د.رعد هادي جبارة: هنيئاً ياهنية لك الشهادة

د. رعد هادي جبارة

بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}
سورة السجدة/الآية٢٢
يعتبر القيام بعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداء سافرا على سيادة دولة مستقلة وعضو في منظمة الأمم المتحدة وبالتالي فإن اغتيال ضيف مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الايراني الجديد بحضور ٣٠٠ ضيف ووفود رسمية من أنحاء العالم؛انتهاك كبير لميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

والجدير بالاهتمام أن عملية جبانة كهذه تمت غدراً و تحت جنح الظلام بعد أن فشلت قوات الاحتلال من ثني القيادة الفلسطينية المقاومة على الأنصياع لمطالبه والتراجع عن مقاومة الغزاة المحتلين، رغم مرور300يوم من الحرب الشرسة وغير المتكافئة مع حفنة من الرجال الأشداء الاشاوس المدافعين عن أرضهم وعرضهم في شريط حدودي ضيق وصغير وقفوا صامدين بوجه أعتى جيش معتدٍ وغاصب مسلح بترسانة عسكرية أمريكية واوربية ومتصل بأضخم قوة وأعتى جيش لأكبر قوة في العالم.

هذا الشهيد الكبير انضم إلى كوكبة من ٢٤ شهيدا من أبناء عائلته سبقوه إلى جنة الفردوس في غزة ولم تنثن عزيمته.

إن العربدة الصهيونية يجب أن يوضع لها حد، ولابد من التصدي لها بعد أن وصلت إلى كسر الذراع وليس فقط ليّ الذراع.

والمتوقع أن تزداد عمليات المقاومة شدةً ونوعيةً وتدخل في منعطف حاد و تسرّع في نهاية هذا الكيان المصطنع ومحوه من الوجود.

وسيدرك الصهاينة أن دماء الشهيد الكبير إسماعيل هنية ستكون وقوداً لإشعال مشعل المقاومة في أرجاء الأراضي المحتلة ونهضة الشعوب العربية والاسلامية.

وهناك حاليا اجتماعات معقودة ومشاورات على مستوى عال بين القيادات العسكرية و الامنية والمجلس الأعلى للأمن القومي ولجنة شؤون الأمن القومي في البرلمان الايراني،من ناحية،وهناك تنسيق بين قيادات محور المقاومة في الشرق الاوسط،ستتمخض عن قرارات مهمة وخطوات انتقامية مدروسة ومركزة وموجعة،تستهدف منشآت حيوية وشخصيات مهمة من الكيان المحتل لتكسر أنوفهم بل و رقابهم.

وكما قال الإمام القائد السيد علي الخامنئي فإن:[الشهيد هنية قد حمل روحه الغالية في كفّيه لسنوات طويلة في ساحات النضال الشريف، وكان مهيّئًا نفسه للشهادة، وهو الذي قدّم أبناءه وذويه في هذا النهج. لم يكن يخشى الاستشهاد في سبيل الله وإنقاذ عباد الله].
مؤكداً:
[لقد اغتال الكيان الصهيوني المجرم و الإرهابي ضيفنا العزيز في بيتنا، وأفجع قلوبنا، لكنه أعدّ لنفسه أيضاً عقابًا قاسيًا.ونحن نعتبر الثأر لدمه في هذه الحادثة المريرة والصعبة، التي وقعت في حرم الجمهورية الإسلامية، واجبًا علينا].
إذا مات منّا سيدٌ قام سيدٌ
قئولٌ لما شاء الجهاد فعولُ

 

باحث ودبلوماسي سابق

شاهد أيضاً