تتم محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية ICJ، كما أن ذات المحكمة الآن تنظر في قانونية الاحتلال العسكري الإسرائيلي طويل الأمد، ونحن بصدد أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية ICC قريبا أوامر اعتقال ضد نتنياهو وغالانت وغيرهم من مجرمي الحرب الذين ينكلون بالشعب الفلسطيني بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. حقيقة محاكمة إسرائيل في هذه المحاكم الدولية، وفي إهانتها للأمم المتحدة والدول الأعضاء في المنظومة الدولية وقراراتها والمواقف الشاذة المخالفة لكافة القوانين والمواثيق الدولية، ألا تؤكد إسرائيل أنها دولة الإرهاب المنظم؟ هذه الدولة حصلت على شرعيتها بالاعترافات الدولية من خلال منظمة الأمم المتحدة، وها هي تهين وتقلل من شأن ذات المنظمة الدولية التي منحتها الوجود الدولي، ومن هنا نتساءل ألا يتوجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التزام النظر في مدى جدوى بقاء اعتماد دولة إسرائيل في المنظومة الدولية، كدولة جزء ملتزم بقواعد النظام العالمي.
يخرج سموترتش للاستفزاز بمزيد من الاستيطان وضم الأرض وضرب كل ما له علاقة بالنظام الدولي في مواجهة صريحة ليس فقط ضد الفلسطينيين، ولكن ضد المجتمع الدولي الذي يتبنى حل الدولتين. احتراماً لمسؤولياتها الأخلاقية، يجب على الدول الأعضاء بعد الاعتراف بدولة فلسطين، وإنهاء الاحتلال العسكري الذي طال أمده، أن تقوم بمحاسبة وتحجيم لدولة إسرائيل، فإسرائيل تجاوزت كل الحدود، وانتهكت جميع الاتفاقيات، بما فيها اتفاقيات السلام الموقعة منذ بداية التسعينات، إثر الدومينو في الاعترافات المتوالية من إيرلندا وإسبانيا والنرويج وسلوفينيا وأرمينيا، مهم للغاية لبعث رسالة لإسرائيل مفادها أن دول العالم لن تستمر بالصبر على مخالفات إسرائيل لمعايير العمل في المنظومة الدولية، بل ستتخذ الخطوات اللازمة المتوافقة مع القانون الدولي للحفاظ على السلم في المنطقة والعالم.
بعد جريمة الإبادة في قطاع غزة، فقدت إسرائيل سمة الضحية التاريخية التي طالما تحججت بها امام العالم. لقد خسرت إسرائيل كل الدعم والتعاطف الدولي الذي حصلت عليه كونها ضحية الهولوكوست جريمة الجرائم ضد البشرية في القرن العشرين التي تم ارتكابها ضد اليهود. هذا العذر والحجة التاريخية انتهت إلى الأبد بعد ارتكاب دولة إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضمن جرائم موثقة على الشاشات وبعد المرافعات وإحالة الملفات القانونية في المحاكم الدولية.
السؤال الذي يجب أخذه مأخذ الجد اليوم، ألا ينطبق مصطلح دولة الإرهاب المنظم على دولة إسرائيل ؟؟ خاصة في ظل مخالفاتها القانونية الصريحة لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية ومعاداتها لكافة المواد والشرعيات الدولية؟
حرب الإبادة التي أعقبت ٧ أكتوبر فضحت الصورة الحقيقية لإسرائيل، الدولة التي طالما تغنت بالديمقراطية في الشرق الأوسط والتفوق التكنولوجي ودعم الشباب والريادة، إلى صورة الحقيقة بالإرهاب وبالإجرام ضد الإنسانية. هذه الحقيقة بدت جلية للعالم أجمع الآن، وبرغم الخسائر البشرية ومعادلات الدمار والخسارة التي لحقت بالأرواح البشرية الفلسطينية إلا أن حقيقة تشويه صورة إسرائيل وظهور حقيقتها الإجرامية الموثقة علانية للعالم هي خسارة إسرائيلية استراتيجية من المستحيل تعويضها تاريخيا.
اليوم ومن خلال هذا المقال دعوة للأمين العام للأمم المتحدة وأصحاب الاختصاص للنظر في تطبيق الدبلوماسية القسرية ضد إسرائيل، ومحاسبتها وإيقاف إفلاتها من العقاب بطرح موضوع إلغاء الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة عضو في المنظومة الدولية وجاءت إلى الوجود باعتراف الأمم المتحدة.