السياسي -وكالات
تعد إنولات الماء (Water Anoles)، وهي سحالي شبه مائية صغيرة توجد في الغابات المطيرة في كوستاريكا وبنما، طرائداً شائعة للحيوانات المفترسة مثل الثعابين والطيور والسحالي الأكبر حجماً، غير أن لها تقنية خاصة للنجاة، حيث تتحول لـ “سحلية غواصة”.
وللهرب من الخطر، طور هذا النوع من السحالي آلية بقاء فريدة من نوعها، فهي تغوص في الماء وتشكل فقاعة هواء بالقرب من فتحات أنفها، مما يسمح لها بالبقاء مغمورة تحت الماء لمدة تصل إلى 20 دقيقة.
وبحثت عالمة البيئة السلوكية “ليندسي سويرك” وفريقها في قدرة التكيّف هذه سعياً لفهم الغرض من هذا السلوك، وفق “إنترستينغ إنجينيرينغ”.
وبحثت دراسة الدكتورة “سويرك”، التي نُشرت في مجلة Biology Letters، في كيفية تأثير الفقاعة على قدرة السحالي على البقاء تحت الماء لفترة أطول لتفادي الحيوانات المفترسة. باستخدام كاميرا تحت الماء، اكتشف الباحثون أن الفقاعة تتشكل من الهواء الموجود في رئتي السحلية، ثم تبقى متماسكة بفضل جلدها المقاوم للماء، مما يسمح لها بإعادة تنفس الهواء.
وأظهرت التجارب التي أجريت على 28 سحلية أن السحالي التي حافظت على الفقاعات سليمة بقيت تحت الماء لفترة أطول بنسبة 32% من تلك التي تعطل تكوين الفقاعات لديها.
وفي حين تساعد هذه القدرة السحالي المائية على الهروب من الحيوانات المفترسة، إلّا أن لها جانب سلبي، فالغوص في الماء منخفض الحرارة يبطئ من سرعة السحالي ذات الدم البارد، مما يجبرها على الاستلقاء في الشمس بعد ذلك للتدفئة، وهذا يقلل من الوقت المتاح لممارسة الأنشطة الأساسية الأخرى مثل الصيد والدفاع عن المنطقة، وتتأثر السحالي الذكور، المسؤولة عن حماية المنطقة، بشكل خاص، حيث تخرج من الماء بعد مدة قصيرة لتجنب انخفاض درجة حرارة الجسم.
تكتيك للهروب
وقال العلماء إن سلوك التنفس بالفقاعات هذا فريد من نوعه بين الحيوانات الفقارية، ولكنه يتشابه مع الحشرات المائية والعناكب، مثل عنكبوت الجرس الغوّاص، الذي يستخدم الفقاعات أيضاً للتنفس.
وتخطط الدكتورة “سويرك” للبحث في ما إذا كانت هذه السحالي المائية قادرة على استخدام الأكسجين المتواجد في الفقاعات، تماماً مثل العنكبوت.
وفي النهاية، يسلط هذا التكيّف الضوء على استراتيجيات البقاء المميزة حيث طوّر هذا النوع من سحالي الماء تكتيكاً فعالًا للهروب في مواجهة العديد من الحيوانات المفترسة في الغابات المطيرة.