تُصر جماعة الاخوان المسلمين بكل أذرعها الإعلاميّة والميدانيّة بما فيها قناة الجزيرة التي يمتلك اليهود في رأس مالها ما نسبته 51% وحركة حماس وكل من لف لفيفهم هجومهم المنظم على السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة ويركزون هجومهم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدعواته المتكررة لحل الصراع بالطرق السلمية دون اللجوء للعنف ومخاطبته العالم باللغة التي يفهمها هذا العالم مما أكسبه شعبية عالمية، بينما خسر شعبيته المحليّة، وعندما وجه كلماته للمجتمع الدولي وطالبهم بالحماية هاجمته حماس والجزيرة والإخوان وجعلوا كلمته مدعاة للسخرية على الرغم من قلة الإمكانيات العسكرية التي تمتلكها السلطة.
أبو مازن يعلم علم اليقين ما هي النتائج الخطيرة التي ممكن أن تترتب على إنخراط السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة في المواجهات وخاصة أنها ترسخ تحت الاحتلال وحصاره ويعرف الاحتلال أدق التفاصيل عنها ولا يمكن لها أن تُدخل صباع لبان بدون فحصه والتدقيق فيه.
وعلى النقيض تُبرِئ جماعة الإخوان وحماس والجزيرة، حزب الله وزعيمه حسن نصر الله من عدم الدخول في حرب مع الاحتلال بل ويشكرونه على عقلانيته وعدم إدخال لبنان في هذه المعركة رغم إنتظار العالم الإسلامي بفارغ الصبر خطاب نصر الله والذين إعتقدوا بأنه سيعلنها حرب مفتوحة، إلا أنه خيَّب الآمال لدى الجماهير المنتظرة له، الجمهور الإخواني وحماس والجزيرة وإعتبروه مهداة من الله لعدم تدخل لبنان في إنقاذ غزة رغم إمتلاكه لمضاد الطائرات وصواريخ تضرب حيفا ولطائرات مسيرة يمكن إستخدامها لأشهر طويلة وأسلحة متطورة وعمق جغرافي ودعم إيراني لا محدود.
حقاً إنها مواقف مُتناقضة، وحقاً إنها الكيل بمكيالين وفقاً للمصالح الحزبية المقيته..