رد حزب الله… وحرب لبنان وإنهاء الإسلام السياسي

عصام ابو بكر
عصام أبوبكر

 

بعد إنتظار لأسابيع علي إغتيال فؤاد شكر الرجل الثاني في الحزب جاء رد حزب الله بإستهداف قاعدة غيلوت للمخابرات العسكرية الإسرائيلية ب 340 صاروخ من طراز كاتيوشا بالإضافة الي عشرات المسيرات التي يقول الحزب أنها أصابت أهدافها مباشرة وأن الصواريخ التي إطلقت كان الهدف منها إشغال الدفاعات الجوية الإسرائليه حتي تستطيع المسيرات العبور داخل اسرائيل وضرب هدفها ووهو قاعدة ” غليوت ” وتعتبر قاعدة استخباراتية ترتكز على العمل في مجال جمع المعلومات وتحليل البيانات، وفيها مركز كبير للعمليات السيبرانية، وتعتبر مقر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” وهي أيضا مقر الوحدة 8200 الاستخباراتية والتي تعتبر أقوى أذرع “الموساد”.والتي يعتقد أنها المسؤولة عن أغتيال فؤاد شكر

وما حدث حاليا من ضربات بين إسرائيل وحزب الله مازال في حدود قواعد الأشتباك فكما توقعت في مقال سابق أن اسرائيل ستقوم بضربة إستباقية في حال رصدت اي تحركات لحزب الله علي الحدود الشمالية وقد حدث ما توقعته فقد قامت اسرائيل بهجوم إستباقي من 100طائرة إسرائيلية و200 غارة جوية وقامت بضرب منصات صواريخ لحزب الله قبل انطلاق العملية بنصف ساعة مما يفيد بوجود معلومات إستخبارية بتوقيت العملية ولولا هذه الضربة الإستباقية لكن رد الحزب أقوي وتأثير الضربة أعمق ،لكن كلا الطرفين أعلن انتهاء العمليات العسكرية ونجاح العملية في تحقيق أهدافها

وأعتقد أن ما حدث من ضربات بين إسرائيل وحزب الله هو بروفة أو حرب مصغرة لما سيحدث مستقبلا من حرب بين إسرائيل ولبنان وقد صرح رئيس الأركان الإسرائيلي بأنه يجب تغيير الوضع الأمني في شمال إسرائيل حتي يستطيع سكان الشمال الرجوع الي منازلهم وهي إشارة بأن حرب لبنان قد أقتربت حيث تمارس اسرائيل حاليا حربها في الجنوب اللبناني ووصلت إلى صور والبقاع وتنفذ أجندتها تدريجيا، وتستخدم سياسة المسح التدريجي وتوسع حربها بشكل متسلسل ولكن ربما يعتقد البعض أن الحرب الحقيقية هي ضرب بيروت لكن الواقع أن لدىإسرائيل سيناريو اهداف واضح وتسير عليه أساسه : اولا ضرب مواقع عسكرية لحزب الله وتنفيذ الاغتيالات وتنظيف الجنوب بشكل تدريجي لتسهيل دفع حزب الله للنزوح إلى ما بعد نهر الليطاني، وبعد إنهاء اخر مهمة في غزة ستشتد الضربات على لبنان وبقوة وستكون حربا حقيقية ،

فالحرب الحقيقة بين إسرائيل ولبنان لم تبدأ بعد لكنها قادمة فمن أهم أهداف 7 اكتوبر إنهاء الاسلام السياسي في الشرق الأوسط والعالم أجمع ،وكانت البدايه في غزه بالقضاء علي حماس وتدمير غزه وتهجير سكانها وكان القضاء علي حركةالاخوان المسلمين في مصر وهي العباءة التي خرجت منها كل حركات الأسلام السياسي في المنطقة هي المؤشر علي تغيير المخطط وانهاء كل حركات الإسلام السياسي في المنطقة وبداية حقبة سياسية جديدة خالية من حركات الإسلام السياسي وهذه المرحله الأولي وقد تم تنفيذها

يأتي بعدها المرحله الثانيه وهي ردع إيران واخفائها من المشهد السياسي العالمي وتكسير أذرعها في المنطقه، وعلي رأسها حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق ،فدور إيران من خلال أذرعها في المنطقه أصبح خطرا علي إسرائيل وبعض الانظمه العربيه وعلي رأسها السعوديه ، لذا ستتحالف كلا من اسرائيل والسعوديةفي القضاء علي أذرع ايران في المنطقه فهما يريدان الهيمنة على الشرق الأوسط وسيكونان حليفان قويان ضد إيران ،وقد نسجت اسرائيل تحالفاتها مع الدول العربية وأولها السعوديه ومع امريكا، وستاخذ أمريكا غزة قاعدة لها في الشرق الأوسط لتدعيم هذا التحالف ، فايران هدف قوي والقضاء على اذرعها حماس وحزب الله والحوثيين والمقاومة الإسلامية في العراق قد أن أوانها بالنسبه لأمريكا واسرائيل وحليفاتها من الانظمه العربيه وما 7 اكتوبر خلقت الا لذلك.

لذا ستقوم أسرائيل بضرب لبنان لكنها لن تكون حرب شامله و اعتقد انها لن تصل إلى حرب اقليمية أو دولية ،بل ستكون ضربات جويه كثيفه ومدمره وسريعه جدا وذات نقاط وأهداف معلومة ومحدودة ومهمة ،الهدف منها تدمير البنيه التحتيه للبنان من شركات مواصلات واتصالات وكهرباء وماء وضرب المطار في بيروت وضرب بعض المواقع في المخيمات الفلسطينيه، بالاضافه الي ضرب بعض المواقع لحماس في جنوب لبنان ومواقع لحزب الله في سوريا ومنازل لقادة في حزب الله في جنوب لبنان

كما ستقوم إسرائيل بعمل العديد من الاغتيالات لقاده حزب الله في جنوب لبنان وستكون هذه الضربات متتاليه وسريعه وذات أهداف محدده وستكون لعده ايام والهدف منها تدمير الضاحية الجنوبية مقر حزب الله وإبعاد حزب الله لما بعد نهر الليطاني ، فاسرائيل تعتقد أن حزب الله أصبح خطرا علي حدودها الشماليه فهذه هي المره الأولي التي تقوم فيها اسرائيل بتفريغ المستوطنات في شمال اسرائيل كل هذه المده حيث تم تفريغها من سكانها منذ 7 اكتوبر ،كما أن رد حزب الله لن يكون موجعا لإسرائيل فقد استنزف نفسه على مدار 9 شهور بدون فائده تذكر، فاسرائيل ليست لوحدها في هذه الحرب بل معها امريكا والغرب في تحالف كبير ،وهناك أموال عربية ستضخ لتحقيق الهدف وهو ضرب حزب الله في جنوب لبنان.

وسوف يعيش جنوب لبنان حالة جديدة تختلف عن غزة، فقد تمرست اسرائيل أساليب التدمير المحنك في غزة وجربت جميع أنواع الأسلحة والذكاء الاصطناعي وفعاليتها، .لكن غزه كانت الحلقه الاصعب بالنسبه لإسرائيل لأنها كانت حرب شوارع وحرب عصابات وفي مناطق ضيقه وذات كثافة سكانية كبيره جدا، ولكن الوضع يختلف بالنسبه للبنان فلبنان دوله ذات سياده لها اماكن سياديه معروفه ،ولن يجد اللبنانيون موقفا دوليا يستحق الذكر بقدر ما هو مطالب لضبط النفس وتحركات سياسية لا جدوي منها ولا طائل من وراءها ،فضلا عن أن دخول حزب الله الحرب في غزه لم يخدم حماس ولا قطاع غزه ولم يكن ضاغطا علي اسرائيل بقدر ما كان شو اعلاميا اكثر منه حرب حقيقيه علي ارض الواقع كما فتح الباب لإنهاء ما تبقى من لبنان.

شاهد أيضاً