بعضُ الدروس المتوخّاة من الاختراق الإلكتروني الإسرائيلي الفظيع:1) نحن الأساتذة في فروع جامعة ولاية كاليفورنيا نخضعُ مرّة كل سنتَين لسلسلة دروس عن أمن التواصل الإلكتروني، والطريقة الفضلى لحفظ المعلومات نظراً إلى اختراقات الإنترنت المتكرّرة. أخالُ أنّ كلَّ الضالعين في أعمال المقاومة يحتاجون إلى هذا النوع من التأهيل.
2) هناك حاجة ماسّة إلى إعادة النظر في ملفّات سياسيّة متعلّقة بالاختراق الإلكتروني: سمعنا عن هبات أميركيّة (بريئة طبعاً) لأجهزة فحص الأشعّة والركّاب في مطار بيروت. هل هناك أي نوع من التدقيق الأمني في هذه المعدات؟ وكل أسبوعين، يتلقّى الجيش هبات إلكترونيّة من دول غربيّة متعدّدة، ويُقيم لهم الجيش احتفالات «عرمرميّة» نتيجة كرمهم وحنانهم وعطفهم. هل نحتاج إلى دراسة عن ذلك أم أنّ الدولة يمكن أن تعتمد على علاقاتها الوطيدة بـ «المجتمع الدولي» وبالقرار 1701 الذي حماها من الاختراق ومن صيبة العين؟ هل فهمنا متأخرين مغزى 7 أيّار؟ هل تم استيعاب حجم المؤامرة (ذات المصدر الإسرائيلي المتزيّن بالأميركي) ضد المقاومة؟ وإلا، فكيف يمكن فهم ما حدث؟ ما الذي أزعج فريق 14 آذار في شبكة اتصالات المقاومة وهي من البديهيّات نتيجة الخروق الإسرائيليّة المتعدّدة؟ طبعاً، حتى الشبكة تلك تعرّضت للاختراق، وخصوصاً أنّ وزير الاتصالات يومها حمل خريطة للشبكة ودار بها على السفارات الغربيّة الصديقة (لنا، لا لإسرائيل). ألا يجب إعادة النظر بكل ما يتعلّق بالتحقيق المشبوه في اغتيال الحريري؟ التحقيق والاتهام استند فقط وحصراً إلى شبكة اتصالات بين متّهمين، ووفقاً لمعلومات حصلت عليها المحكمة من مصادر وكالات استخبارات «إقليميّة» وهي غير مُسمّاة في التحقيق. نستطيع أن نصدّق أنّ خبير أجهزة هاتف في فرع المعلومات اكتشف خيطاً عندما لمعت فكرة في رأسه، لكن نصدّق ذلك؟ ويجب أن نعيد النظر في ملف المرفأ برمّته. هناك ضرورة للاشتباه بدور إسرائيلي. أنا لا أزال على قناعة بأنّ الانفجار كان نتيجة إهمال إجرامي من قبل مسؤولين (من أطراف مختلفة)، ويجب مساءلة مسؤول أمن المرفأ الذي هرّبته البريئة أميركا، لكن يمكن لإسرائيل أن تفجّر هذه الكميّة من المتفجرات لتلبيس الحزب.