ترتفع سخونة موسم الانتخابات الأمريكية، والمناظرة الأولى بين الرئيس جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب، على بعد ساعات قليلة.
وفجر الجمعة، سيلتقي بايدن وترامب، في أول مناظرة على طريق السباق، في لقاء ينعقد مبكرا، خاصة وأن أيا من الرجلين لم يتم ترشيحه رسميا بعد، حيث ينتظران المؤتمر الحزبي لكل منهما.
فمنذ المناظرات التلفزيونية الأولى في عام 1960 بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون، أقيمت جميع هذه الأحداث في سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول.
والموعد المبكر ليس الشيء الوحيد الذي يميز مناظرات هذا العام. فلطالما تعرضت المناظرات الرئاسية لانتقادات على أسس موضوعية وأسلوبية، لكنها تظل جزءًا رئيسيا من موسم الحملة.
وفيما يلي ست حقائق يجب معرفتها قبل المناظرة الأولى، بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في الموقع الإلكتروني لمعهد بيو للأبحاث.
أولا: جذب المشاهدين
على الرغم من أن نسبة مشاهدة المناظرات كنسبة من إجمالي جمهور التلفزيون قد انخفضت على نطاق واسع على مر العقود، إلا أنها لا تزال قادرة على جذب المزيد من الناس مقارنة بأي حدث تلفزيوني آخر باستثناء مباراة السوبر بول.
وفقا لشركة “نيلسن ميديا ريسيرش”، شاهد أكثر من 73 مليون شخص على الأقل بعضا من مناظرة ترامب وبايدن الأولى في عام 2020.
وتعرّف نيلسن الجمهور على أنهم المشاهدون الذين تبلغ أعمارهم عامين أو أكثر.
وهذا هو ثالث أكبر جمهور للمناظرة على الإطلاق، بعد المناظرة الأولى بين هيلاري كلينتون وترامب في عام 2016 (84 مليون مشاهد) ومناظرة عام 1980 بين الرئيس جيمي كارتر ورونالد ريجان (80.6 مليون).
وبحسب نيلسن، كان كبار السن هم الأكثر احتمالا لمشاهدة مناظرة ترامب وبايدن الأولى.
وقد حصلت المناظرة على تصنيف 42.7 بين المشاهدين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 عاما وما فوق، مقابل 25.5 بين من تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عاما و12.0 بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما.
ثانيا: معدل المتابعة
وفقا للبيانات نفسها، ارتفعت تقييمات المناظرات الرئاسية وانخفضت على مر العقود.
إذ كانت جميع المناظرات الأربع لعام 1960 ذات تقييمات حوالي 60.0، مما يعني أن ما يقرب من ستة من كل عشرة أسر لديها أجهزة تلفزيون كانت تتابع المناظرات.
وعندما أعيد إحياء المناظرات في عام 1976، كانت تقييماتها أقل، أي حوالي 50 في المئة من الأسر التي تمتلك جهاز تلفاز.
وكانت المناظرة الثالثة بين المرشحين آل جور وجورج دبليو بوش في عام 2000، الأقل متابعة حيث حصلت على 25.9 فقط من الأسر التي تمتلك تلفزيونا.
ومنذ ذلك الحين، اتجهت تقييمات المناظرات عموما إلى الارتفاع بشكل متواضع، حيث حصلت المناظرة الأولى بين بايدن وترامب في عام 2020 على تصنيف 40.2 في المئة.
ثالثا: هل المناظرات حاسمة للناخبين؟
يجد الناخبون أن المناظرات مفيدة، ولكنها ليست حاسمة بالضرورة.
وأجرى مركز بيو للأبحاث استطلاعات رأي بعد الانتخابات من عام 1988 إلى عام 2016. وفي معظم الحالات، قال ستة من كل عشرة ناخبين أو أكثر إن المناظرات كانت مفيدة جدا أو إلى حد ما في تحديد المرشح الذي سيصوتون له.
كانت ذروة تأثير المناظرات عام 1992، عندما قال 70٪ من الناخبين إن المناظرات الثلاث في ذلك العام بين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وروس بيرو كانت مفيدة إلى حد ما على الأقل.
في عام 2016، على سبيل المثال، قال 10٪ فقط من الناخبين إنهم اتخذوا قرارهم بشكل قاطع “أثناء أو بعد” المناظرات الرئاسية. وبالمقارنة، قال 11٪ إنهم اتخذوا قرارهم لاحقا.
رابعا: مناظرات نائب الرئيس
في معظم السنوات منذ عام 1976، عندما أجرى المرشحون لمنصب نائب الرئيس مناظرتهم الخاصة لأول مرة، كان المرشحون لمنصب نائب الرئيس في المركز الثاني عندما يتعلق الأمر بالمشاهدة.
على سبيل المثال، في عام 2020، شاهد 57.9 مليون شخص المناظرة بين نائب الرئيس مايك بنس وعضو مجلس الشيوخ آنذاك كامالا هاريس. وهي أقل بنسبة 8٪ من عدد المشاهدين لمناظرة بايدن-ترامب الأقل تصنيفا.
خامسا: بين اليوم والأمس
منذ المناظرات الأولى التي أقيمت عام 1960 بين كينيدي ونيكسون وحتى المناظرات التي جرت في 1988 بين جورج بوش الأب ومايكل دوكاكيس، كان المرشحون يجيبون على أسئلة لجان من الصحفيين.
وكانت مهمة المنسق في الغالب هي شرح وإنفاذ القواعد الأساسية والحفاظ على سير الإجراءات.
ولكن بحلول الثمانينيات، يقول المنتقدون إن المناظرات أصبحت أشبه بمؤتمر صحفي مشترك.
وفي عام 1992، جربت اللجنة مجموعة متنوعة من الأساليب، بينها أن يقوم الناخبون المترددون بطرح الأسئلة، وبعد ذلك قررت اللجنة اتباع سياسة طرح الأسئلة من خلال محاور (كان الاستثناء الوحيد هو مناظرة عام 2016 التي أدارها أندرسون كوبر من شبكة سي إن إن ومارثا راداتز من شبكة إيه بي سي نيوز.)
سادسا: المحاورون
جميع مُحاوري المناظرات منذ عام 1960، باستثناء اثنين، كانوا صحفيين من القنوات التلفزيونية أو الإذاعية. (كانت الاستثناءات في جيمس هوج، رئيس تحرير صحيفة شيكاغو صن تايمز، الذي أدار مناظرة نائب الرئيس عام 1976، ورئيسة مكتب صحيفة يو إس إيه توداي في واشنطن سوزان بيج، التي أدارت مناظرة نائب الرئيس عام 2020.)
في حين أدار صحفيو “بي بي إس” معظم المناظرات، أكثرهم جيم ليرر بـ12 مناظرة من أصل 16.