السياسي – هاجمت صحيفة “نيويورك تايمز” الرئيس الأمريكي جو بايدن على خلفية ما قالت تخاذله وضعف مواقفه إزاء التحرك لدعم جهود مكافحة المجاعة في قطاع غزة بما في ذلك التساوق مع التحريض الإسرائيلي ضد منظمات الأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة إنه في الاستجابة لتطورات الحرب في غزة منذ أكثر من تسعة أشهر، بدا بايدن ضعيفا في كثير من الأحيان، منزعجا من الخسائر الإنسانية لكنه لم يتحرك بحزم للحد منها.
وذكرت أن بايدن في حالة واحدة، كان حاسماً على نحو غير معهود: فبعد أن زعمت “إسرائيل” تورط أعضاء في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في هجمات من غزة، سارع الرئيس الأمريكي إلى تعليق تمويل الوكالة.
وأبرزت الصحيفة أن أونروا هي في الواقع تشكل محور الجهود الرامية إلى تجنب المجاعة في غزة.
وأضافت أن بايدن أخطأ في قراره ضد أونروا، لأن الأساس الواقعي وراء الاتهامات الإسرائيلية الموجهة إلى الوكالة أصبح بعيد المنال، وتم بناء على معلومات مضللة أضافت المزيد من البؤس إلى الجياع.
-دعم النهج الإسرائيلي لإلغاء أونروا
يسعى سياسيون إسرائيليون من اليمين المتطرف إلى إلغاء الأونروا، التي توفر المدارس والعيادات وغيرها من الخدمات في المنطقة.
وقد مر مشروع قانون في البرلمان الإسرائيلي من شأنه أن يحظر الأونروا باعتبارها “منظمة إرهابية” مما أدى إلى إدانة دولية. ووصفت منظمات إغاثية دولية هذه الخطوة بأنها “هجوم شنيع على المساعدات الإنسانية”.
والأونروا، التي تقدم خدمات صحية وتعليمية أساسية هي في مواجهة معركة شرسة.
وقال فيليب لازاريني رئيس الوكالة: “إن الأونروا تترنح تحت وطأة الهجمات المتواصلة”، وحذر من أنها قد “تنهار” بطرق “تزرع بذور الكراهية والاستياء والصراع في المستقبل”.
وقد أخرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إصدار تأشيرات لموظفي الأونروا، مما أدى فعلياً إلى منعهم من ممارسة عملهم. والأمر الأكثر مأساوية هو أن ما يقرب من 200 من عمال الإغاثة التابعين للوكالة استشهدوا نتيجة للقصف وإطلاق النار في غزة.
وأبرزت نيويورك تايمز أنه لطالما كانت “إسرائيل” معادية للأونروا، لكن الاتهامات ضد الوكالة ارتفعت إلى مستوى جديد في خضم الحرب على غزة.
وفي يناير/كانون الثاني، زعم مسؤولون إسرائيليون أن 12 من أصل 30 ألف موظف في الوكالة شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ووجهت الحكومة الإسرائيلية اتهامات أخرى، بما في ذلك أن نحو 10% من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة هم أعضاء في فصائل فلسطينية وزعمت أن مدارس الأونروا تحرض على الكراهية.
وفي إحدى تصريحاتها، زعمت الحكومة الإسرائيلية أن “الأونروا في غزة لا يمكن إصلاحها”.
-قوة من أجل الاستقرار
أكدت نيويورك تايمز أن الأونروا تعد بمثابة قوة تعمل على الحد من الاضطرابات، وليس تأجيجها. وتشكل مدارسها أحد الأسباب التي تجعل الفلسطينيين يتمتعون بتعليم جيد نسبياً في العالم العربي، وتساعد رواتب موظفيها في الحفاظ على الاقتصاد الفلسطيني.
وبما أن الأونروا تبدو وكأنها قوة من أجل الاستقرار، فمن الصعب أن ننظر إلى الحملة الإسرائيلية ضدها باعتبارها أي شيء سوى محاولة أخرى لإسكات أصوات الفلسطينيين. وهذه هي الطريقة التي يرى بها لازاريني الحملة ضد المنظمة التي يديرها.
وقال رئيس الوكالة الدولية إنه “في نهاية المطاف، هناك هدف سياسي يتمثل في حرمان الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، وإضعاف تطلعاتهم إلى تقرير المصير، وهي وسيلة لتقويض الحل السياسي القائم على الدولتين”.
وعليه فإن وقف تمويل الولايات المتحدة للأونروا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وختمت الصحيفة بأنه يتعين على بايدن أن يعترف بخطئه بشأن الأونروا، وفي حين تهدد المجاعة غزة، يتعين على الولايات المتحدة أن تدعم الوكالة التي تشكل محور الجهود الرامية إلى مكافحة المجاعة، وليس تقويضها.