السياسي -وكالات
أكد الفنان عباس أبوالحسن، أنه سيتكفل بنفقات علاج السيدتين اللتين وقعتا ضحايا حادث سيارته بمدينة الشيخ زايد، قبل يومين، طوال حياته، وذلك انطلاقاً من واجب المسؤولية المعنوية والإنسانية والأخلاقية، رغم أنه لم يتجاوز السرعة المحددة، ولم يرتكب أية مخالفة قانونية حسب قوله.
الحادث جلل وشطر روحي نصفين
واستعرض عباس أبوالحسن، تفاصيل الحادث الذي تعرَّض له، وذلك من خلال بيانٍ صحفي، قائلاً: “وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا.. فإن الحذر لا ينجي من قدر، وإنما هي أقدار مرتبة.. تعرضت بالأمس لحادث جلل، شطر روحي نصفين، ورغم الحزن والأسى المروع الذي يشملني، إلا أن قناعتي والتزامي الأدبي تجاه متابعي يدفعني كلاهما إلى توضيح ملابسات هذا الحادث المفزع”.
وأضاف: “في حوالي الساعة الثالثة والنصف عصراً، وهو توقيت ازدحام والذي من شأنه أن يبطئ سرعة قافلة السيارات من حولي، وفي أثناء قيادتي لسيارتي في الحارة الثانية من اليسار، على طريق زايد امتداد محور 26 يوليو السريع ذي الـ6 حارات، قادماً من ميدان چهينة في اتجاه طريق مصر إسكندرية الصحراوي، عائداً إلى منزلي وعلى يساري بالاتجاه المقابل يقع أركان بلازا، وبينما كانت السيارة في الحارة الأولى على اليسار والملاصقة لي تسبقني بمسافة نصف سيارة، فقد حجبت رؤيتي تماماً لما هو أمامها مباشرة، فإذ بي وفي بغتة من حيث لا أرى، تقفز سيدتان من أمام السيارة التي على يساري ليصبحا وفي لمح البصر أمام سيارتي تماماً -مما جعل إمكانية لمحهما قبل تللك اللحظة مستحيلاً تماماً، كون السيارة الأولى على يساري كانت تحجب رؤيتهما تماماً عني”.
لم تُسعفني الفرامل في كبح زمام مركبتي
وتابع عباس أبوالحسن، في بيانه “تقفز السيدتان ركضاً سعياً لاقتناص فرصة لعبور الطريق من نقطة ليس بها عبور مشاة أو حتى مطب اصطناعي لتهدئة السرعة، وقد اتضح لي لاحقاً أن هاتين السيدتين المترجلتين قد عبرتا الاتجاه المعاكس من ناحية أركان بلازا، ثم اندفعتا هارعتين من الرصيف الفاصل بين الاتجاهين لعبور نهر الطريق السريع الذي كنت عليه للوصول إلى الضفة الأخرى، وحين كادت السيارة التي تسبقني على يساري أن تصدمهما، فما كان منهما سبيلاً إلى النجاة إلا الهروب إلى الأمام تفادياً لها، فأصبحا في حارتي ومن القرب من مقدمة سيارتي، بحيث لم تُسعفني الفرامل في كبح زمام مركبتي، فاصطدمت بهما”.
وأردف: “توقفت في الحال، وطرت خارج السيارة لإنقاذهما، وبمساعدة المارة دفعنا سيارتي بكل ما أوتينا من قوة ونجحنا في قلبها على جانبها، وكان ثقل السيارة مهولاً، إلا أنني استقتلت أنا والمارة ونجحنا، وأخرجنا السيدة من أسفل السيارة، واستنجدنا بالإسعاف وحضر ونقل المصابتين إلى مستشفى زايد التخصصي الحكومي، ونتيجة لحمل السيارة يفوق قدرات جسدي، فقد تمزق وتر “أكيليس” في الحال وسقطت أرضاً، وعجزت عن السير، إلا انني قد امتثلت تماماً للإجراءات القانونية المتبعة، فتقادتني أجهزة الشرطة في حراستها إلى قسم زايد 1، أولًا ثم تصطحبني بعدها على كرسي متحرك إلى مستشفيين حكوميين لعمل أشعة مقطعية على الوتر، واتضح أن الجهازين معطلان، فتوجها بي إلى مركز النيل للأشعة وتم عمل الأشعة، لم تنتظر الشرطة تقرير الاستشاري، وعادوا بي إلى مركز الشرطة، وتم استجوابي وأخذ كامل أقوالي واحتجاز سيارتي لفحصها فنياً بواسطة خبير من إدارة المركبات، وعند منتصف الليل تم إحالتي إلى النيابة المسائية والتحقيق معي ثم العودة مرة أخرى إلى قسم الشرطة لدفع الكفالة، حدث كل ذلك وأنا إما على كرسي متحرك أو أستند على عكازين”.
تكفلت بنقل السيدتين إلى مستشفى استثماري
واستكمل عباس أبوالحسن “أثناء ذلك، حرصت على التكفل بنقل السيدتين المصابتين إصابات جسيمة إلى العناية المركزة بمستشفى استثماري خاص تحت إشراف طبي لمنحهما أكبر عناية طبية ممكنة، متحملاً جميع النفقات، وهذا ليس فضلاً مني إطلاقاً، كما طلبنا من النيابة العامة التفضل بإصدار الأمر بتفريغ كافة الكاميرات الموجودة حول مكان الواقعة للوقوف على حقيقة ما حدث، حيث إنني لم أكن أتجاوز السرعة المقررة وكان الطريق في مستهل الذروة ومليئاً بالسيارات، كما أن نقطة عبورهما ليست مخصصة لعبور المشاة وهو طريق سريع رئيسي وشريان المرور الأساسي للسيارات في زايد”.
لم يكن بوسعي تفادي الحادث
وأوضح: “منذ ساعات قليلة خرج التقرير الطبي المصاحب للأشعة، يؤكد قطع وتر أكيليس، مما بستوجب سرعة القيام بعملية جراحية دقيقة لترميم الوتر يوم الخميس المقبل مع الدكتور أحمد الشرقاوي أخصائي جراحة العظام. وأخيراً ليس من شيمي التنصل من المسؤولية القانونية، وأنا أترك مصيري لحكم القضاء راضياً، وبينما أنا واثق أني لم أتجاوز القانون ولم يكن بوسعي تفادي الحادث، فأنا أشك تماماً أني سأستطيع تجاوز العبء النفسي والحزن العميق لما حدث لهما. أما المسؤولية المعنوية والإنسانية والأخلاقية، فضميري يحتم عليّ أن أعتني وأرعى هاتين السيدتين إلى ما شاء الله، كما أتضرع إلى الجميع بالدعاء إلى الله أن يثبتهما على الحياة وعلى شفاهما الكامل. ليس للإنسان إلا ما قضى الله وقدر، وليس لمخلوق تدبير بل الله المدبر. وكن رجلاً على الأهوال جلداً وشيمتك المروة والوفاء”.