يُطلق على نتنياهو ” ملك إسرائيل “حيث خدم كرئيس وزراء مدة تزيد عن 15 عاماً ، و خلال خدمته لم يحقق أي نتائج لمصلحة إسرائيل ، لكنه في المقابل ابدع في التنكيل و الإجرام بحق الشعب الفلسطيني بلغة الانتقام الشخصي لاخيه يوناتان الذي قتل عام 1976 في عملية عنتيبي و ليس ضمن خطة و اهداف سياسية لمصلحة اسرائيل ، و لم يترك جريمة إلا و ارتكبها بما فيها قتل رابين ، و بعد العدوان الأخير على غزة والمعروفة بحرب الابادة الجماعية استحقّ لقب ” هتلر جديد” و بحكم العالم مجرم حرب .
ما كان يصلح للاجيال السابقة لا يمكن منطقيا أن يتوافق مع فكر الاجيال الحالية الناشئة في العالم الحر حيث التكنولوجيا و التي فيها وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من إعلام نتنياهو و الصهيونية العالمة لا تستطيع التغطية على الجرائم الاسرائيلية كما تم سابقا في مجزرة دير ياسين و كفر قاسم و بحر البقر و غيرها ، فصور الأطفال الفلسطينيين مقطوعة الرؤوس و المحروقة و جثث النساء و الشيوخ و الاطباء و الصحفين و قتل عشرات الالاف من الأبرياء المدنين و العاملين الدوليين في غزة جعل الشوارع العالمية في حالة غليان و ظهر الارهاب الحقيقي ارهاب الدولة التي يقودها نتنياهو جلياً ، و اصبحت اسرائيل و قادتها زعماء الارهاب بلا منازع ، و خداع الناس لا يمكن ان يستمر للابد كما قال أبراهام لينكون : بإمكانك أن تخدع بعض الناس كل الوقت وبإمكانك أن تخدع كل الناس بعض الوقت ولكن ليس بإمكانك أن تخدع كل الناس كل الوقت.
خطاب نتنياهو الأخير في الكونجرس الأمريكي الذي كانت سمته الغالبة الكذب و الخداع ، ظهر بوضوح كغريق يحاول النجاة و تحسين صورته و تعزيز قوته باستخدام اسياده الصهاينه في الكونجرس الأمريكي الذين ظهروا انهم يصفقوا ليس لشخصه و انما لطفلهم المدلل ” اسرائيل ” ، و لحمايتها من محاكم جرائم الحرب الدولية مما اشعل العالم و الشارع الأمريكي لمجرد استقباله كمجرم حرب مقدس لهم و التصقت بهم بشكل لايقبل الشك انهم شركاء حقيقين في حرب الابادة الجماعية التي يقودها نتنياهو في فلسطين ، و ثبت ذلك من قرار مئة شخص من اعضاء الكونجرس الذي غابوا و رفضوا ان يوصفوا داعمين لمجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية .
مهما حصل من دعم أمريكي له فانه من الصعب ان يستمر في حكمه وخداعه حيث ان المستقبل اصبح معتم له وعصره انتهى و فقأ للنقاط التالية :
اولا : بمجرد موافقته على انتهاء العدوان على غزة سيتعرض نتنياهو لازمات من عدة اتجاهات حيث سيخسر شركاءه الارهابيين مثل سموترتش و بن غفير و يسقط هو و حكومته ، ورغم عدم اعترفه بالمسؤلية عن نجاح المقاومة في السابع من اكتوبر و حملها لغيره و للجيش الاسرائيلي و قادته وهو من طلب دعم حماس و اكد عدة مرات إنها مردوعة ، سيتم التحقيق في ذلك و ادانته .
ثانيا : في حال استمر في الحرب سينهار الاقتصاد كما انهار جيشه في السابع من اكتوبر، بل ستستمر خسائر اسرائيل في كل الجبهات و سيجلس لإحصاء خسائره ، دون النظر لحجم دماره للطرف الاخر سواء المقاومة في غزة او لبنان او اليمن او العراق ، و ان فُتحت الحرب الاقليمية قد تكون نهاية اسرائيل على يده ، ويجد جنود حزب الله في الجليل و حيفا بلا ميناء و تل ابيب بلا مطار ، حيث انه بعد عشرة اشهر من العدوان على غزة لم يحقق نتنياهو اي هدف من اهدافه المستحيلة التحقيق بل تستمر اسرائيل في خسارتها على كل الجبهات ، و معظم الاسرائيليين يتساءلون ما هدف استمرار الحرب على غزة ؟ و ماهي مصلحة اسرائيل في فتح حرب جديدة مع حزب الله في لبنان و مع ايران و مع اليمن ، لماذا لا يوقف تلك الحرب ؟ و التي بوقفها تكون إسرائيل حافظت على وجودها و اعادت أسراها وحمت جنودها ، و وجودها اصبح حقيقة مهدد في حال نشبت حرب اقليمية مع الدول المذكورة ، و هو يريد ان يستمر في ايجاد ازمات و حروب تُشغل اسرائيل عنه و يدخلها بحرب خارجية و داخلية طاحنه له و لحكمه يقودها مؤيديه و معارضيه و لن يبقى جالسا على كرسي الحُكم طويلا .
ثالثا : من سابع و عاشر المستحيلات ان ينجح نتنياهو في إعادة إنتاج نفسه كشريك للعرب و المسلمين فيما يسمى محور أبراهام او الناتو العربي ضد ايران ، ولو افترضنا أن الأنظمة المطبعة و التي رسنها بيد امريكا تتعامل معه بشكل مباشر او غير مباشر الا انها لن تستطيع أن تسوقه وتفرضه على شعوبها التي شاهدت قتله و جرائمه ضد اخوانهم في فلسطين و اصبح ليس عار لهم امام شعوبهم و يهدد عروشهم بل وصم نفسه بمجرم حرب عالمي وقاتل الأطفال والنساء والشيوخ وقائد الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني و لن تفتح له اي ابواب لتلك الدول الصديقه و المعادية لإسرائيل و سيخجل الجميع امام شعوبهم و شعوب العالم من التعامل معه ، بل و سيكونوا مجبرين على تسليمه للمحكمة الجنايات كمجرم حرب و وقف الحرب والعدوان الذي استحقّ و آت قريبا لا محالة وعندها سيتم البدء في اجراءات ملاحقة نتنياهو محليا وعالميا.
رابعا : بايدن الذي دعمه خسر حكمه و انسحب لصالح حزبه و بلده فهل تقبل إسرائيل استمرار الخسائر بوجوده في اي موقع سياسي ، بالتاكيد لا و المرجح اما اعتقاله بسبب فساده داخل إسرائيل او التخلص منه باي طريقة كانت .
خامسا : نتنياهو و اليمين المتطرف من شركاءه ساهم في اسقاط سمعة إسرائيل ، و نتنياهو في عهده سقط جيشه الذي لايقهر بعد نجاح عملية السابع من اكتوبر و ما يتم من خسارة في الجنود و الضباط في معارك غزة اليومية .
سادسا : نتنياهو قاد و لاول مرة اكبر شرخ داخل المجتمع الاسرائيلي باعتدائه على القضاء الإسرائيلي لحماية نفسه ، و ورط اسرائيل في عدة جبهات من غزة إلى لبنان إلى اليمن و العراق و ايران و حتى مع روسيا .
سابعا : في خطابه امام الكونجرس و في سلوكه العام اهمل قضية المخطوفين لأجنداته الشخصية و لم يقدم اي اقتراح او حلول ما بعد الحرب العبثية على غزة .
ثامنا : كشفت زيارته لأمريكا عن خلافات حادة مع المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأمريكية كاميلا هارس و التي قالت له لن نصمت على الإفراط في قتل المدنيين ، و هذا يدلل أن الحزب الديمقراطي قرر أن يستقطب الملايين من الامريكين الذين خرجوا في معظم الجامعات الأمريكية و معظم مدنها ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو والذي وصفهم انهم معادون للسامية و ارهابين يتلقوا الدعم من ايران ، و ادرك الحزب الديمقراطي مشاركة نتنياهو و بن غفير و امثالهم في دعاية الحزب الجمهوري و مرشحهم ترمب و الذي بالغ في مدحه و انه نقل السفارة الأمريكية للقدس و اوقف الدعم للانروا ، و هاجم بايدن بخباثة والمح لتأخير بايدن و الحزب الديمقراطي شحنات الأسلحة لإسرائيل.
عصر نتنياهو انتهى مهما اظهرت استطلاعات الرأي و الكل يدرك ان قيادات اسرائيل لا تنتخب بل يتم تعينها و تكون بيد الدولة العميقة الصهيونية العالمية سواء داخل اسرائيل او خارجها و الانتخابات شكلية و عملية اخراج مفضوحة فمن قتل رابين و شارون قادر على شطب نتنياهو و بن غفير و سموترتس إذا كان الخطر وجود اسرائيل .