السياسي – شارك الآلاف في تشييع القيادي الكبير في “حزب الله”، فؤاد شكر، المعروف بـ “السيد محسن”، في موكب ضخم انطلق من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى روضة الحوراء زينب في الغبيري.
وتقدم مراسم التشييع حشد كبير من عناصر “حزب الله”، إلى جانب حضور شخصيات دبلوماسية رسمية وسياسية وعسكرية ووزارية ونيابية، بالإضافة إلى قيادات حزبية وفصائل فلسطينية وعلماء دين.
وقبل الصلاة على الجثمان، أطل الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله، حيث ألقى كلمة قال فيها إن “هدف العدو بشكل أساسي وكما أعلن هو اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد محسن، تم استهداف مبنى في حارة حريك، هذا التفصيل لأن له علاقة بالموقف لاحقاً، تم استهداف مبنى مدني مليء بالسكان، العائلات، رجال، نساء، اطفال، في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، أدى هذا العدوان إلى استشهاد وارتقاء شهداء سبعة”.
وتابع: “العدو أعطى عنوان لِعدوانه على الضاحية، حيث أن ما حصل في الضاحية هو عدوان وليس فقط عملية اغتيال بل عدوان، دعوني أقول ذلك من الآن، أولاً: هناك اعتداء وقصف للضاحية الجنوبية، ضاحية العاصمة هذا أولاً، اثنين: هناك استهداف مباني مدنية وليس قاعدة عسكرية أو ثكنة عسكرية، ثالثاً: حصل قتل مدنيين هم نساء وأطفال، رابعاً: حصل استهداف لقائد كبير في المقاومة”.
وأضاف: “اعتبر أن هذا رد على مجدل شمس، وأعطى عنوانا لشهيدنا القائد الكبير والعظيم، أنه هذا قاتل أطفال مجدل شمس، وهذا أكبر تزوير وتضليل يجري في هذه الأيام، في حادثة مجدل شمس هناك صاروخ سقط في البلدة، نحن نفينا بشكل قاطع مسوؤليتنا عن هذا الحادث، ونحن نملك شجاعة أننا لو قصفنا أي مكان أن نتحمل المسؤولية حتى ولو كان خطأً…، نحن تحقيقنا الداخلي الدقيق أدانا إلى هذه النتيجة، نحن لم نصدر البيان مباشرة، بل انتظرنا ساعات حتى تأكدنا من جهتنا، لكن للأسف الشديد العدو سارع إلى توجيه الاتهام ونصّب نفسه مدعياً عاماً وقاضياً وجلاداً، ولم يُقدم أي أدلة، وطبعاً الأمريكان والغرب وبعض الفضائيات العربية القبيحة والرذيلة سارت معه وسوقت له بهذا الادعاء، وكان هذا الادعاء هادف، لأن الفرضية الثانية التي هي مطروحة بقوة، وقدمها العديد من الخبراء الاستراتيجيين العسكريين واستدلوا عليها، واستدلوا على نفي الاتهام للمقاومة، هذه الفرضية الثانية وهي سقوط صاروخ اعتراضي في داخل مجدل شمس”.
وأكد نصر الله أن “الاتهام هو اتهام ظالم وغير مقبول ومرفوض وهادف ومُضلل، طبعاً هو يهدف إلى الإساءة، ليس إلى إيجاد غطاء لِقتل السيد محسن أو الاعتداء على الضاحية، هم ليسوا بحاجة لا إلى حجة ولا إلى ذريعة ولا إلى دليل، لكن استفادوا من هذا الاتهام، لكن الهدف الأصلي من الاتهام، أولاً: تبرئة جيش العدو لأنه في ذالك الوقت كان هناك مواجهات على الحدود وأُطلق عدد كبير من الصواريخ الاعتراضية. ثانياً: الفتنة، الفتنة بين أهل الجولان ومعهم كل أحبائهم من طائفة الموحدين الدروز الكريمة والمقاومة، وخصوصاً الطائفة الشيعية الكريمة”.
وقال نصر الله: “نعم هنا نحن ندفع ثمن جبهة إسنادنا لِغزة، ندفع ثمن إسنادنا لغزة وللشعب الفلسطيني ولِتبنينا للقضية الفلسطينية ولدفاعنا على المقدسات هذا صحيح، وهذا ليس أول ثمن، في هذه المعركة ارتقى لنا حتى الآن المئات من الشهداء المجاهدين والمدنيين، وبعض هؤلاء الشهداء من القادة الذين تكلمنا عنهم سابقاً”.
وأوضح أن “حقيقة الأمر نحن أمام معركة كبرى تجاوزت فيها المسألة مسألة جبهات الإسناد، هناك معركة في غزة، هناك معركة في جنوب لبنان، هناك معركة مفتوحة في اليمن وحتى في العراق، لأن كل هذا يتزامن مع بعضه، تُقصف الحديدة في اليمن وتقصف جرف الصخر أمس أو أول أمس في العراق ويُقتل القائد إسماعيل هنية في طهران ويُقتل القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، هذه لم تعد جبهات، بل هذه معركة مفتوحة في كل الجبهات، ودخلت في مرحلة جديدة”.
وعلق على بيان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية قائلا: “هؤلاء يتصورون أنهم يقتلون القائد إسماعيل هنية في طهران وإيران تسكت، لهجة بيان سماحة السيد القائد (حفظه الله) أقوى وأشد حتى من بيانه وخطابه يوم العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق واستشهاد القائد الحاج زاهدي أشد”.
وتوجه لإسرائيل بالقول: “افرحوا واضحكوا قليلاً، اضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً، لأنكم لم تعرفوا أي خطوط حمر تجاوزتم وأي نوع من العدوان مارستم وإلى أين مضيتم وذهبتم، ولذلك نعم نحن من أجل أن يعرف العدو والصديق، نحن في كل جبهات الإسناد الآن دخلنا في مرحلة جديدة مختلفة عن المرحلة السابقة، وأيضاً يتوقف تصاعدها على سلوك العدو وعلى ردات فعل العدو. اليوم هو الذي يجب عليه أن ينتظر، أن ينتظر غضب الشرفاء في هذه الأمة، ثأر الشرفاء في هذه الأمة، انتقام الشرفاء في هذه الأمة لكل هذه الدماء المظلومة”.
وشدد على أن محور المقاومة دخل في مرحلة شديدة وقال: “دخلنا في مرحلة جديدة، الضغط على كل الجبهات من أجل أن تستسلم المقاومة في فلسطين هي لن تستسلم، هذا موقف قيادات حماس بعد شهادة القائد هنية واضحة، لأنّ هدف نتنياهو هو أن حماس في غزة تأتي وتقول له تفضل ها هم الأسرى وهذا سلاحنا وقم بما تريد في غزة وخطط لليوم التالي ونحن استسلمنا، هذا ليس واردًا على الإطلاق، لا الاستسلام في غزة ولا الاستسلام في لبنان ولا الاستسلام في اليمن، هذا غير وارد على الإطلاق”.
وعلق على خطاب نتنياهو في الكونغرس قائلا: “أكبر مشهد وفيلم نفاق ودجل وعلو وإستكبار شهده العالم هو مشهد نتنياهو يخطب في الكونغرس والأميركيون يُصفقون له، هل يوجد كذب أكبر من هذا؟ هل يوجد دجل أعظم من هذا؟ هل يوجد نفاق أكبر من هذا؟ هل يوجد تضليل أكبر من هذا؟ كل هذه الضغوط لن تنفع، إذا كان يوجد من يهتم في هذا العالم أن لا تذهب المنطقة إلى ما هو أسوأ وما هو أكبر، عليهم جدياً أن يضغطوا ويُلزموا ”إسرائيل” بِوقف عدوانها على غزة، لا يوجد كلام آخر، لو قتلتم من قتلتم، ودمرتم ما دمرتم وأعلنتم حرباً هنا وهناك، وذهبتم إلى أبعد الحدود وتجاوزتم كل الخطوط الحمراء بِمعزل عما نفعل نحن، لن يكون هناك حل سوى بوقف العدوان على غزة”.
وحول الجبهة في الجنوب لبنان التي يسيطر عليها الهدوء منذ يومين، قال :”يجب أن نفك بين أمرين، العودة إلى العمل بشكل طبيعي في جبهة الإسناد اللبنانية، وهذا سيعاد إليه منذ صبح الغد إن شاء الله، سنعود كما كُنا قبل استشهاد السيد فؤاد، ورتبنا إدارتنا وقيادتنا وكل شيء من هذا القبيل، ولا مشكلة لدينا على الإطلاق وسنعاود هذا العمل الإسنادي”.
وتابع: “العنوان الثاني، ولكن هذا ليكون بالعلم وواضح، العنوان الثاني هو رد على هذه الجريمة، هذه الجريمة التي صنفتها، الاعتداء على الضاحية، قتل المدنيين من نساء وأطفال، وقتل واغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر، هذا بالنسبة لنا لِكل من يُناقشنا في العالم ويتصلون بنا ويتكلمون وما شاكل، هم يعلمون أن المقاومة لا يمكن إلا أن ترد، هذا محسوم ولا نقاش فيه”، وأضاف: “على العدو ومن خلف العدو أن ينتظر ردنا الآتي حتماً إن شاء الله، على العدو ومن خلف العدو أن ينتظر ردنا الآتي حتماً إن شاء الله، لا نقاش في هذا ولا جدل، وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”.
وأكد أن “هذه المقاومة، محور المقاومة اليوم الجديد فيه منذ سنوات طويلة وهذا يجب أن نحفظه جميعاً، هو يُقاتل بغضب وبعقل، يُقاتل بغضب وبحكمة وبشجاعة وبجرأة ويملك القدرة، ولذلك نحن الذين نَمشي ونختار، لا أقول نحتفظ لأنفسنا بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، كلا، أبداً، نحن سنرد، هذا محسوم، وعليهم أن ينتظروا، وعليهم أن ينتظروا، الأيام والليالي والميدان، بالنسبة إلينا كما كُنا نقول سابقاً الآن القرار في يد الميدان، والميدان هو الذي يعرف ظروفه وفرصه ونحن نبحث عن ردٍ حقيقي، وليس عن ردٍ شكلي، كما يُحاول البعض أن يُفلسف الأمور، بل نحن نبحث عن ردٍ حقيقي وعن فرصٍ حقيقية، وعن ردٍ مدروس جداً، وأكتفي بهذا المقدار”.
وختم متوجها لإسرائيل بالقول: “نحن نقول للصهاينة، إذا كنتم تُريدون من خلال قتل القادة وترهيب الناس وقتل الرجال والنساء والأطفال أن تُسقطونا وأن تمحوا ذكرنا وأن تُنهوا معركتنا، أنتم مُشتبهون، نقول له كما قالت سيدتنا زينب (عليها السلام): “فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك”، اذهب وافعل ما شئت يا نتنياهو، أنت والأميركيين الذين هم بظهرك، بايدن أو هاريس أو ترامب أو أياً يكن، الأميركيون كلهم مثل بعض يا إخوان، كلهم مثل بعض، ”فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَ اللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها، وهل رأيك إلا فَنَد (هذه هي خططك؟) وأيَّامك إلا عدد، وجمعُكَ إلا بَدَد”، هذا الجمع إن شاء الله سَيُبدده الله ورجال الله في كل الميادين”.