الرصيف العائم – إخفاق أميركي تحت ضغط الطقس وتعنت الاحتلال

السياسي – مع إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إيقاف تشغيل الرصيف العائم في غزة قريبًا، أثير الجدل حول الأسباب التي أدت إلى عدم جدوى هذا الرصيف الذي بنته الولايات المتحدة والذي تقدر تكلفته بنحو 320 مليون دولار.

وألقى موقع «ذا تايمز أوف إسرائيل» الضوء على تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي دار بين أوستن ووزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأربعاء، ومناقشتهما أهمية أن تعكف إسرائيل على زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة في وقت تستعد فيه أميركا لإغلاق الرصيف المؤقت الذي أنشأته قبالة ساحل غزة.

-إخفاقات متكررة
واعتبر تقرير الصحيفة العبرية أن الرصيف العائم أثبت فشله، بخاصة في ظل عدم تشغيله إلا لعدة أسابيع بعد أن أعاقته الظروف الجوية المتقلبة.

وبعنوان «رصيف المساعدات الأميركية لغزة يفشل وقد يتم تفكيكه مبكرًا»، ألقى تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الضوء على أن الرصيف العائم فشل إلى حد كبير في أداء مهمته، مرجحًا أن ينهي عملياته قبل أسابيع من الموعد المتوقع في الأصل.

واستند التقرير الذي نشر في يونيو/حزيران الماضي، إلى أنه في الشهر الذي تم فيه ربطه بالساحل، لم يعمل الرصيف سوى لمدة 10 أيام تقريبًا.

وخضع الرصيف في أكثر من مناسبة لعمليات الإصلاح بعد أن تسببت الأمواج العاتية في تفككه، أو تم فصله لتجنب المزيد من الضرر أو توقف مؤقتًا بسبب مخاوف أمنية.

-تحذيرات سابقة
واستندت الصحيفة الأميركية إلى تحذيرات مسؤولين عسكريين ومنظمات الإغاثة من أن المشروع قد يتم تفكيكه في وقت مبكر من شهر يوليو، وهو الموعد النهائي الذي قال المسؤولون إنهم يأملون أن يضغط على إسرائيل لفتح المزيد من الطرق البرية.

وأمر الرئيس بايدن الجيش الأميركي بالبدء في بناء الرصيف في مارس/آذار، في وقت تعرض فيه لانتقادات حادة لعدم بذله المزيد من الجهود لوقف العدوان على غزة.

وفاجأ بايدن وزارة الدفاع عندما أعلن فجأة عن إنشاء الرصيف البحري في خطاب سابق له. وقام مهندسو الجيش ببناء الرصيف البحري ونشره في غضون شهرين.

وفي معلومات أوردتها «رويترز» قدر طول الرصيف العائم بنحو 370 مترًا ويقع قبالة الشاطئ إلى الشمال قليلاً من الأراضي الرطبة الساحلية في وادي غزة. وبدأ بناء الرصيف، الذي تم تجميعه جزئيًا مسبقًا في ميناء أسدود الإسرائيلي، في أبريل/نيسان.

-تكلفة فائقة
بينما بدأت أولى شاحنات المساعدات في التحرك إلى الشاطئ في 17 مايو/أيار -وفق المعلومات التي ساقها تقرير نيويورك تايمز-، موضحًا أنه منذ ذلك الحين، واجه المشروع صعوبات، في حين يعاني العديد من سكان غزة من جوع شديد، بحسب منظمات الإغاثة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن نائب قائد القيادة المركزية الأميرال براد كوبر قوله إن المشاكل المتعلقة بالرصيف «نتجت فقط عن الطقس غير المتوقع».

وانتقد العديد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين المشروع بسبب تكلفته والمخاطر المحتملة التي قد تشكلها على القوات الأميركية.

وقال السيناتور روجر ويكر من ولاية ميسيسيبي، وهو كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة، في وقت سابق من هذا الشهر: «إن هذه التجربة غير المسؤولة والمكلفة تتحدى كل المنطق باستثناء التفسير السياسي الواضح: استرضاء الجناح اليساري المتطرف للرئيس».

ويقول عمال الإغاثة إن عمليات تسليم الأغذية والإمدادات الأخرى تباطأت بسبب الاختناقات في الشحنات عند المعابر الحدودية بسبب عمليات التفتيش المطولة للشاحنات، وساعات التشغيل المحدودة، والاحتجاجات من قبل الإسرائيليين.

-جيش الاحتلال يعرقل المهمة
وتشرف الأمم المتحدة على نقل المساعدات من الرصيف إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي. لكن تلك المشاركة عُلقت بسبب مراجعة أمنية بعد إجراء الجيش الإسرائيلي مهمة في الثامن من يونيو/حزيران.

وقال برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي إنه أجرى عمليات تنسيق لتتولى جهات تجارية بدء نقل المساعدات التي تتراكم على الرصيف لتفادي تلفها.

وقبل أسبوع، وتحديدًا في الحادي عشر من يوليو/تموز الجاري، أعلنت إدارة بايدن أن عمليات رصيف المساعدات البحري ستتوقف قريبًا بعد أن كان الطقس السيئ ومشكلات توزيع المساعدات قد عرقلتها.

واضطر الجيش الأميركي لإزالة الرصيف العائم، الذي يبلغ طوله 370 مترًا، عدة مرات بسبب سوء حالة الطقس على الرغم من دخول 8100 طن من المساعدات عبر الرصيف إلى منطقة تجميع في ساحل غزة منذ بدء العمليات في الأول من مايو/أيار.

ويشير تقرير سابق لرويترز إلى عدم وصول أغلب المساعدات إلى سكان غزة الجوعى بعدما علّق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة العمليات في يونيو/حزيران لدواعٍ أمنية.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال باتريك رايدر من سلاح الجو، إن الجيش لم ينجح في محاولة إعادة تثبيت الرصيف. ولم يتحدد تاريخ جديد لإعادة التثبيت، لكن الجهود ستتوقف قريبًا.

وأضاف رايدر: «دائمًا ما كان الهدف من الرصيف أن يكون حلاً مؤقتًا لتمكين تدفق مساعدات إضافية إلى غزة خلال فترة من الاحتياجات الإنسانية الماسة… ستتوقف عمليات الرصيف قريبًا».

شاهد أيضاً