عزف بلا وتر على حجر من القمر
تنام شقبا ع هضبة جمعت تنوعا في الحضور..تعودت ان يلتحف جسدها بالمدثر من ندى الصبح الذي لا يرتوي..ففي صباح ماطر ..عصفت الرياح ع زيتونا لتآخذ ما سطع من جديد اغصان التاريخ كشاهد ع الاستمرار والديمومة من زمن النطوف الاول
هناك كان جدنا الاول يسرج سراجه في مغارة شقبا ليخيف الضباع ويبعدها خاصة وان رائحة مسك جسده كانت الضباع تكرهها ولا تصادقها وتهرب منا كانت تجلب الاحصنة التي لا تخاف من النور ..وتكره الظلام وتحب بقوة رائحة مسك الليل الشقباوي ..
لذا نشأت علاقة صداقة حميمة ومميزة بين النطوفي والحصان
الذي ابى ان يغادر المكان ..وان يبقى ملازما للأنسان الذي سيطر عليه ونجح في جعله كائنا اجتماعيا شقباويا ..وان اختلف بالماهية والدرجة عن انسانها..النطوفي…..
كان الايلة والظبيان والغزلان تعيش في ارض النطوف
يجمعها الواحد المختلف والكل المتجانس ..كانت تعيش في اختلاف
عن الحصان الذي كان له مآوى ووطن جغرافي يعيش فيه ليله بكل ما يحمل في اعماقه من ظلام مختلف…..!!!!
حاول انسان النطوف ان يوسع ادوات عقلانيتة ..
ويطور من مهاراته في عقلنة الآيلة ..ويجعل منها رفيقا نهاريا لة كما جعل من الحصان الذي عقلنه وأزال عن جسده وحشة الانسان
لكن الآيلة رفضت
ومارست فلسفة هروبها من الانسان ولم تقبل الفته
والعيش معه
او العيش في كنفه
لانها اختارت الحرية
اختارت ان تعيش في فضاء مفتوح
رفضت القيد ..لانها تؤمن انها ولدت حرة
وتؤمن ان النفوس الطيبة والنبيلة والمفكرة
تعيش في شقاء وهجران دائم
فالحزن والآسى
هما من نصيبه
لانه يمتهن الطيبة والخير
سيرى في كل شئ في المحيطين به من الناس شر مطلق ولا خير منهم وفيهم ..
لذا فقد نصحت الآيلية الانسان النطوفي
ان يكون طيبا ..دون ان يخبر احدا بطيبته
كن فاعلا دون ان تخبر احدا بفعلك
كنن حكيما ووزع حكمتك ع سماء الايام البيض
كثلج يتساقط من الاعلى كجبال صعناء وجبال نقم
من هناك وهناك تجمع رحيق عسلك المدثر في قنادل
السراج الحكيم…فالحكمة يمانية
والذاكرة شقباوية
تؤكد في معايرها ان ذوي النية الطيبة يفوزون دوما في النهايات
مهما تعددت خساراتهم…
لان التجارة مع العقل والفكر لا تخسر
فهما في ابد مع الآبد خالدون.
د.صالح الشقباوي
الجزائر
الخميس 6\6\ 2024