هل تخلت حكومة الاحتلال عن الاسرى في غزة

السياسي – تستعد الولايات المتحدة لتقديم مقترح جديد لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة قُدُمًا، في وقت لا يسود فيه التفاؤل بإمكانية التوصل إلى صفقة قريبة.

إلا أنه في ظل الجهود الحثيثة التي يبذلها الوسطاء، تصدر حكومة الاحتلال تصريحات تحبط تلك المساعي، وكان أبرزها مؤخرًا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.

ومع ذلك، بخلاف تلك التصريحات عن العملية العسكرية وعدم الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم، تصدر تصريحات من جانب وزراء الحكومة الإسرائيلية تظهر التخلي الواضح عن الاسرى وعدم وضعهم كأولوية على قائمة الأهداف.

ومع بداية الحرب على القطاع، أعلن نتنياهو أهدافها التي كان على رأسها إعادة الاسرى، والقضاء على حركة حماس، وألا تشكل غزة تهديدًا مستقبليًا لإسرائيل، وأضيف لها مؤخرًا إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

وفي الأيام الأخيرة، وبالتزامن مع التعنت الإسرائيلي الواضح وعدم الرغبة في المضي قدمًا نحو صفقة التهدئة، خرج العديد من المسؤولين الحكوميين بتصريحات تُظهر عدم تفضيل مسألة الاسرى في الوقت الحالي.

-سموتريتش: لن نقتل أنفسنا من أجل الاسرى
وكان آخر تلك التصريحات اليوم، الإثنين، من قبل ما يسمى وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي نفى وجود أي اتفاق حالي لإعادة الاسرى، رغم المساعي الأميركية والمصرية والقطرية، مذيّلًا تصريحاته بالقول: «نبذل قصارى جهدنا لإعادتهم أحياء لكن لن نهلك الجميع لأجل ذلك».

وأوضح: «ليس هناك أي اتفاق على الطاولة، نقنع أنفسنا، نتقاتل مع أنفسنا ونشعل النيران في الشارع، هذا بالضبط ما يريده السنوار، نحن نبذل قصارى جهدنا لإعادتهم إلى الحياة، إنه حدث معقد وصعب، وآمل أن ننجح في تحقيق أكبر عدد ممكن منهم، لكن لا يمكنني تقديم التزام، لن نقتل أنفسنا جماعيًا من أجل هذا الشيء»، بحسب موقع “حريدي 10“.

-وزيرة الاستيطان: ليسوا أهم من أمن إسرائيل
كذلك قبل أيام، أثارت وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، عاصفة عندما سُئلت الخميس الماضي عما إذا كانت حياة الاسرى ليست أهم من التمسك بمحور فيلادلفيا، لتجيب أن «الاسرى ليسوا أكثر أهمية من أولئك الذين سيلحق بهم الأذى في المستقبل».

وأردفت الوزيرة المتطرفة: «ممنوع المغادرة من هناك (فيلادلفيا)، سيكون ذلك مجرد صرخة لأجيال، وسيكون هذا مقدمة لـ7 أكتوبر المقبل الذي يمكن أن يكون أكثر خطورة بكثير»، وتابعت: « الاسرى ليسوا أكثر أهمية من كل أولئك الذين سيتأذون أكثر من مرة»، وفقًا لموقع «سيروجيم» الإسرائيلي.

وقبل أشهر، قالت ستروك عن الصفقة التي كانت مقترحة: «الصفقة فظيعة، الحكومة التي تلقي بكل شيء في سلة المهملات لإعادة 22 أو 33 شخصًا ليس لها الحق في الوجود».

-أهالي الاسرى: تخلوا عن أحبائنا
وفي الشارع الإسرائيلي، تتزايد الضغوط على الحكومة، خاصة من قبل أهالي الاسرى الذين يخرجون إلى الشوارع للتظاهر، وينضم إليهم اسرى سابقون ومعارضون رافضون لسياسات الحكومة.

واتهم أهالي الاسرى رئيس الحكومة صراحةً أكثر من مرة بالتخلي عن ذويهم، وأمس الأول شهدت عدة مدن إسرائيلية مظاهرات متفرقة، وخلالها قالت والدة أحد الاسرى إن «نتنياهو مستعد للتضحية بابنهم وبجميع الاسرى، ويجب على الجمهور التحرك للإطاحة بنتنياهو».

وقالت عمة إحدى الاسيرات القتلى: «توقعت أن تبذل الحكومة الإسرائيلية قصارى جهدها لإعادتها إلى منزلها في أسرع وقت ممكن. هذا هو العقد بين الدولة ومواطنيها، وقد تم فسخ العقد ودُفعت حياتها ثمنًا»، مردفة: «الاسرى ينفذون ما عليهم من الاتفاق ولكنهم تعرضوا للخيانة من قبل حكومة مغلقة وفاسدة».

وقال شقيق أحد الاسرى: «أخي احتجز حيًا، لكن نتنياهو قرر التضحية به على مذبح ائتلافه».

وقبل أيام، قال نتنياهو: «نتفهم معاناة أهالي الاسرى لكن لا نستطيع ترك محور فيلادلفيا»، في إشارة إلى تمسكه بالسيطرة العسكرية على القطاع وتقديمها على استعادة الاسرى.

شاهد أيضاً