السياسي – في عام 1981، طور المؤرخ الأمريكي آلان ليختمان والجيوفيزيائي الروسي فلاديمير كيليس-بوروك، نظامًا للتنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يحتوي على 13 مفتاحا تسمح بالتكهن بشكل شبه مؤكد بهوية الرئيس الفائز بالانتخابات.
النظام الذي بات يحمل اسم “مفاتيح البيت الأبيض”، يحتوي على 13 قاعدة، تتعلق بالظروف المحيطة بالانتخابات الرئاسية، وينص على أنه إذا كانت خمس أو أقل من العبارات خاطئة، فإن الحزب الحاكم سيفوز بالانتخابات، وإذا كانت ست عبارات خاطئة أو أكثر، فإن ذلك الحزب سيخسر الانتخابات.
ويأتي الحديث عن هذه المفاتيح التي تنبأت بنتائج تسعة من أحدث عشرة انتخابات رئاسية، في وقت يعود الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى حملته الانتخابية وسط ضغوط في حزبه الديمقراطي للانسحاب لصالح نائبته كامالا هاريس، أو شخصية أخرى.
ويرى المستشار السابق لوزير الخارجية الأمريكي، حازم الغبرا أن الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب يفضل بقاء الرئيس الحالي جو بايدن في سباق الانتخابات على أن ينسحب لصالح ديمقراطي آخر.
وقال الغبرا وهو عضو في الحزب الجمهوري، “إن نتيجة الانتخابات باتت شبه محسومة لترامب وفق استطلاعات الرأي”، مشيرا إلى أن انسحاب بايدن لصالح نائبته كامالا هاريس لا يخلو من المشاكل أيضا.
وعلى الرغم من ذلك، حذر ليختمان، في تصريح لصحيفة “يو إس إيه توداي”، من “فوضى” في الحزب الديمقراطي إذا تمرد الديمقراطيون ضد الرئيس بايدن، واختاروا مرشحًا آخر.
وقال ليختمان: “يمكن للديمقراطيين في الواقع، أن يقرروا استبدال الرئيس بايدن، ولكن بناءً على التاريخ، سيكون ذلك كارثيا”.
ووفقًا لقراءة في مفاتيح ليختمان الـ13، فإن أداء المناظرة ليس أحد العوامل التي تحدد نتيجة الانتخابات، في إشارة إلى الأداء السيئ الذي ظهر فيه بايدن أمام ترامب أخيرا.
وتتضمن مفاتيح ليختمان أربعة عوامل تعتمد على السياسة، وسبعة تستند على أداء الرئيس، واثنين على شخصية المرشح.
وتتعلق المفاتيح بحالة الاقتصاد، وإن كان المرشح رئيسا حاليًّا، إضافة لوجود مرشحين من طرف ثالث غير الديمقراطيين والجمهوريين، وغير ذلك.
ونجح بايدن في تحقيق اثنين من المفاتيح، ما يمنحه ميزة على منافسيه الديمقراطيين المحتملين، وهي كونه رئيسا حاليا وعدم وجود “منافسة حزبية” هذا العام للديمقراطيين.
وتعني هذه التنبؤات التي تصيب إلى حد كبير، بأن هاريس أو أي مرشح آخر، سيواجهون هزيمة حتمية أمام ترامب المتقدم في استطلاعات الرأي.
مشاكل كثيرة
وفي تعليقه على الدعوات إلى ترشيح هاريس بدلا من بايدن، يقول الغبرا إن اللجوء إلى نائبة الرئيس هو الخيار الأسهل لأسباب تتعلق بالتمويل، لأن أي مرشح آخر لن يستفيد من الأموال التي جمعتها حملة الرئيس، إضافة إلى سهولة القبول فيها.
لكن الغبرا يعتقد أن “الوقت تأخر كثيرا لتغيير مرشح الديمقراطيين، علاوة على أن هاريس لم تكن فاعلة، حتى إن الكثير من الأمريكيين غير المهتمين بالسياسة لا يعرفونها”.
ويتفق المحلل السياسي عادل محمود بأن انسحاب بايدن، سيكون بمثابة انتكاسة جديدة للديمقراطيين بعد الفشل في المناظرة مع ترامب.
وفي قراءة للتطورات على الساحة الانتخابية الأمريكية، رجح محمود استمرار بايدن، بالرغم أن الطريق ستكون ممهدة لعودة الرئيس السابق بـ”دعم الدولة العميقة”.
ولا يستبعد أن “يتم تبديل الرئيس الحالي بمرشح آخر في حال غيرت الدولة العميقة بوصلتها عن بايدن وترامب”.