقافات القديمة. على مر العصور، تم استخدام مكونات من كنوز الطبيعية، وطرق مختلفة للعناية بجمال المرأة والحفاظ على صحة وشباب بشرتها، من صنفرة الجلد بالملح والخفاف والحبوب المطحونة والعظام، إلى التقشير الكيميائي بالأحماض أو المعادن أو المستخلصات النباتية أو الدهون الحيوانية، وعلاجات الجلد والتدليك التي عُرفت منذ أكثر من 5000 عام، وغيرها من الطقوس الجمالية التي توارثتها الأجيال منذ آلاف السنين، بدءاً من قدماء المصريين “10000 عام قبل الميلاد” إلى العصور الوسطى ووصولاً إلى التطورات الحديثة في عصرنا الحالي. في حين أن الأساليب والمواد ربما تكون قد تطورت، إلا أن الرغبة في تحسين مظهر المرأة ظلت ثابتة عبر تاريخ البشرية. وفقاً للتاريخ، عندما أدى ظهور مجتمعات أكثر تعقيداً إلى زيادة الطلب على مستحضرات التجميل، أصبح العطارون واختصاصيو التجميل أكثر دراية بأصول مستحضرات التجميل وبعض ممارسات التجميل التي يطلبها المجتمع، وقاموا بتطوير الممارسات التجميلية التي تطورت عبر العصور، مع توحيد التخصصات الطبية المعنية بإدارة العناية بالبشرة. ليس هذا فحسب، بل تطورت معايير الجمال لتناسب أسلوب العصر والثقافة. في الآتي، “سيدتي” تستعرض نظرة موجزة عن تاريخ تطور مفهوم العناية بالبشرة والتقنيات التجميلية عبر العصور.
طقوس العناية بالبشرة في الحضارة المصرية
العناية بالبشرة في الحضارة المصرية القديمة متجذرة بعمق في الطبيعة، كان لدى المصريين فهم عميق للمكونات الطبيعية وآثارها المفيدة في الجلد. استخدم المصريون مجموعة متنوعة من المواد الطبيعية للعناية بشرتهم، بما في ذلك الماء والزيوت والنطرون “نوع من الملح” على وجه الخصوص؛ نظراً لخصائصه المطهرة. ومواد طبيعية كاشطة كالرمل وجزيئات المرمر؛ لإزالة الخلايا الميتة والكشف عن بشرة أكثر نعومة.
الزيوت الطبيعية لترطيب البشرة
لعبت الزيوت الطبيعية دوراً مهماً في الحضارة المصرية، واشتملت مجموعة متنوعة من الزيوت مثل زيت الزيتون وزيت اللوز وزيت السمسم لترطيب البشرة. إضافة إلى الأعشاب والنباتات المختلفة في روتين العناية بالبشرة. على سبيل المثال، تم تقدير العسل لخصائصه المضادة للبكتيريا واستُخدم في الأقنعة والمراهم لعلاج حب الشباب وعيوب الجلد الأخرى. وشملت المكونات الشائعة الأخرى الصبار واللبان والمر والحناء.
مستحضرات تجميلية طبيعية
كان المصريون رواداً في استخدام الكحل، وهو صبغة سوداء مصنوعة من معادن مثل الجالينا والملكيت، لتحديد أعينهم. كما استخدموا أحمر الشفاه المصنوع من مادة المغرة الحمراء (مسحوق أُكسيد الحديد، ويوجد في الطبيعة مختلطاً بكميات متفاوتة من الطين والرمل، وقد يكون أصفر أو أحمر بنياً، ويستعمل في أعمال الطلاء) والمكونات الطبيعية الأخرى.
طقوس العناية بالبشرة في الحضارة الرومانية
طقوس العناية بالبشرة في الحضارات القديمة، وبخاصة المجتمع الروماني، متقنة ومتجذرة في فهم الثقافات للصحة والجمال والنظافة. اشتملت على مكونات وطرق طبيعية مختلفة. ولعبت الرائحة دوراً مهماً في طقوس العناية بالبشرة الرومانية، ولا سيما الزيوت المعطرة؛ ليس فقط لرائحتها اللطيفة، بل لفوائدها الصحية المتصوَّرة. وشملت الروائح الشائعة الخزامى والورد والحمضيات.
حمامات ثيرماي لتنظيف البشرة
ركز الرومان بشكل كبير على النظافة. وكانت الحمامات العامة والمعروفة باسم “ثيرماي”، تشمل أحواضاً ساخنة تسمى “الكالداريوم” وأخرى باردة يُطلق عليها اسم “الفريديداريوم”، أساسية في طقوسهم اليومية؛ حيث كانوا يستخدمونها للعناية ببشرتهم، وكشط الأوساخ وإزالة الجلد الميت بواسطة أداة معدنية منحنية تسمى “ستريجيلز”، بعد الاستحمام في الحوض الساخن، ووضع الزيت، ثم الاستحمام في الحوض البارد لإغلاق المسام.
زيوت طبيعية لترطيب البشرة
استخدم الرومان العديد من الزيوت والمراهم للحفاظ على بشرتهم ناعمة ونضرة. وكان زيت الزيتون قاعدة مشتركة، وغالباً ما يُخلط مع الأعشاب: مثل إكليل الجبل أو البابونج لخصائصها المهدئة، أو التوابل، بما في ذلك الزعفران والمر، التي يُعتقد أن لها فوائد علاجية، إلى جانب زيت الزيتون، ثَمة زيوت طبيعية، تم استعمالها لترطيب البشرة، مثل زيت اللوز، وزيت والورد؛ للتخلص من البثور، تم استعمال قناع دقيق الشعير والزبدة.
الطباشير لتفتيح البشرة
استخدمت النساء الرومانيات الأثرياء مجموعة متنوعة من المكونات الطبيعية للعناية بجمالهن؛ فاستعملن الرصاص الأبيض أو الطباشير لتفتيح بشرتهن، وهي علامة على النبلاء. كما انغمست بعض النساء الرومانيات في علاجات أكثر تفصيلاً لتنعيم البشرة، مثل حمامات الحليب التي أشاعتها كليوباترا بشكل خاص. واستنشاق البخار العشبي في أثناء الاستحمام لتنظيف البشرة وإغلاق المسامات الواسعة.
الزيوت العطرية والمَغَرَة
شاع استخدام العطور على نطاق واسع في الحضارة الرومانية، وتم وضع الزيوت العطرية والبلسم المصنوع من الزهور والأعشاب والتوابل على الجلد، واستُخدمت المغرة الحمراء لتوريد الشفاه، والكحل لتحديد العينين، ودهون الأغنام والدم لتلميع الأظافر.
طقوس العناية بالبشرة في الحضارة اليونانية
في الحضارة اليونانية القديمة، كانت العناية بالبشرة جزءاً أساسياً من الحياة اليومية وانعكاساً للوضع الاجتماعي والنظافة والقيم الجمالية للفرد. أكد الإغريق أهمية كبيرة على المظهر الجسدي والرفاهية، وهو ما انعكس في طقوسهم المتقنة للعناية بالبشرة؛ فكانت متشابكة مع مُثُلِهم الثقافية للجمال والصحة. واستخدم اليونانيون مجموعة متنوعة من المكونات الطبيعية في روتين العناية بالبشرة، التي لا يزال الكثير منها شائعاً حتى اليوم.
أقنعة طبيعية للبشرة
اتبع اليونانيون القدماء طقوساً جمالية للعناية بالبشرة؛ فدمجوا العديد من الأعشاب والمكونات الطبيعية مثل الطين والعسل والفواكه المسحوقة، بوصفها أقنعة لتطهير البشرة وإخفاء علامات التقدم في السن وعلاج الأمراض الجلدية المختلفة.
إزالة الجلد الميت بالـ”ستريجيلز”
كان الاستحمام حجر الزاوية في العناية بالبشرة اليونانية. غالباً، ما كان اليونانيون يستحمون في الحمامات العامة، المجهزة ببرك مياه باردة وساخنة، وأحياناً غرف بخار. قبل الاستحمام، غالباً ما كان اليونانيون يدهنون أجسادهم بزيت الزيتون. كان هذا الزيت بمنزلة منظف ومرطب، وحتى نوع من واقي الشمس المبكر. بعد ذلك، استخدم اليونانيون أداة تُسمى “ستريجيلز” لكشط الزيت مع الأوساخ والجلد الميت.
الرصاص الأبيض والطباشير
مستحضرات التجميل أيضاً جزء أساسي من طقوس العناية بالبشرة اليونانية، مع التركيز على الجمال الطبيعي وتعزيز الميزات. استُخدم مسحوق الطباشير والرصاص الأبيض “سيروس” بوصفه علامة على الجمال والأرستقراطية؛ لتبييض البشرة، والفحم بوصفه كحلاً لما له من تأثير مظلم ومثير للعينين، وأحمر الشفاه المصنوع من مصادر طبيعية كالمَغَرَة الحمراء أو التوت المسحوق، لإضافة لون إلى الخدين والشفتين. أما الحواجب؛ فكانت تُزين بحواجب مزيفة، التي غالباً ما تكون مصنوعة من شعر الثيران.
طقوس العناية بالبشرة في الحضارة الأوروبية
طقوس العناية بالبشرة في الحضارة الأوروبية لها تاريخ غني يعود إلى قرون. بينما تختلف الممارسات عبر مناطق وفترات زمنية مختلفة؛ ثَمة بعض العلاجات والتقنيات المشتركة التي استمرت. في ما يلي نظرة عامة على الطقوس الجمالية في الحضارة الأوروبية.
طلاء الرصاص الأبيض
غالباً، ما تحاول النساء الأوروبيات تفتيح بشرتهن باستخدام مجموعة متنوعة من المكونات، بما في ذلك طلاء الرصاص الأبيض. كانت الملكة إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا تعتني ببشرتها وتطبق قناع الشباب المصنوع من الرصاص الأبيض. وكان شائعاً تطبيق خليط من الكبريت الأسود والشب والعسل على الشعر، وتفتيحه من خلال تعرضه لأشعة الشمس.
في إنجلترا، استخدمت نساء المجتمع، مكونات طبيعية للعناية ببشرتهن، وكن يضعن بياض البيض على وجوههن لشد البشرة وتعزيز نضارتها وإشراقها.
طقوس العناية بالبشرة في الحضارة الهندية
للعناية بالبشرة في الحضارة الهندية تاريخ غني، متجذر بعمق في الممارسات التقليدية والمكونات الطبيعية. تطورت إجراءات العناية بالبشرة الهندية على مدى آلاف السنين، مستمدة من النصوص القديمة مثل تقاليد الفيدا والأيورفيدا.
الأيورفيدا لصحة الجلد
الأيورفيدا، أو النظام التقليدي للطب الذي نشأ في الهند، يركز بشكل كبير على العناية بالبشرة. وفقاً للأيورفيدا، فإن صحة الجلد هي انعكاس للتوازن الداخلي للجسم وتتأثر بالدوشا الثلاثة: فاتا وبيتا وكافا.
- فاتا دوشا: بشرة جافة وخشنة.
- بيتا دوشا: حساسة وعرضة للالتهاب.
- كافا دوشا: بشرة دهنية وسميكة.
تركز العناية بالبشرة الأيورفيدا على موازنة “الدوشا” من خلال النظام الغذائي ونمط الحياة والتطبيقات الموضعية.
مكونات طبيعية مضادة للالتهاب
تعتمد العناية بالبشرة الهندية بشكل كبير على المكونات الطبيعية، التي تم استخدام العديد منها لعدة قرون. تشمل المكونات الشائعة ما يلي:
الكركم لعلاج حب الشباب
الكركم معروف بخصائصه المضادة للالتهابات والمضادة للبكتيريا، تم استخدامه في الحضارة الهندية للتقليل من ظهور حب الشباب وتحسين صحة البشرة.
خشب الصندل لتهدئة البشرة
لخشب الصندل تأثيرات قوية مضادة للالتهابات تساعد على تهدئة الجلد واحمراره وتورمه؛ ما يجعله مفيداً لحالات مثل حب الشباب والأكزيما والصدفية.
النيم لعلاج الالتهابات الجلدية
معروف بخصائصه المضادة للميكروبات، وهو فعال في علاج الالتهابات الجلدية وحب الشباب، ويمنع ظهور البثور في المستقبل، وتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
فولر إيرث “مولتاني ميتي”
فولر إيرث، المعروف أيضاً باسم مولتاني ميتي، هو نوع من أنواع الطين، استُخدم لعدة قرون في الطقوس الهندية للعناية بالبشرة. يمتص الزيت الزائد وينظف ويقشر البشرة.
هذا إضافة إلى استعمال الصبار وماء الورد لترطيب البشرة.
التدليك بالزيوت الطبيعية
التدليك بالزيت والمعروفة باسم “أبيانجا”، لها جذور عميقة في الحضارة الهندية، وهي جزء لا يتجزأ من طب الأيورفيدا التقليدي. يتضمن الأبيانجا وضع زيت دافئ مملوء بالأعشاب والتوابل على الجسم بالكامل، عادة قبل الاستحمام. يُعتقد أن هذه الطقوس تعزز الرفاهية الجسدية والعقلية من خلال تغذية البشرة وتهدئة الجهاز العصبي وتحقيق التوازن.
نبات شيكاكاي والحناء
استُخدم نبات شيكاكاي في الثقافة الهندية كشامبو طبيعي للشعر؛ فهو يساعد على نمو الشعر عن طريق تغذية بصيلات الشعر، ويقضي على قشرة الرأس. ومن الطقوس الجمالية التي اعتمدتها النساء الهنديات، صبغ شعرهن بالحناء قبل عقد القران. وكذلك، رسم تصميمات مبتكرة على اليدين والقدمين باستخدام عجينة مصنوعة من نبات الحناء، خاصة قبل الزفاف الهندوسي.
طقوس العناية بالبشرة في آسيا
عادةً، ما تستخدم الصينيات واليابانيات مسحوق الأرز، للعناية ببشرتهن. واستعلمت النساء اليابانيات الطباشير ومسحوق الرصاص، لتبييض بشرتهن وتوحيد لونها. وتم استخدام أحمر الشفاه الخام المصنوع من طين المَغَرَة. أما الحواجب فيتم حلقها، والأسنان تُطلى بالذهب أو الأسود، ويتم صبغ الشعر بالحناء. والأظافر، تُلطخ بالصمغ العربي والجيلاتين وشمع العسل والبيض. وكانت ألوان طلاء الأظافر تمثل للطبقة الاجتماعية، فأفراد العائلة المالكة في أسرة “تشو”، يستخدمون اللونين الذهبي والفضي لطلاء الأظافر، في حين أن أفراد المجتمع يضعون الأسود أو الأحمر. ويُحظر على الطبقات العاملة اعتماد الألوان الزاهية على أظافرهم.
علاجات تجميلية عالمية حديثة
اليوم، تزدهر صناعة مستحضرات التجميل الحديثة وتقدم مجموعة واسعة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز مظهر المرأة. تستهدف هذه العلاجات مناطق مختلفة من الجسم، بما في ذلك الوجه والرقبة والصدر واليدين. في ما يلي بعض العلاجات التجميلية العالمية الحديثة:
حقن البوتوكس
تُستخدم حقن توكسين البوتولينوم، المعروفة باسم البوتوكس، لتقليل ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة عن طريق شل العضلات الكامنة مؤقتاً، وتستهدف التجاعيد حول العينين، والجبين.
الحشوات الجلدية
تُستخدم الحشوات الجلدية القابلة للحقن، مثل حمض الهيالورونيك أو الحشوات القائمة على الكولاجين؛ لاستعادة الحجم وتنعيم التجاعيد وتعزيز ملامح الوجه.
التقشير الكيميائي
يتضمن التقشير الكيميائي تطبيق محلول كيميائي على الجلد، الذي يقشر الطبقة العليا من الجلد؛ ما يعزز دوران الخلايا ويكشف عن بشرة أكثر نعومة وشباباً.
إزالة الشعر بالليزر
تُستخدم تقنية الليزر لاستهداف بصيلات الشعر وتدميرها؛ ما يؤدي إلى تقليل الشعر غير المرغوب فيه أو التخلص منه على المدى الطويل.
أجهزة التقشير
يُستخدم هذا الإجراء لتقشير الجلد وتحسين الملمس، عن طريق إزالة خلايا الجلد الميتة.
إعادة تسطيح الجلد بالليزر
تستهدف علاجات إعادة التسطيح بالليزر مخاوف جلدية معينة مثل التجاعيد والندبات والتصبغ غير المتكافئ عن طريق إزالة طبقات الجلد التالفة وتحفيز إنتاج الكولاجين.
العلاج بالتصليب
العلاج بالتصليب هو علاج للأوردة العنكبوتية والدوالي، يتضمن حقن محلول في الأوردة المصابة للانهيار وتلاشيها في النهاية.
العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية
يتضمن العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية استخراج دم المريض، وفصل الصفائح الدموية عنه، وحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية المركزة في الجلد؛ لتحفيز إنتاج الكولاجين وتحسين نسيج الجلد ولونه.
تقنية الميزوثيرابي
تتضمن هذه التقنية حقن الفيتامينات والمعادن والإنزيمات والمواد الأخرى في الجلد؛ لتجديد شبابها وشدها.
خيوط الشد
خيوط الشد، هو علاج تجميلي غير جراحي، يُطبق من خلال إدخال خيوط قابلة للذوبان في الجلد لرفع وشد أنسجة الوجه المترهلة؛ ما يوفر مظهراً أكثر شباباً للبشرة.