هل تضغط استقالة غانتس وآيزنكوت على نتنياهو لإنهاء الحرب؟
غانتس الذي يحظى بكل استطلاع راي يتفوق على نتنياهو …مع بداية الحرب وحتى قبل شهر حصد ما يقارب 40 معقدا بينما في الفترة الأخيرة خسر ما يقارب 20مقعد.
غانتس رئيس حزب معسكر الدولة ( الوطني أو الرسمي) المقرب من البيت الأبيض إضافة أنه قادم من المؤسسة العسكرية والأمنية (العميقة) وكان بالسابق وزير دفاع وصاحب نظرية كاسر الأمواج بضرب البنية التحتية للمقاومة في الضفة الغربية ويعد بالمفهوم الأمريكي الاكثر اعتدالا وحتى حين دخل حكومة الطوارئ بقرار امريكي اي عقلنة الكابينت.وحتى خروج أيضا بقرار امريكي .
لماذا الان ؟
بعد ضغط أعضاء معسكر الدولة وبعد أن فهم أن نتنياهو لا يريد صفقة التبادل وبعد إطالة الحرب أصبحت مصلحة نتنياهو والائتلاف الحاكم وعدم الاستجابة لمطالب البيت الأبيض وخصوصا الظرف الان انتخابات الرئاسة الأمريكية في نهاية العام وممكن اجمال المشهد:
• الاعتماد على اليمين: رحيل بيني غانتس وغادي آيزنكوت لن يجبر نتنياهو على إجراء انتخابات مبكرة لكن سيتركه يعتمد كلياً على اليمين المتطرف وبالتالي يجعله عرضة لضغوطه.
• فقد التوازن: نتنياهو سيفتقد شريكيه الوسطيين -غانتس وايزنكوت- اللذين ساعداه على تحقيق التوازن بين مطالب المتشددين للقيام بعمل عسكري أكثر تدميراً ووقف إطلاق النار.
• بدائل أخرى: لدى نتنياهو بدائل تتمثل في الانفصال عن اليمين المتطرف وقبول عروض من غانتس ويائير لبيد لدعم حكومته إذا قبل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين أو حل البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” والمراهنة على الانتخابات لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن 3 أرباع الإسرائيليين يريدون رحيله.
الخلاصات :
لا مكاسب واضحة وملموسة حققها نتنياهو والفشل هو السائد بالجوانب اهمها عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وحتّى سياسيًّا، إذ تتسع دائرة الاحتجاجات والانقسامات الإسرائيلية، ومعها تكبر صحوة الضمير العالمي المنددة بجرائم حرب الإبادة الجماعية في غزّة.
وماذا قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت ) نقلت عن جنود في الاحتياط قولهم إنهم يشعرون “بالخيانة من حكومة نتنياهو التي تحشد من أجل بقائها السياسي بدل الحشد” لما أسموه الحرب الصعبة، واصفين “مشروع قانون إعفاء الحريديم من التجنيد بالفضيحة التي تزيد من القطيعة والعزلة بين من يتحمل العبء ومن يتهرب منه”، حسب تعبيرهم.
اختار غانتس الان الخروج من الحكومة للبحث عن الرصيد الانتخابي خارج الحكومة وبعد ان اعلن مجلس الامن والمقترح الأمريكي بصياغة إسرائيلية فهل ينتظر غانتس استمرار تلاعب نتنياهو لغاية هذه اللحظه ؟ وزير خارجية أمريكا انتوني يتكلم عن إسرائيل بل انه عضو في الكابينت الإسرائيلي وناطق باسمها بكل المؤتمرات ؟ هل هذا يقوض غانتس ام يرفع من شان نتننياهو ؟
وبمعنى اخر هل غانتس سيذهب الى الشارع واشعال المظاهرات لاسقاط نتنياهو( ويضرب عصفورين بحجر واحد )أي قضية التعديلات القضائية قبل السابع من أكتوبر وفشل نتنياهو بعد السابع من أكتوبر ؟
هل غانتس هو رجل المرحلة ؟ والذي اظهر التردد والضعف في بعض المواقف ؟ والذي نجح نتنياهو اقناع الشارع بمقترح إسرائيلي والتمرير الى مجلس الامن ! وبهيك وضع حد امام المعارضة وحتى أهالي الحراك الإسرائيليين وبالتالي غير مقنع وغير أخلاقي ان المعارضة تنزل الى الشارع ؟ ما زال نتنياهو اللاعب بالمشهد .