ازدواجُ المعايير فى الكُرة

وحيد عبد المجيد

لم يتحدد بعد موعد النظر فى طلب تعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم فى الاتحاد الدولى الفيفا, برغم جسامة الأضرار التى تعرض لها اللاعبون والملاعب والبنية التحتية للرياضة فى قطاع غزة. ليس مبالغًا القولُ إن كرة القدم تُباد فى القطاع مثل مكوناته كلها بشرًا وحجرًا وتاريخًا.

وإذ لم يتضح بعد موعد اجتماع مجلس الفيفا للنظر فى الطلب، فقد وضحت بما يكفى الضغوط التى تُمارس على الأعضاء لرفضه، حسب ما يُستفاد من تصريحات رئيسه جيانى إنفانتينو . فقد عبر منذ أن قدم الاتحادُ الفلسطينى الطلب فى أبريل الماضى عن رفضٍ ضمنى، إذ كان أول ما صدر عنه هو أن كرة القدم لا يصح أن تكون رهينةً للسياسة. وعندما أضاف أنها يجب أن تبقى ساحة للسلام وقوة للخير، بدا التناقض ظاهرًا فى موقفه. فأىُ سلامٍ وخيرٍ يمكن التطلع إليهما دون معاقبة من يُقوَّضهما بأفعاله العدوانية وجرائمه التى يُجمع العالم إلا قليلاً على بشاعتها، وبشهادة المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية الذى أطال التحقيق قبل أن يصل إلى هذه النتيجة. فأضعفُ الإيمان فى السعى لأن تكون كرة القدم ساحةً للسلام والخير هو فرض عقوبات على المعتدين الأشرار الذين يُدمرون اللعبة فى أى بلد.

غير أنه ليس معروفًا ما تفعلُه الآن اللجنة القانونية التى قال إنفانتينو إنها مستقلة، وكلفها بتقييم طلب وقف عضوية الاتحاد الإسرائيلى. وما أبعد موقفه هذا عما فعله ضد روسيا. لم ينتظر عقد مجلس الاتحاد، بل بادر مع رئيس الاتحاد الأوروبى إلى تعليق مشاركة روسيا منتخبًا وأنديةً فى أى مسابقة دولية أو إقليمية، دون أن يتطرق إلى عضويتها، لأنها من اختصاص هذا المجلس. وكان ذلك قبل أن يمضى أسبوعُ واحد على بداية حرب أوكرانيا. وبناءً عليه استُبعد منتخب روسيا من التصفيات المؤهلة للمونديال المقبل، وطُرد سبارتاك موسكو من الدورى الأوروبى برغم أن اللعبة لم تتعرض لضررٍ فى أوكرانيا. أما إبادتُها فى قطاع غزة فليس فيه ما يدعو إلى أى إجراءٍ ربما يُسهم مع غيره فى إنقاذ ما بقى منها.

*نقلاً عن “الأهرام”

شاهد أيضاً