تتباكى “حماس” على التوافق الوطني، كلما أرادت التهرب منه، التوافق الذي لم تقربه يوما، ولطالما كانت وما زالت تتفرد بقرارات حتى ليس من حقها هذا التفرد، كلما كانت القرارات تخص الشأن الوطني العام الذي يتطلب التوافق الوطني …!!
وإليكم الحصيلة: ذهبت إلى “طوفان الأقصى” بعمل حزبي، لا علاقة له بالمقاومة، بدون أي توافق وطني …!!! وقبل ذلك بسبع عشرة سنة، انقلبت على الشرعية، بعمل مسلح دموي، وبالطبع ليس بأي توافق وطني (…!!) بل بتوافق إخونجي، وإقليمي، وحتى إسرائيلي في المحصلة، وظلت طوال سنوات كثيرة من الحوار الذي سمي حوار المصالحة الوطنية، تتنصل من كل توافق وطني، لانهاء الانقلاب، وما خلف من انقسام بغيض، أفشلت كل حوار، وطعنت حتى الاتفاق الذي أقسمت على الالتزام به، عند استار الكعبة المشرفة ..!!!
عواصم عربية شقيقة، وأخرى أجنبية صديقة، دعت بمبادرات أصيلة لتحقيق المصالحة الوطنية على قاعدة التوافق الوطني، انتهت جميعها بتهرب “حماس” من استحقاقات هذه المبادرات، بالمزاعم، والفبركات، والأكاذيب ذاتها،..!!!
لا تبحث “حماس” في الواقع عن أي توافق وطني، إنها تبحث عن التوافق السلطوي، على قاعدة التمكين الاخونجية، وهذا هو جوهر موقفها الذي كان طوال سنوات حوارات المصالحة، التي لم تثمر عن أي تقدم حقيقي في هذا الإطار، بسبب هذا الجوهر، الذي طالما غلفته حماس بالادعاء والشعارات الكاذبة …!!!
احدث المبادرات الصديقة كانت من جمهورية الصين الشعبية، انتهت جولة أولى منها على أمل التواصل لتحقيق المصالحة المرجوة، وجرى اتفاق على التواصل ومتابعة حوار الصين في القاهرة تخلفت عنه “حماس” بلا أي سبب يذكر، وكانت حماس اغلقت أذنيها تماما عن دعوات منظمة التحرير الفلسطينية الصعود إلى سفينتها بوصفها سفينة إنقاذ، تذهب بها إلى شاطئ الأمان، بعد أن وضعتها الحرب الاسرائيلية المستعرة، على قطاع غزة في أزمة كبرى، ما زالت “حماس” تتجاهلها بنكران خطير ..!!!
الأخطر من ذلك ما زالت “حماس” تدور في متاهة التفاوض لوقف الحرب، التي فرضتها إسرائيل، وأطالتها لتطيل حربها التدميرية للقطاع، بكل ما فيه، وبكل من يمثله…!!
في كل هذا الإطار لا يكف الناطقون باسم حماس عن الكذب القبيح والادعاء الأقبح، وأحدث هذا الكذب وهذا الادعاء، ما صرح به رئيس مكتب ما يسمى العلاقات الوطنية في حركة حماس، حسام بدران، الذي لا يعرف له أي نشاط في شؤون العلاقات الوطنية، بدران هذا الذي لا يحركه غير التفرد الحمساوي بكل قرار يخص الشأن الوطني العام، يصرح أن تعطيل لقاء الفصائل في الصين هو استمرار لنهج التفرد في الساحة الفلسطينية..!!
جماعة أخطر نهج تفرد في الساحة الفلسطينية، يتهمون الشرعية في إطارها الجامع في منظمة التحرير الفلسطينية، بنهج التفرد، وحقا إن لم تستح فقل ما شئت..!!!
لا يقول بدران ولن يقول طبعا إن “حماس” ما زالت تراهن على التفاوض مع إسرائيل لوقف الحرب وفقا لطلبها البقاء على كرسي الحكم في قطاع غزة رغم أنه بات كرسيا متهالكا لا يحقق أي سلطة لمن يجلس عليه وفق الشروط الاسرائيلية، وبدران يفضح هذا المسعى من حيث لا يدري وهو يتحدث عن “أداء المقاومة المميز في مواجهة الاحتلال” تسعة أشهر وإسرائيل الحرب والعدوان تدك قطاع غزة دكا، ولا تعليق على ما يقول بدران في هذا الشأن..!!
إنها معضلة أن تظل حماس على هذه الحال، مزيد من النكران، مزيد من الكذب، مزيد من الادعاء ومزيد من الشعارات المخادعة ..!!! وإنها حقا معضلة كبرى، وتواصلها لا تنذر بغير تفاقم الخطر الذي يهدد قضيتنا الوطنية المركزية بالتصفية الشاملة، فإلى متى تبقى حماس على هذه الحال …؟؟