في الوقت الذي كان فيه خطاب الرئيس أبو مازن أمس في الجمعية العامة عقلانياً ومتوازناً مؤكداً على السلام ، فقد كان خطاب نتنياهو اليوم مستفزاً وفيه درجة كبيرة من التعالي والعنجهية والوقاحة وعدم احترام الأمم المتحدة وشعوب العالم وملئ بالأكاذيب والاحالات التوراتية كسليمان وصموئيل.
ولكن للأسف ما يمنح قوة لخطاب نتنياهو أنه يتكلم باسم دولة وحكومة يؤيدها غالبية الجمهور حتى المعارضة التي تدعمه في حربه في فلسطين ولبنان، بالإضافة الى دعم دول عظمى على رأسها واشنطن،بينما نقطة الضعف في خطاب أبو مازن أنه جاء في وقت تغيب فيه الوحدة الوطنية وما زالت حركة حماس تشكك بتمثيله لكل الشعب وهذا ما تبدى من خلال الرسالة التي أرسلتها للأمين العام للأمم المتحدة دون تنسيق مع القيادة الفلسطينية، بالإضافة الى غياب دول كبرى حتى عربية تسند الرئيس والمنظمة والشعب الفلسطيني.
وفي النهاية فإن مجربات الحرب والواقع لا تغيره الخطابات بالرغم من أهميتها في التأثير على الرأي العام بل موازين القوى والقدرة على التأثير في سياسات الدول في المنطقة.