الدولة الواحدة والزرع!

بكر أبوبكر
بكر أبوبكر

في حوار مع الأخ أبونَمِير -وهو أحد نشطاء التواصل الاجتماعي والمؤثرين فيه والمشهور على منصة (تكتك) الشبابية- حول موضوع فلسطين الدولة الواحدة، أم ما يتم تداوله تحت عنوان (حل الدولتين)، والذي هو بالحقيقة تحقيق استقلال دولة فلسطين القائمة (1967م) ولكنها محتلة بحسب المصطلح الأوفى غرضًا.
الموضوع أثار جدالًا فكريًا ونقاشًا نظريًا حول المفهومين النظريين كما أفاد أبونمير في أحد البثوث على المنصة فكان رأيي أن
الحرية الفكرية ضرورية والتعبير عنها مطلوب لاسيما ان شعار المقاومة أو الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح الأول هو الدولة الديمقراطية للجميع.
أما عن صلاحية الشعار عن عدمه اليوم ففي الموضوع نظرٌ حيث أنه في ظل فهم المرحلية والواقعية السياسية يجب القيام بما هو أولى أو اسبق (لاتتم الصلاة الا بالوضوء) لذا فان نصل بالعالم لقبول حل تحقيق استقلال دولة فلسطين، المحتلة (١٩٦٧م) ليس مجهودا عبثيا مطلقا.
تحقيق استقلال الدولة المحتلة هو الهدف اليوم والواجب تحقيقه.
ولأن الهدف الأسمى هو كل فلسطين لكن ديمقراطية مدنية لكل الطوائف والأديان، فإنه بعد تحقيق استقلال دولة فلسطين المحتلة حاليًا على (المتاح من الأرض) يجب إعادة الضم للكتلتين الجغرافيتين من أرض فلسطين، وليكن الشكل اللاحق رهين المستقبل القادم.
أما طرح فكرة الدولة الواحدة الآن بمعنى لنناضل من أجلها الأن (بمواجهة عدم تحقيق استقلال دولة فلسطين القائمة لكن المحتلة على أرض 1967م) فهذا ضعف وهروب من استحقاقات وصلنا لها بنضالاتنا الطويلة والتي آمن بها العالم. وتغييرها هكذا ليس سياسة بتاتاً بل طوباوية وطرح نظري يضرب الزرع النضالي الذي بدأ أوان حصاده بإذن الله.
وفي هذا الأمر دعونا نتساءل هل مَن لايستطيع الحصول على الجزء (بعد مشوار اعتراف عالمي كبير بذلك بنضالاتنا) يستطيع الاستدارة 180 درجة ليقول: أريد الكل؟!
إنها ليست لعبة يا سادة وما هي مناظرة فكرية بحته! كما انها ليست خيارًا من متعدد متاح بتاتًا.
وهل الصهاينة أو اليهود في فلسطين “الإسرائيليون اليهود”حين لايعترفون لك بالجزء سيعترفون أن تشاركهم الكل؟! وأنت لا تملك شيئًا حتى الآن؟! وهم يقضمون هذا الجزء يوميًا؟!
وكيف لعالم خلق “اسرائيل” عمدًا لضرب الأمة أن يقبل لك الأن أن تدمر “اسرائيل” كليا (مفهوم الدولة الواحدة؟! كما يفهمه الغرب الاستخرابي وغلاة المتشددين بالمجتمع الإسرائيلي)؟!
الخلاصة نحن وطننا وأرضنا هي فلسطين أي كل فلسطين.
وقرار التقسيم عام 1947 واضح فلقد أقر قيام دولتين (سياسيتين) على “ارض”فلسطين. إن فلسطين أرضنا مهما كان ساكنها الغازي وستظل.
وبنضالنا الحالي ودعم الأمة وأحرار العالم يجب أن ننتزع الجزء. ونفهم المعادلة وصولًا لمستقبل قادم يضم كل وطننا، أرض فلسطين.

شاهد أيضاً