وقال بيرلموتر، وهو نائب رئيس الكلية الدولية للجراحين، في تصريحات لشبكة “سي بي أس” الأمريكية، إن كل الكوارث التي رأيتها مجتمعه في 40 مهمة على مدى 30 عاما، من حياتي، بينها زلازل وغيرها، لا تعادل مستوى المذبحة التي رأيتها ضد المدنيين في غزة، في أسبوعي الأول فقط هناك”.
وأضاف: “الضحايا المدنيون أغلبهم من الأطفال تقريبا، ولم أر هذا من قبل، رأيت أطفالا محترقين أكثر مما مر علي في حياتي كلها، وهناك أطفال ممزقون وأجزاء مفقودة من أجسادهم، أطفال سحقتهم المباني، وانفجارات القنابل، وانتزعت شظايا بحجم إبهامي من أطفال في الثامنة من العمر، فضلا عن رصاص القناصة، وبعضهم قتلوا برصاصتين”.
وأوضح الجراح العالمي: “لدي طفلان وثقتهما، أصيبا برصاصة قناص في الصدر بشكل دقيق، لدرجة أنني لم أستطع وضع سماعة الطبيب على القلب لسماع النبض بشكل أكثر دقة، وعلى جانب الرأس مباشرة لأحد الأطفال، لا يمكن إصابة طفل صغير برصاصتين عن طريق الخطأ من قبل أفضل قناص في العالم، هذه طلقات نارية في مركز الجسم”.
ونقلت الشبكة عن أن أكثر من 20 طبيبا في غزة، تحدثوا مؤخرا، عن إصابة الأطفال في غزة بطلقات نارية مركزة، وأشارت إلى أن أحد الأطباء الأمريكيين، كشف أنه راجع صور الأشعة المقطعية لتأكيد ما عاينه من إصابات خاصة وأنه لم يصدق أن العديد الكبير من الأطفال يمكن إدخالهم إلى مستشفى واحد وهم مصابون بطلقات نارية في الرأس.
وقال بيرلموتر، “لا يمكن قياس الجرح النفسي الذي تعرضت له، كيف تتحول إلى يتيم وتشاهد عائلتك تذوب وتتمزق أمامك، كيف يمكنك إصلاح ذلك؟.. لا يمكن إصلاح ذلك على الإطلاق”.
ولفتت الشبكة إلى أن الأطباء ابتكروا مصطلحا، لوصف الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أفراد أسرهم، بالاختصار WCNSF Wounded Child No Surviving Family ” طفل مصاب ليس له أسرة على قيد الحياة”.
وفي الشهر الماضي، تحدث أطباء أمريكيون آخرون في واشنطن العاصمة، وكرروا نداءات الدكتور بيرلموتر للمساعدة، وقالت الدكتورة فيروز سيدوا: “لقد وصفنا الأمر بالكارثة والكابوس والجحيم على الأرض، إنه كل هذا، وأسوأ من ذلك”.
وقالت الدكتورة زينة صالح: “لم يكن لدينا حتى مطهر لليدين أو كحول أو صابون معظم الوقت”.
وقدم أطباء للشبكة شهادات بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، حيث يخطط البعض للعودة مرة أخرى إلى غزة، وقال أحدهم وهو مقيم في فرجينيا: “نرى جميعا طلقات نارية في الولايات المتحدة، لكننا لم نر قط شيئا مثل طلقات الرصاص التي تصيب الأطفال في غزة”.
وقال طبيب تخدير آخر مقيم في فرجينيا، إنه خلال الأسبوعين اللذين قضاهما في غزة، رأى جروح طلقات نارية فردية تصيب الأطفال بشكل يومي وخمن أحد عدد الحالات لا يقل عن 30 طفلا.
وأشار أحد الأطباء المقيمين في شيكاغو إلى أنه: “اعتقدت أن هؤلاء الأطفال كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، مثل بعض الأطفال الذين نعالجهم في شيكاغو للأسف، ولكن بعد المرة الثالثة أو الرابعة، أدركت أن الأمر كان متعمدا، فقد تم إطلاق الرصاص على هؤلاء الأطفال عن قصد”.