السياسي -وكالات
تثير إبر إنقاص الوزن، المصممة بالأصل لعلاج مرضى السكري، والتي روج لها كعلاج سحري للبدانة، جدلاً يتنامى أخيراً، بين سرعة إنقاص وزن خيالية، وبين أضرار لم تكن في الحسبان.
وشهد استخدام هذه الإبر حالة من الهوس، وتم تسويقها بطريقة لا تخلو من تزيينها باعتبارها حلاً أشبه بهدية ثمينة دون أي آثار جانبية.
التقى موقع 24 في دبي، بعض مستخدمي إبر كهذه من عقارات “أوزمبيك” و”مونجارو”، لاستطلاع تجاربهم.
“لم أصدق ما حدث لي حين أخذت إبرة “مونجارو” للمرة الأولى، أصابني الدوار والغثيان، لم يصبني من قبل، غير أنني وفي خلال أيام فقدت الكثير من الوزن، استمررت بأخذها كل أسبوع، وحصلت على مظهر حلمت به لسنوات”.
تحذيرات
تقول “م.ص” (32 عاماً)، في حديثها مع 24، إنها استخدمت عقار مونجارو لمدة 3 أشهر، وأخيراً أصبحت تأخذ إبرة واحدة كل شهرين، وقررت أن تتوقف عنه، مؤكدة أنها لم تشتكِ سوى من غثيان ودوار في الفترة الأولى لاستخدامه، لكن الطبيب قام بإجراء تحليل لها لمعرفة ما إذا كان وزنها وحالتها الصحية يسمحان باستخدامه، إذ لا يسمح باستخدامه لمن يعانون من أمراض في الكبد والكلى، والبنكرياس، أو الجهاز الهضمي، وبعض أنواع الحساسية، وكذلك لمن هم أقل من 12 عاماً، أو مصابي السرطان، وحتى من لديهم تاريخ طبي في هذا الشأن.
ولكن ذكر مستخدمون أن بعض الأطباء لم يذكروا كل هذه المحاذير، وفحصوهم فيما يخص الكبد والكلى والغدة الدرقية فقط، وكانت تحذيرات توالت من سعي البعض للحصول على إبر “أوزمبيك” و”مونجارو” دون استشارة طبية.
أخطار.. شوق للطعام
من جهته ذكر “أكرم خليل” (28 عاماً)، أنه توقف في غضون شهر واحد عن استخدام هذه الإبر، يقول: “لم أشعر بالغثيان أو الضيق، وفقدت بسرعة بعض الوزن، كل ما شعرت به هو عدم الرغبة في تناول الطعام، لم يعد مذاقه لذيذاً بالنسبة لي، لكني توقفت، إذ اشتقت للاستمتاع بما أشتهيه من طعام، خاصة ما كانت تعده أمي”.
وتقول أبحاث إن هذه العقارات تؤثر على حاسة التذوق، وتكبح الشهية، غير أن هناك أحاديث عدة حول آثار جانبية، إذ تدور مزاعم حول أنها قد تسبب شلل المعدة، وتساقط الشعر، والتهاب البنكرياس، وسرطان الغدة الدرقية.
وتقول “سلمى نايف” (38 عاماً): “بالنسبة لي استخدمت عقار أوزمبيك لنحو 5 أشهر، خسرت نحو 23 كيلوغراماً، توقفت جزئياً عن استخدامه، أفكر بأخذ إبرة كل شهرين أو ثلاثة، في حال شعرت باحتمال زيادة سريعة في الوزن، لكن حتى الآن أشعر أني لا أرغب بتناول الطعام كثيراً، الشيء الوحيد الذي لاحظته في البداية كان تساقط الشعر وضعفه، أعالج الأمر بتناول مكملات غذائية”.
شعبية تتنامى في دبي
في كل الحالات التي استطلع 24 آراءهم من مستخدمي أوزمبيك ومونجارو حصراً، لم يتم الإبلاغ عن أضرار جانبية خطرة، غير أنه قد يكون من المبكر ملاحظة الأمر، إذ تنامت شعبية إبر التنحيف هذه في النصف الأخير من العام الماضي، وفق ما أفاد أطباء لـ 24.
ويقول اختصاصي التغذية “نياز علي”، إنه لاحظ تنامياً في استفسارات الناس حول هذه الإبر، واستخدامها بالفعل في دبي، منذ 2023.
ويضيف “أصبحنا نجد في كل يوم مزيداً من الراغبين باستخدام إبر التنحيف، من أعمار 18 فما فوق، ويشكل الغالبية شريحة عمرية من أواخر العشرينات حتى أوائل الخمسينات، ولم يبلغني حتى اليوم أن أياً منهم عانى من أعراض خطرة، لكن الأبحاث مازالت جارية في هذا الشأن، ومن الجدير بالذكر أن هناك آراء طبية تنصح بهذه العقاقير، وترى أن لها فوائد أكبر من إنقاص الوزن”.
فوائد إضافية
وذكرت الباحثة “مويكا جينسترل سيفر”، في بيان للمركز الطبي الجامعي في ليوبليانا، سلوفينيا، والتي أجرت دراسة حديثة على هذه العقاقير، أن الناس مهتمون بمعرفة التأثيرات الجانبية المحتملة لهذه الفئة العلاجية التي تنال شعبية واسعة، ومن المرجح أن هذه الإبر تغير إدراك الذوق والشهية والشبع، ما يساعد على إنقاص الوزن، لكن ذلك لا يعكس كل التجارب لمستخدميها، حيال “سيماغلوتيد”.
وهذا العقار موجود في عقاقير إنقاص الوزن وإدارة مرض السكري، مثل عقار أوزيمبيك، ويجوفي، ويقول علماء إن له فوائد محتملة، في تقليل خطر الإصابة بالخرف والنوبات القلبية، كما قد يساعد الأشخاص على التغلب على الإدمان.
مدى الحياة
وحسب تقرير أخير لـ”وول ستريت جورنال”، فقد أظهر عدد من الدراسات السريرية أن أولئك الذين يتوقفون عن الحصول على تلك الإبر يمكنهم استعادة الوزن المفقود بسرعة، مما دفع شركات أدوية، إلى التوصية بأن يظل المرضى على هذه الأدوية، ربما مدى الحياة، ما يزيد أهمية البحث في المزاعم حول آثار جانبية خطرة، والتي تخضع للتحقيق حالياً، من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، كما أن إبر التنحيف تثير النقاش مرة أخرى حول ثقافة النحافة والتنميط وتقبل الذات، ومدى ضرورتها من الأساس.