السياسي – تطرح المناظرة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب تساؤلات عن فحوى المناظرات الرئاسية في الولايات المتحدة وجدواها للناخبين.
ويلتقي المرشحان الديمقراطي والجمهوري وجهًا لوجه يوم الخميس الـ27 من يونيو على شبكة “سي أن أن” الأمريكية.
ويعتبر تقرير لـ “سي إن إن” أنّ المناظرات الرئاسية كثيرًا ما انحرفت عن مقصد إقناع الناخبين ببرامج وتصورات وفق حجج رفيعة المستوى، إلى “مراوغات شخصية تافهة وترصّد للزلات”.
-مسرحية
وقال إنّ مناظرة ليلة الخميس التي ستستضيفها شبكة “سي إن إن” بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب يمكن أن تتحول أيضًا إلى مسرحية بين رجلين يحتقر كلٌّ منهما الآخر علنًا” منبّهة إلى أن “الجوهر السياسي للمناظرة الرئاسية نادرًا ما كان بهذه الأهمية كما هي الحال في هذه الفترة من السباق إلى البيت الأبيض”.
ووفق التقرير “تواجه البلاد لحظة محفوفة بالمخاطر، حيث تعاني من التباعد الداخلي بسبب السياسة والثقافة، إضافة إلى تفاقم أزمات السياسة الخارجية المتعددة” ما يخلق “خلفية مشحونة لنقاش سياسي حيوي”.
وقال تقرير “سي إن إن” إن الاستحقاق الانتخابي يأتي في سياق يواجه فيه الأمريكيون وضعًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا صعبًا بسبب ارتفاع الأسعار وتكاليف الاقتراض، وعدم الشعور بـ “الأمن الاقتصادي” بسبب تداعيات وباء “كورونا” رغم ان بايدن كان وعد باستعادته قبل 4 سنوات، وهو ما لم يحدث.
واستحضر التقرير جملة من الملفات الخلافية بين المرشحيْن، حيث “أدى إلغاء المحكمة العليا للحق الدستوري في الإجهاض قبل عامين إلى فتح انقسام أيديولوجي وديني حول الحقوق الإنجابية التي يخطط بايدن لاستغلالها لإيذاء ترامب، لكن الرئيس معرض للخطر بالقدر ذاته بسبب أزمة الهجرة على الحدود الجنوبية التي أغرقت قوانين اللجوء غير الصالحة للتعامل مع جيل جديد من المهاجرين الفارين من العصابات والمحنة الاقتصادية والكوارث المناخية” وفق تعبيره.
-مخاوف من الانقسام
وبخصوص السياسات الخارجية هناك أيضًا “شعور مخيف بالانقسام” وفق تعبير “سي إن إن” حيث “يتعرض النظام العالمي الذي كرّس القوة الأمريكية لمدة 80 عامًا لضغوط شديدة من أعداء الولايات المتحدة الذين يسعون إلى تدميره، بما في ذلك روسيا والقوة العظمى الجديدة الصين”.
وأشار التقرير إلى أنّ “الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة، والتي تهدد باستمرار الغليان، تشكل نقطة ضعف مؤلمة بالنسبة لبايدن، وهو مرشح ورئيس في منصبه، حيث يحذر منافسه ترامب من أن الحرب العالمية الثالثة قد تكون على وشك الاندلاع”.
ويحذر مسؤولون سابقون من أن ترامب، الذي يبدو أقرب إلى خصوم الولايات المتحدة مثل روسيا وكوريا الشمالية، قد يحاول سحب الولايات المتحدة من حلف “الناتو” الذي يُعتبر حجر الزاوية للأمن الغربي، “لذلك، يجب على الناخبين الاختيار بين سياسات بايدن الخارجية الدولية التقليدية ومضاعفة ترامب للانعزالية الشعبوية التي حولت الولايات المتحدة من حصن الاستقرار العالمي إلى واحد من أكثر مصادر عدم الاستقرار” وفق التقرير.