ما قامت به إسرائيل من هجوم سيبراني بتفجيرات أجهزة الأتصالات بعناصر حزب الله يومي الثلاثاء والأربعاء بجنوب لبنان هو شكل من أشكال عمل الموساد والشاباك وخبراء الأمن السيبراني والهاكرز، واعتقد ان هناك أطراف داخل لبنان وخارجها ساهمت في هذا الاختراق من خلال الأكسيس الخاص بشبكة الاتصالات المرتبط بهذا النوع من الأجهزة وبالتالي أنفجارها سيكون في أي مكان تحمل به هذة الأجهزه
وقال مصدر أمني لبناني كبير لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل خمسة آلاف جهاز اتصال (بيجر) تايواني الصنع طلبتها جماعة حزب الله اللبنانية قبل أشهر من التفجيرات التي وقعت الثلاثاء والأربعاء،هذا النوع من الحرب السيبرانية الذكية جديدة بحجمها كون أن كم الضحايا كبير جدا 37 شهيد وأكثر من 3000جريح بينهم 400 في حالة خطرة، ولكنها قديمة في هيكليتها لما قامت به اسرائيل مرارا في اغتيال ناشطين فلسطينيين بهذه الطريقة لكن هذه المره الأولي التي تتم فيها عملية تفجير سيبراني بهذا الحجم وهذا الكم الكبير من الضحايا وبأدوات تكنولوجيه جديدة ونوع جديد من الحرب عن بعد، فبالنسبة لإسرائيل كونها تتصدر الدول في أجهزة التجسس والأمن السيبراني وأدوات الاختراق والتفجير فهي قادرة علي القيام بعملية نوعية بهذا الحجم المروع من الضحايا وهي جريمة ضد الإنسانية تضاف للسجل الحافل لإسرائيل من جرائمها القذرة وهذا مؤشر علي اتساع الحرب في الجبهة الشمالية التي بدأت فعليا .
وقد تداولت أنباء عن قرب إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي “غالانت” وتعيين عضو الكنيست “جدعون ساعر ” نتيجة خلافات بين نتنياهو و غالانت بشأن الحرب علي لبنان ،حيث يرغب نتنياهو في شن عملية عسكرية واسعة في لبنان لمواجهة “حزب الله”، بينما يريد “غالانت” التوصل أولا إلى اتفاق لتحرير الأسرى الإسرائيليين في غزة قبل خوض حرب لبنان ، جاء ذلك في وقت أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن إسرائيل “تبدأ مرحلة جديدة في الحرب” من خلال تحويل “مركز الثقل إلى الشمال، من خلال تحويل الموارد والقوات” كما دعا نتنياهو لاجتماع حرب بعد مقتل إسرائيلي وإصابة ١١ بجنوب لبنان
ما يحدث من ضربات بين إسرائيل وحزب الله حاليا هو بروفة أو حرب مصغرة لما سيحدث مستقبلا من حرب بين إسرائيل ولبنان، وقد صرح رئيس الأركان الإسرائيلي بأنه يجب تغيير الوضع الأمني في شمال إسرائيل حتي يستطيع سكان الشمال الرجوع الي منازلهم ، وهي إشارة بأن حرب لبنان قد بدأت حيث تمارس إسرائيل حاليا حربها في الجنوب اللبناني وتنفذ أجندتها تدريجيا وتوسع حربها بشكل متسلسل،فالحرب الحقيقية بين لبنان وإسرائيل بدأت بالفعل وهي إستمرار لسيناريو 7 اكتوبر والهدف منها إنهاء الإسلام السياسي في الشرق الأوسط والعالم أجمع والتي ستتم علي مراحل.
وكانت المرحله الأولي في غزه بالقضاء علي حماس باعتبارها أحد حركات الإسلام السياسي في المنطقه وأحد أزرع إيران،وقد تم أغتيال أسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران والضيف قائد كتائب القسام في غزه ورافع سلامة قائد لواء خان يونس وروحي مشتهي القيادي في حركة حماس والمقرب من السنوار وقبلهم صالح العارورى الرجل الثاني في حركة حماس وفؤاد شكر الرجل الثاني في حزب الله، وكلهم قيادات في حركات الإسلام السياسي التي تنوي اسرائيل وأمريكا القضاء عليها بعد أن إنتهي دورها وبعد القضاء علي الاخوان المسلمين في مصر وهي العباءة الأم التي خرجت منها كل حركات الإسلام السياسي في المنطقه.
تأتي بعدها المرحله الثانيه والتي يتم الإعداد لها الآن و هي ردع إيران وإخفائها من المشهد السياسي العالمي وتحجيم دورها وإبقائها في محيطها المحلي ،وذلك عن طريق تكسير أذرعها في المنطقه وعلي رأسها حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق ،فدور إيران من خلال أذرعها في المنطقه أصبح خطرا علي إسرائيل وبعض الأنظمه العربيه ،التي تقوم الإدارة الامريكيه حاليا بمساع أمريكية حثيثه لإسراع تطبيع هذة الأنظمة مع إسرائيل ،حيث أشترطت واشنطن التطبيع مع اسرائيل قبل توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين أمريكا ، لذا ستتحالف كلا من إسرائيل وهذه الأنظمة العربية في تكسير أذرع ايران في المنطقه فهما يريدان الهيمنة على الشرق الأوسط وأن يكونا حليفان قويان ضد إيران
فايران هدف قوي والقضاء على اذرعها حماس وحزب الله والحوثيين و المقاومه في العراق قد أن أوانها بالنسبه لأمريكا واسرائيل ،وما خلقت 7 اكتوبر إلا لتنفيذ ذلك المخطط،لذلك حرب لبنان أمر حتمي وسوريا والعراق واليمن سيكون لهم نصيب من ذلك فلن تقبل امريكا الا بردع حزب الله، وبعدها ستقوم الدولة اللبنانيه والجيش اللبناني بالإحلال مكان حزب الله مقابل دعم عسكري واقتصادي وسياسي أمريكي للدوله والجيش اللبناني، ليتنحى بعدها حزب الله عن المشهد السياسي والعسكري نهائيا كما حماس ، فحرب إسرائيل ضد لبنان لن تكون استعراضية وانما فرض وقائع جديدة على الأرض، وسيتأثر الشعب اللبناني بها وسيكون لبيروت نصيب الأسد من هذه الضربه لكنها لن تصل إلي حرب إقليمية ،ولن تستطيع أي دولة أن تدخل هذه الحرب وتراهن على سيادتها واستقرارها ضد إسرائيل وحليفتها أمريكا.
واعتقد وفقا للعقليه الاسرائيليه انه سيتم ضرب عده مواقع و اختيار المرافق الحيويه مثل شركه الكهرباء وشركه اتصالات و شركه المياه وضربها في نفس التوقيت ،وضرب البنيه التحتيه مثل ضرب المطار في بيروت وضرب بعض المواقع في المخيمات الفلسطينيه بالاضافه الي ضرب بعض المواقع لحماس في جنوب لبنان ومواقع لحزب الله في سوريا ومنازل لقادة في حزب الله في جنوب لبنان ،فضلا عن العديد من الاغتيالات لقاده حزب الله في جنوب لبنان
ثم تأتي بعدها المرحله الثالثه والاخيره وهي ضرب إيران فضرب ايران وارد جدا وغالبا سيتم في فترة ترامب فهو الرئيس القادم والاسرائيليون الان يتفاوضون مع الجمهوريون للإعداد لهذا السيناريو وإن تم لن يكون اسرائيليا فقط وانما مع تحالفات قوى عظمى على رأسها امريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ومعها بعض الدول العربيه ،فردع إيران جزء من تقليل هيمنة روسيا وبوتين ومسحها من خارطة التأثير في الشرق الأوسط ،وإعادة ترتيب العالم من جديد فالعالم يعيد ترتيب نفسه .