لافروف : قتل نصرالله اغتيال سياسي

السياسي – اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم السبت، اغتيال إسرائيل لزعيم “حزب الله” حسن نصرالله، في غارة على بيروت أمس الجمعة، “تصرفا خطيرا لدولة”، مشددا على أنه يجب “وقف استخدام الأساليب الإرهابية لتحقيق أهداف سياسية”.

وقال لافرورف، في رده على سؤال خلال مؤتمر عقده اليوم السبت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، “هذه ليست المرة الأولى التي تمارس فيها إسرائيل الاغتيالات السياسية. تذكرون اغتيال اسماعيل هنية الذي قتلوه في طهران، وكان هناك للمشاركة في مراسم جنازة الرئيس السابق رئيسي. هذا شيء خطير كتصرف دولة. كذلك كان هناك اغتيال في القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من المسؤولين الإيرانيين”

وأضاف “يقال إن إسرائيل تريد أن تجر الولايات المتحدة للدخول مباشرة في الصراع ثم تنتقل المواجهات إلى إيران. تريد إسرائيل أن تحرك حلف الناتو بعد ذلك للدخول في مواجهات مع إيران. يجب وقف القتل ووقف استخدام الأساليب الإرهابية لتحقيق أهداف سياسية”.

وقد ألقى لافروف كلمة مطولة أمام الجمعية العامة وهاجم التغول الغربي الذي اعتدى على كل المبادئ والقيم التي قامت عليها الأمم المتحدة، “فمثلا هناك 191 دولة تطالب برفع الحصار الأمريكي عن كوبا دون أي فائدة”. وقال إن الأمم المتحدة ليست بحاجة إلى بيانات ووعود بل لإعادة بناء الثقة بين الأعضاء دون تمييز وبشمولية تضم جميع الدول الأعضاء.

وفي رد على سؤال حول محاولة واشنطن الهيمنة المطلقة على الشرق الأوسط عبر الحرب الحالية في فلسطين ولبنان، وكيف يمكن أن تؤثر نتائج هذه الحرب على فكرة التعددية والتعاون الدولي أم أنها ستعزز الهيمنة الأمريكية؟”، قال إن نهج بلاده نحو الشرق الأوسط وبقية الدول ليس من خلال “ما سيؤثر علينا وما لا يؤثر علينا بل ببساطة ما يتعلق بتأثير ذلك على حياة الناس”. وتابع قائلا: أما فيما يتعلق بفلسطين وبعد “هجوم أكتوبر ”، شنت إسرائيل حملة عسكرية منذ نحو عام تشمل العقوبات الجماعية حيث استشهد أكثر من 41 ألفا وجرح أكثر من 100 ألف خلال السنة الماضية. بينما في أوكرانيا قتل على الجانبين خلال عشر سنوات ضعفان ونصف أقل مما قتل في غزة في نحو عام. هذه الإحصائيات تقول الكثير وهي ما زالت مستمرة”.

وأضاف: “أنت على حق. الولايات االمتحدة هيمنت على عملية السلام واستبعدت اللجنة الرباعية (روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إضافة إلى الولايات المتحدة). والآن الولايات المتحدة تحاول أن تهيمن على جهود الوساطة – تتواصل مع مصر والأردن وقطر لكنهم هم من يضع الأوراق ويؤكدون على أنهم من يملكون القدرة على الحل. أنظر ما حدث في بيروت. هناك عملية اغتيال سياسي آخرى وسمعت أن الرئيس بايدن قال إن هذا هو القرار الصحيح (قرار الاغتيال). نحن لدينا وجهات نظر تختلف عن وجهات نظرنا”.

وأضاف لافروف قائلا إنه “يتذكر هيلاري كلينتون عندما قتل الزعيم الليبي معمر القذافي كانت سعيدة جدا، وكذلك مادلين أولبرايت التي قالت إن مقتل 400 ألف عراقي ثمن معقول لجلب الديمقراطية للعراق. والكل يعرف أن حجة وجود أسلحة دمار شامل في العراق لم تكن صحيحة ولم تكن موجودة ومع هذا قاموا بغزو العراق. وأضاف “نعم. هم يريدون الهيمنة ليس فقط في الشرق الأوسط بل أيضا في منطقة البحر الهادئ ويخلقون تحالفات وتجمعات جديدة في أكثر من مكان. ونشاطاتهم مستمرة. وعندما يدخلون في نزاعات إقليمية يفكرون فقط في مصالحهم والإبقاء على هيمنتهم وهذا شيء غير إنساني، بينما يشيحون بعيونهم بعيدا عن أكثر من 100 ألف ضحية من أجل الإبقاء على هيمنتهم”.

إسرائيل تريد أن توسع الحرب لتوريط الولايات المتحدة فيها ثم توسيعها لتشمل إيران وتكون هناك حرب شاملة في الشرق الأوسط
وقال لافروف إنه يريد لمجلس الأمن أن يصبح أكثر فاعلية وهو معطل بسبب الهيمنة الأمريكية فكل القرارات المتعلقة بالحرب على غزة تم استخدام حق النقض (الفيتو) فيها أو تم تعطيلها، وآخر قرار سمحنا باعتماده بناء على نصيحة من زملائنا العرب. ما نعتقده أن إسرائيل تريد أن توسع الحرب لتوريط الولايات المتحدة فيها ثم توسيعها لتشمل إيران وتكون هناك حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وقال إن بلاده تحاول أن تقرب بين تركيا وسوريا والدفع باتجاه اللقاء و”قد دعونا الطرفين إلى اجتماعات ثلاثية ونحن نشجع هذا التوجه”. وأضاف أن الولايات المتحدة مستمرة في مناطق في سوريا تبيع النفط والحبوب وتمول عملاءها، “على الأكراد أن يعرفوا أن ليس لديهم مستقبل إلا داخل الدولة السورية. ونحن على استعداد لتسهيل الحوار مع سوريا ومع تركيا”.

وقال وزير الخارجية الروسي حول قرار 2735، الذي لم يطبق، والمسؤولية تقع على عاتق الولايات المتحدة وإسرائيل “لقد خدعونا وكذبوا علينا عندما قالوا لنا إن إسرائيل موافقة على القرار. أعتقد أن إسرائيل غير معنية بوقف إطلاق النار”. وقال إن كل قرارات مجلس الأمن ملزمة ويجب أن تنفذ والمجلس لديه الوسائل لفرض قراراته. وأوضح أن بلاده لا توافق على توسيع عدد أعضاء مجلس الأمن إلى عشرة أعضاء، “نحن نؤيد إضافة أعضاء من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا فقط، ولن نسمح بإضافة عضو من الدول الغربية التي هي أصلا ممثلة في المجلس بأكثر من اللازم”.

شاهد أيضاً