السياسي -وكالات
فنان أضفى بهجة من نوع خاص على أعماله، عُرف بإيفهاته المُضحكة ولزماته المُميزة التي ما زالت متداولة على لسان الشعب المصري إلى اليوم، فمن “صح بس هنكر” مروراً بـ “سياسة الوفاك” إلى “أنا الشعب”، برع نجاح الموجي واشتهر بأدواره الكوميدية الناجحة.
- يوافق اليوم الحادي عشر من يونيو (حزيران) 2024، الذكرى الـ 79 على ميلاد الموجي، المُلقب بـ “هرم الكوميديا”، وملك الخروج عن النص.
فنان بدرجة وكيل وزارة
ولد الموجي في قرية ميت الكرماء التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية في 11 يونيو (حزيران) عام 1945. واسمه الحقيقي عبد المعطي محمد الموجي، إلا أنه استعار اسم (نجاح) من اسم شقيقه الأكبر عرفاناً له لدعمه وتشجيعه دائماً.
وحصل على درجة البكالوريوس في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، وحاول التقدم للمعهد العالي للفنون المسرحية عدة مرات لكنه رسب في الاختبارات.
ورغم دخوله عالم الفن وشهرته إلا أنه لم يترك وظيفته في “الخدمة الاجتماعية” حتى وصل في السلم الوظيفي إلى درجة وكيل وزارة، بجانب عمله في الفن.
مشوار فني حافل
بدأ الموجي، حياته الفنية من خلال المسرح الجامعي، ثم عمل مع فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” في أواخر الستينيات، وقدم مسرحيات عدة، وبالإضافة إلى المسرح واﻹذاعة، تألق في السينما من خلال عشرات الأدوار الشهيرة التي قدمها.
وتعد “بوم شيكا بوم”، و”مين ضحك على مين”، من أبرز أعماله المسرحية بجانب “العب غيرها”، و”يا أنا يا أنت”، و”الدور الرابع شقة 9″، و”المتزوجون”، و”ابتسامة وراء القضبان”، و”أنا وصاحبي في الكازوزة”.
أما في السينما فقد كانت أبرز مشاركاته في أفلام “أربعة في مهمة رسمية”، بطولة الفنان الراحل أحمد زكي، و” طأطأ وريكا وكاظم بك”، بطولة كمال الشناوي وجالا فهمي، و”الحب في ظروف صعبة”، بطولة مدحت صالح وهالة صدقي.
كما شارك الموجي أيضاً في أفلام “صاحب الإدارة بواب العمارة”، و”مغاوري في الكلية”، و”الحب فوق هضبة الهرم”، و”الكيت كات”، و”زيارة السيد الرئيس”، و”ليه يا بنفسج”، وجميعها أعمال فنية تركت بصمة في السينما المصرية.
أما في عالم الدراما، فقد قدم الموجي أدواراً مهمة في عدد من المسلسلات منها: “عباسية واحد”، و”بوابة الحلواني”، و”العائلة”، و”البحث عن الضحية”، و”سفر الأحلام”.
مِحنة ومنحة
عانى الموجي في أيامه الأولى بالقاهرة، حينما انتقل من قريته إلى حي حدائق القبة، وبعد فصله من الكلية بسبب رسوبه، حاول التقدم لمعهد الفنون ولم يتم قبوله فالتحق بمعهد الخدمة الاجتماعية.
خلال دراسته بمعهد الخدمة عمل في مهنة “متذوق السجائر” وهي مهنة غريبة في شركات الدخان لإبداء ملاحظاته عليها، وتركها لتأثيرها الخطير على صحته، إلا أن هذه الخبرة التي اكتسبها في هذا العمل ساعدته عند أداء شخصية “الهرم” تاجر المُخدرات في فيلم “الكيت كات”، وهي واحدة من أنجح شخصياته في السينما.
تزوج الموجي من عائشة فريد، الموجهة بوزارة التربية والتعليم، وانجب منها ابنتين “أسماء”، و”أيتن” المذيعة بالتليفزيون المصري.
وواجه نجاح الموجي، أزمات فنية عدة أبرزها خلافه مع المُطربة أنغام عام 1992، خلال تقديمه مسرحية “لا مؤاخذة يا منعم”، رفقة الفنانة مشيرة إسماعيل، والفنان حسن كامي، وفي أحد مشاهدها ردد تعليقات ساخرة عن المطربين والمطربات وبينهم أنغام التي حضرت العرض.
أقامت أنغام ضده دعوى قضائية ووجهت إليه تُهم السب والقذف، كما رفضت اعتذاره بعد ذلك، ليصدر ضده حكم بالسجن 3 أشهر، قضى منها 15 يوما داخل الزنزانة قبل تقديمه استشكالا على الحكم، وحصوله على البراءة.
وفاة مُفاجأة
ونتيجة أزمة قلبية مفاجئة خلال عودته إلى منزله من المسرح، توفي هرم الكوميديا نجاح الموجي، في 25 سبتمبر (أيلول) 1998 بالقاهرة، وشيعت جنازته من مدينة نصر، بينما ظلت أعماله خالدة وباقية في أذهان مُحبيه وجمهوره.