تواصل إسرائيل حرب الأوهام ..كأن النصر على الابواب ..وكل مجازرها تنطلق بدافع الانتقام ..من شعب غزة الذي يتحدى الالام ..ويصبر رغم الازدحام في مقابر الشهداء .. والارقام التي فاقت كل التصورات ..حتى الخيام في رفح دمرها الاحتلال وفرض على النازحين رحلة جديدة من التشريد والضياع إلى وسط القطاع ..ليستمر دولاب الحرب بحجة البحث عن النشطاء والقضاء على المقاومة ..ومن يدفع الثمن شعب مسكين لا حول ولا قوة له ..من مدنيين ..شيوخ ..نساء ..حتى الأطفال النيام ..نالهم القصف والتدمير والحريق ..
المشهد في القطاع يتجه نحو كارثة إنسانية تضاف إلى عشرات الكوارث التي حلت بالمواطنين الأبرياء ..فهل يعقل ان يتسابق العطشى بحثا عن قطرة ماء والجياع عن كسرة خبز تسد جوعهم في زمن وصل فيه حال القطاع إلى الضياع .. ؟
امس أعلنت مصادر طبية عن ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 36224، غالبيتهم من الأطفال، والنساء، وحصيلة الإصابات ارتفعت إلى 81777 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام.
امس ارتكبت قوات الاحتلال 5 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 53 مواطنا، وإصابة 357 آخرين في مشهد يتكرر يوميا .
من يوقف إسرائيل ومن يلجم هذا العدوان الذي لا يرحم ..إلى متى سيبقى العالم بلا ضمير وهو يشاهد ويتابع المآسي الإنسانية الصاخبة التي ترويها قصص المواطنين في جباليا حيث الدمار الكامل ، وخان يونس حيث البناء المستحيل ورفح التي تنتظر مصيرها المجهول ..
في غزة قضت إسرائيل على احلام الطفولة ، وعلى مستقبل الرجال ، وهدمت اركان ما بقي من بيوت ، على رؤوس النساء ..
في تاريخ البشرية جمعاء لم يحدث مثل هذا العدوان الهمجي على كل مناحي الحياة الفلسطينية ، والمطلوب ان تتوقف آلة الحرب والدمار وسفك الدماء والقتل والتعذيب والتخريب والاعتقال فورا ..
تحل جمعة جديدة اليوم على اهل غزة وهم يروون قصصهم بكل فخر واعتزاز، وبكبرياء فلسطيني كبير ، وان كانوا يعلقون أملا على مفاوضات صفقة التبادل ، إلا ان هذه الصفقة تبدو صعبة المنال ، وبسبب تعقيدها من قبل نتانياهو وزمرته اليمينية المتطرفة ، يبدو ان العدوان سيستمر طويلا ، بحثا عن مزيد من الأوهام الاسرائيلية ، في حرب انتقام من كل اطياف الشعب الفلسطيني،