السياسي – استفاق العالم اليوم على خبر محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفي هذا السياق،
وأكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور صادق النابلسي، أن “البيئة الأمريكية تتغير باتجاه العنف وحجم الانقسام والتشظي داخل المجتمع الأمريكي وصل إلى حالات غير مسبوقة، لذلك يمكن القول إن بعض الصراع بين “الحزب الديمقراطي” والحزب المحافظ” يتمظهر بطريقة عنيفة”.
وأشار إلى أن “الانقسام الواضح في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى انفصال لبعض الولايات عن المفهوم الاتحادي المعمول به اليوم، إذ أن هناك من يرغب في الانفصال عن الإدارة المركزية في الولايات المتحدة، فأمريكا لم تعد تلك الدولة التي تقدم نفسها كأساس للديمقراطية والحرية”.
واعتبر النابلسي أن “هناك مشاكل سياسة واجتماعية عميقة جدا داخل الولايات المتحدة الأمريكية وأزمة غزة انعكست بشكل كبير جدا على خيارات الناخبين، ومن الواضح أنه من غير الممكن للولايات المتحدة أن تستمر في إنشاء الحروب كل عقد من الزمن، فالمجتمع الأمريكي بدأ يعرف حقيقة دولته من الداخل باعتبارها تقوم على نشر الحرب وإثارتها في العالم”.
والمطلوب اليوم وفقا لأستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، “هو أن تعود الولايات المتحدة إلى الداخل الأمريكي حتى يستقر العالم، فاستمراراها بسياساتها العسكرية الداعية إلى عسكرة العالم ودعم الحروب كما يحصل في أوكرانيا، التي تدفع في ساحتها الولايات المتحدة مليارات الدولارات بهدف استمرار الصراع ومحاولة محاصرة روسيا وتطويقها، لن يؤدي سوى إلى المزيد من التشققات حول العالم وفي الداخل الأمريكي”.
وأردف النابلسي: “الشعب الأمريكي يصرخ ويرفض السياسات الأمريكية المشار إليها والتي تحمّل الولايات المتحدة الكثير من الأعباء وتهشم صورتها الديمقراطية والداعية إلى نشر السلام، والديمقراطية الأمريكية ليست كاملة إذ أنها لا تعطي الناخب الأمريكي خيارات واسعة، إنما تضعه أمام مرشحين فقط لا غير وهما الديمقراطي والمحافظ”.
وقال الدكتور النابلسي: “عملية الاغتيال قد تكون مفبركة لمحاولة حشد التعاطف مع ترامب وفي الوقت نفسه قد تكون عملية اغتيال حقيقية تهدف لإخراج ترامب من المنافسة بشكل كامل وإبقاء الرئيس جو بايدن في سدة الرئاسة”.
وختم مؤكدا أن “التصدع الكبير الذي يشهده الداخل الأمريكي، سيؤدي إلى مسار من العنف والذي سيؤدي بدوره إلى مرحلة من التفكك، ذلك على الرغم من تصريح الرئيس بايدن صباح اليوم الذي أكد عدم السماح بانجرار البلاد إلى تيار العنف، فاستفراد بعض الولايات بكل الموارد ومصادرة القرار السياسي بالإضافة الى الحساسيات العرقية والاجتماعية ستجتمع معا لتشكل بيئة حاضنة للتفكك الأمريكي”.
وفي الإطار عينه، تحدث الخبير في الشأن الإيراني، حسين باك، لـ “سبوتنيك” مستبعدًا أن “يكون لأي جهة مرتبطة بإيران أو بمحور المقاومة علاقة في عملية الاغتيال التي تعرّض لها الرئيس ترامب، وذلك على الرغم من أن قيادات إيرانية وأخرى تابعة لمحور المقاومة أكدوا في مراحل سابقة أنهم سينتقمون لشهداء حادثة مطار بغداد وللشهيد قاسم سليماني”.
واعتبر أن “ما حدث مع الرئيس ترامب ليس له صلة بأي جهة مرتبطة بإيران أو بمحور المقاومة، فإمكانية نجاة ترامب من محاولة اغتيال قد تقودها أيّ جهة مرتبطة بمحور المقاومة انتقاما لحادثة مطار بغداد لن تكون ممكنة”.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعرض خلال تجمع انتخابي، أمس السبت، في بنسلفانيا إلى محاولة اغتيال عبر إطلاق أعيرة نارية تجاه مكان وقوفه بشكل مباشر.