اعتقد ان حرب غزه قد اقتربت من النهايه بشكلها الحالي ولا يعني هذا انها قد انتهت نهائيا ولكن سيكون هناك حرب اخري وهي حرب أستنزاف صامته طويلة الأمد تقوم فيها إسرائيل بضربات خاطفه ومحدوده لأهداف معلومه وقد تمتد حرب الاستنزاف هذه لسنوات عده وقد لا نري لها صدي في الإعلام لكن سنرى نتائجها بعد سنوات وقد تمر هذه الحرب بعدة مراحل
في المرحله الاولي الهدف هو إعادة الاسري والمخطوفين الاسرائليين الي ذويهم فالعدد المتوفر الان من الأسري الاسرائليين لدي حماس والفصائل الفلسطينيه الاخري قليل جدا اقل من ١٢٠ وهو الرقم التي اعلنت عنه حماس لأن معظمهم قتل في القصف علي غزه او تم تصفيته بطريقه او بأخري فالقادم هو تسليم الرهائن الاسرائليين مقابل خروج عدد كبير من الأسري الفلسطينين وذلك بسبب اكتظاظ السجون الإسرائيلية بالأسري الفلسطينيين والذي تجاوز عددهم ١١ الف أسير فلسطيني مما فاق قدرة السجون الإسرائيلية علي استيعاب هذا الكم من الاسري الفلسطينيين في السجون الاسرائيليه وبالتالي كان لابد من الافراج عن عدد كبير منهم في صفقة تبادل مقابل تسليم الرهائن الاسرائليين
المرحله الثانيه وهي كما يسموها الاسرائليون خطة اليوم التالي ستقضي بتفتييت قطاع غزة ليس امنيا فقط وانما سياسيا ايضا وذلك بتقسيمها إلى 24 منطقة إداريةو تشكيل قوة محلية في شمال غزة تتولى توزيع المساعدات في قطاع غزةوتقسيمه لمناطق أمنية تشبه الجزر المنفصلة أو الفقاعات داخل غزة، وهي عبارة عن مناطق محددة جغرافيا يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس العيش فيها بشكل مؤقت
بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بتطهير ما تبقى من المسلحين و ستدخل غزه قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحده الامريكيه مع قوات اوروبيه ومشاركة بعض القوات العربيه وربما أستضافة بعض الاجهزه الامنيه الفلسطينيه من الضفه لإدارة السكان في قطاع غزه ولكن هذا لا يعني عودة السلطه الفلسطينيه الي قطاع غزه فالسلطه الفلسطينيه انتهت كسلطه سياسيه وإنما دورها سيكون أدارة سكان غزه فتفتيت الحكم في غزه هو جزء من سيناريو إسرائيلي فاسرائيل لا تريد البقاء في غزه ولكن تريد تسليمها الي قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحده الامريكيه ولكن ستبقي إسرائيل في المرحله الاولي في قطاع غزه حتي الانتهاء من مهمتها الامنيه وهي القضاء علي حماس وتدمير القطاع تمهيدا لتهجير السكان كما ستعيد إسرائيل انتشارها في مناطق شمال غزه مع فرض منطقة عازله بين الشمال وحدود إسرائيل وستعيد بعض السكان الي شمال غزه ولكن ليس بالكم الكبير ولن يكون هناك استقرار ولكن سيتم إعادة توزيع السكان في قطاع غزه لتستطيع تدمير رفح وسوف تقوم إسرائيل علي جعل المنطقه الحدوديه بينها وبين مصر منطقه خاليه لمنع اي تحركات ضد اسرائيل او اعادة انتشار لحماس داخل تلك المنطقه وحتي تستطيع السيطره عليها وهدم الإنفاق والقضاء علي اي وجود لحماس علي الحدود المصريه وإغلاق معبر رفح نهائيا لمنع اي تحركات من داخل سيناء الي قطاع غزه
كما ستعمل علي إعادة توزيع السكان داخل قطاع غزه مره اخري لتسهيل إدارة السكان وتسهيل حركة الهجره الطوعيه او القسريه التي ستقوم بها اسرائيل لسكان غزه علي المدي الطويل كما ستمنع الفلسطينيين من إعادة بناء اي شئ في قطاع غزه بما يساعد علي إعادة التوطين مره اخري الي قطاع غزه ولكن سيقتصر الأمر علي بعض المساعدات الخارجيه لمساعدة الفلسطينيين علي اخذ نفس وتهيئتهم لاتخاذ القرار الأصعب وهو ترك قطاع غزه والهجره حيث لا تريد إسرائيل اي وجود فلسطيني في قطاع غزه
اما علي المستوي الداخلي فقد دخلت اسرائيل مرحلة لا تحتاج إلى الاستمرار بالحرب في شكلها الحالي بل ستضرب لاحقا بعض الاهداف ولكن بشكل محدد كما ستقوم بعدة مهام منها اغتيالات او مهمات خاصة بعد ان انتهت من المرحله الاولي من الحرب وتستعد للدخول في المرحله الثانيه والتي تتضمن تقسيم غزة إلى مناطق ومربعات تمهيدا للحرب القادمة والتي تتضمن الاستنزاف والتهجير الطوعي والتي بدأتها بسيطرة اسرائيل على معبر رفح ومحور فيلادلفيا وهذه البداية اما الباقي سيكون مهمة القوات الامريكيه والقوات متعددة الجنسيات اما اسرائيل ستتفرغ لإعادة بناء غلاف غزة و الضفة الغربية وترتيب البيت الاسرائيلي الداخلي والانتخابات وتصفية الحسابات بين الشعب الإسرائيلي والحكومة وإخراج عباس وجماعته من الضفه وعقد اتفاقية التطبيع مع السعودية وبالتاكيد قائمة الاغتيالات بيد الموساد والشاباك لقيادي حماس وعناصرها وحزب الله وإيران على الانتظار حتى لو طال الوقت بالإضافة إلى تنظيف صورة اسرائيل عالميا والغاء قرارات محكمة لاهاي اما الشعب الفلسطيني فسيبدأ مرحلة جديدة ستحتاج منه فترة طويلة لاستعادة ذاته المسلوبة اما الغزيون فهم إلى التهجير لسنوات