رسالة من النازحين الي السنوار

الحاج يحيي السنوار أبو إبراهيم بعد التحية والسلام،
أرجو منك أن تتحمل سطوري إن إستطاعت سطوري أن تخترق جميع تحصيناتك لتصلك أينما أنت
أنا مواطن من مدينة كانت تسمى غزة ،من حي اسمه الرمال تم تدميره بالكامل ولم يبقى سوى ركام هذا الحي بسبب طوفانكم العظيم ،نزحت عدة مرات إلى أن وصلت مدينة دير البلح
أتمنى أن أكمل مقالتي قبل نزوح جديد يمنعني من إكمال وتنسيق سطوري وكلماتي .
أخونا أبو إبراهيم هل تعرف معنى كلمة نزوح ؟
النزوح ياعزيزي هو التنقل من مكان لمكان آخر تبحث عن الأمان المفقود في كل المدينة مصطحب معك أفراد أسرتك ومن جمعتك بهم هذه الظروف الاستثنائية والغير اعتيادية ،مصطحب أيضاً حاجياتك التي اصبحت بمثابة عفشك لكي تستطيع ان تصارع هذه الحياة القاسية الظالمة ..ومن ثمَ شراء خشب وشوادر لتصنع خيمة من النايلون لتستر عورات أسرتك تكلفة الخمية من 2500إلى 2000آلاف شيقل اي مايعادل 800دولار ووجب عليك عمل حمام لقضاء حاجتك تصل تكلفته من 1000 إلى 2000 شيقل حسب تشطيبك لهذا الحمام وحسب حجم برميل المياه المنوي شراؤه أي ما يعادل 500 دولار تقريباً،
لتعيش بعد كل هذه المعاناة في درجة حرارة تمكنك من الاستغناء عن أفران الطهي
وتأتي بعد ذلك الصعوبة الكبرى وهو أن تجد مكان لتبني فيه شاليهك الجديد …
“صدقاً”وقبل أن يسرقني الحديث وتلهيني سرد بعض التفاصيل ، أخونا أبو إبراهيم هل أخبرك أحد عن الإستغلال والإحتكار والفساد والبلطجة والسرقة والعربدة التي يتعرض لها المواطن،
ألا يحتاج ما يحدث للناس بسبب حركتكم الغراء إلى خطاب لتعزيز صمود المواطنين ، أو تغريدة تداوي بها جروح المكلومين أو كلمة مسجلة لتعزي فيها سكان القطاع فلقد ماتت عزيمتهم واستشهدت قدرتهم وبترت أطراف رزقهم لقد أنهكهم الجوع المرض والفقر الجرب العفن والذل قلة القيمة والإهانة ،لماذا تركتمونا وحدنا نصارع المجهول ؟
كل خطاباتكم وخطابات أصدقائك موجهة للخارج وللعالم فأين نحن من خطابتكم ماذا أعددتم لنا ..
أخونا أبو إبراهيم،
الاحتلال يمنع وصول المنظفات والشامبو والصابونة أخونا أبو إبراهيم ، لقد نهش الجرب أجسام المواطنين .
لقد أصبح الموت أمنية لسبب بسيط فلقد هزمت الناس من الداخل واليأس أصبح سيد الموقف أين نحن ذاهبون ؟أين أنتم بنا ذاهبون ؟؟
لم تعد هناك طاقة للتحمل فالوقت طال فكيف لكم بتعزيز صمود المواطن لقد قدمتم للمحتل مايريد على طبق من فضة فالجميع هنا يرغب بالرحيل والهجرة بسبب ما أوصلتمونا له
والمصيبة الكبرى والطامة الأكبر
مازلتم تمضون قدما” بنفس الطريقة والمنهج لم تغيرو من طرقكم .
استحلفك بدماء الشهداء أهل يجوز بعد كل هذه المجازر مناشدة العالم والمجتمع الدولي والعالم الإسلامي ..
ألا يكفي كل هذه الاستجدائات إرحمونا ارحمو اطفالنا وشيوخنا ونسائنا .
الجبهة الداخلية منهارة وتستحلفكم بالله أن تعترفو بأخطائكم ، ليس من العيب أن نخطئ العيب أن نستمر في أخطائنا وألا نعترف بها إذا استمرينا في التقدم وفق رؤيتكم وفي مشروعكم سنتعرض للإنقراض أو الفناء او الاندثار
أخونا أبو إبراهيم قطاع غزة الجميلة أصبحت أكوامً من الركام والحجارة فالقطاع أصبح
بلا مدارس بلا مستشفيات ولا شبكات كهرباء ولا صرف صحي الإنسان نفسه تم تهويده وفقد حبه للحياة تبددت أحلامنا وانتهت طموحاتنا ودب فينا الشعور (بالعجز واليأس)والله أعلم إلى أين سيصل بنا الحال مع هذا العدو ومع هذا العالم الظالم الذي لايكترث لما يجري لنا .
أخونا أبو إبراهيم اوجدو حلول بطرق مختلفة قبل الندم الكبير فكرو لمرة واحدة خارج كل الصناديق . فلقد تأخرتم في عملية العلاج كثيراً،
سامحكم الله على مافعلتم بنا فلقد قدمتمونا “قرابينا” لحسابتكم الخاصة وحسبي الله ونعم الوكيل .

شاهد أيضاً