ما يجري في الضفة الغربية والقدس من اقتحامات للمسجد الأقصى ودعوة العنصري،المتطرف الورير بنغفير لبناء كنيس يهودي فيه وتعاظم الاستيطان ثم اجتياح الضفة مرة أخرى كما جرى عام ٢٠٠٢.. يؤكد النوايا الحقيقية لإسرائيل التي غررت بالعالم طوال عقود بحديثها عن رغبتها بالسلام وتسوية سياسية مع الفلسطينيين،كما تؤكد ما سبق أن حذرنا منه منذ سنوات وكتبنا عنه عشرات المقالات، إن المعركة الحقيقية هي التي تجري في الضفة والقدس وكل ما جرى ويجري منذ خطة الفصل الأحادي عن قطاع غزة التي نفذها شارون ٢٠٠٥ وموجة الحروب على القطاع و بناء انفاق وتطوير صواريخ عبثية وحصار… هدفها تشتيت الإنتباه وإبعاد الأنظار عما يجري في الضفة،وخصوصا تنفيذ خطة الحسم التي وضعها المتطرف سموترتش عام ٢٠١٧.
ساعد إسرائيل في ذلك ضعف السلطة وما هو مفروض عليها من التزامات بمقتضى اتفاقية أوسلو، ولكن ما ساعدها أكثر سوء الحسابات والتقدير عند حركة حماس وحلفائها من فصائل المقاومة الذين ربطوا مصير المقاومة والقضية بايران ومحور المقاومة،ودورقطر التي كانت عرابة الانقسام وقناة التواصل والتنسيق بين حماس وإسرائيل،وكان هذا الدور واضحا في دور قناة الجزيرة التي ركزت كل اهتمامها على غزة والمقاومة في غزة وحصار غزة ،وهي التي استعملت لأول مرة مصطلح (الحرب على غزة) وكأنه لا توجد حرب في الضفة.
والآن بعد تدمير القطاع وحوالي مئتي الف شهيد ومفقود وجريح،والقطاع حاضنة المشروع الوطني،تفرغت إسرائيل للضفة لاستكمال المشروع الصهيوني من البحر إلى النهر.