بعد كل هذا الخراب الذي نراه في غزة، وبعد كل هذه الدماء والأشلاء .. كل يوم مذبحة مروعة ووحشية حتى كان آخرها مذبحة مدرسة التابعين في صلاة فجر اليوم، والتي راح ضحيتها أكثر من 150 شهيدًا .. رأينا الأزهر الشريف يصدر بيانا، مجرد بيان، الأزهر الذي كان يقود الجماهير ضد الاحتلال، كما رأينا ردود أفعال المؤسسات العلمائية باهتة، مجرد بيانات، لا تواكب الموقف ولا تعبر عن حقيقة الشرع، ولا تقوم بواجب نصرة المستضعفين.
بعد كل هذا، فإنني أدعو – إبراء للذمة – أن يتنادى العلماء الأحرار في الأمة ويتجمعوا تحت عنوان: “علماء من أجل الطوفان”، وأعني بالعلماء: العلماء الربانيين الذين ليس لهم سقف إلا السماء، “الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله”، فقد شبعنا من البيانات الباهتة البائسة التي تناشد المجتمع الدولي بالتدخل، وهو الذي يقتلنا ليلا ونهارا، ويذبحنا من الوريد إلى الوريد؛ فالطوفان ليس مجرد معركة وإن طال زمنها، وإنما هي مرحلة جديدة نحو التحرير والتغيير، وتستوجب نوعية من العلماء تليق بها!
المسلمون في كل مكان يتطلعون لدور علمائي مواكب للحدث، ومعبر عن حقيقة الشرع، دور مؤثر في حشد الجماهير المسلمة التي تعاني من حالة شلل وعجز تنتظر من يقودها، دور مغير في الواقع يقوم بدوره المنوط به في التبليغ والتحشيد، والأفعال مع الأقوال، والتحرك على الأرض مع الظهور على الشاشات.
لقد تعطش ملياران من المسلمين في العالم طويلا أن يروا علماءهم في المقدمة، وفي الميدان، وآن لهم أن يفعلوا.
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.