في النقاشات السياسية منها وحتى الاجتماعية كثيرًا ما يفترض الشخص أنه على حق، ويمتلك ناصية الصواب فيحاول أن يورد الحجج والدلائل المنطقية إزاء الطرف الآخر متوقعًا أنه بذلك يقنعه، أوربما لغرض أن يفحمه أو يفوز عليه، وبالحقيقة أن الطبيعة الدفاعية للانسان عما يعتقده-حتى لو اعتقد ببطلانه- قد تكبح لديه الاقتناع بما تقوله، ولربما تدخل مفاهيم الرأي المسبق والعقل المصبوب المنضبط لقوالب حادة (كهف فكري انعزالي لأصحاب الأيديولوجيات المطلقة) تعزله عن أي تأثير في جميع الأحوال. هو يريد الحفاظ على ما اكتسبه من قناعات حتى لو كانت غير حقيقية، او مجرد أنها انفعالية عاطفية تساوقية، لذا فإن الانتماء للجماعة ذات الفكرة المتفق عليها يبدو أكثر راحة للناس عامة.
إذا رغبت بتغيير أفكار أو آراء أو انطباعات أو عادات الآخرين فإن العلماء ينصحون ب3 خيارات قد تبدو سهلة، ولكنها مما اطلعنا تحتاج لإيمان وإصرار وجهد مضني، إذ يمكنك إحداث التأثير والتغيير بالقناعات إذ صادقت الشخص الآخر أولًا فأنت بذلك تصنع حوله بيئة جديدة من خلالها يصبح مفهوم الاقتراب والعواطف والمحبة أساسًا قد يؤدي للتغير.
والنقطة الثانية هي أن تكون لطيفًا حتى عندما يخالفك الآخر (يبدو أن مخاطبة العواطف في كثير من الاحيان يكون أجدى) فلا تجادل لغرض الفوز أو الافحام وقهر الآخر فهو سيدافع عن مظهره أمام نفسه، وامام الآخرين ولا شك بشكل عام إن تخلى عن رأيه سيظن أنه يخسر الكثير من موقعه او مكانته بالجماعة أو بالحد الأدنى أمام ذاته.
وبالنقطة الثالثة وكما يقول العلماء إذا أردت أن تُميت فكرة فلا تذكرها بمعنى أن لا تنشغل كثيرًا بدحضها وإنما لك أن تنشغل بالفكرة الجديدة وعرضك لها، وهنا يأتي دور التكرار بالعرض فلا تكل من تكرار العرض للفكرة التي تريدها وإماتة الحديث عن الأفكار السيئة.
إن الانسان كائن اجتماعي وقد يفضل منطقة الراحة الاجتماعية حيث يحس بالانتماء والقبول والتساوق مع الجماعة فلا يمكنك إخراجه من المنطقة الى منطقة التعلم بسهولة مطلقًا الا باللطف والمحبة والصداقة والإتاحة له للتعبير عن ذاته والتكرار الابداعي اللطيف.